أدانت الجبهة الشعبية لتحرير بشدة بالتقرير الصادر عن " منظمة هيومن رايتس ووتش" أمس والذي جاء تحت عنوان ( نتائج بشأن انفجار "المستشفى الأهلي في 17 أكتوبر/ تشرين الأول)، وتبنيها لرواية الاحتلال، واصفةً هذا التقرير بالخطير والمنحاز بالكامل للرواية الصهيونية، والذي يهدف لتبرئة الكيان الصهيوني عن هذه المحرقة الكبيرة والفظيعة.
وأكدت الجبهة أن هذا التقرير ملئ بالأكاذيب والاستنتاجات الخاطئة المبني على معلومات صهيونية كاملة، فكيف خلصت هذه المنظمة إلى هذه النتيجة دون وجود لجان تحقيق على الأرض في الوقت الذي يحاصر فيه الاحتلال القطاع ولا يسمح بدخول أو خروج أي أحد؟، كما أنها في هذا التقرير تناقض نفسها حينما تقول أنها بحاجة إلى إجراء تحقيقات إضافية لتحديد من أطلق الذخيرة فكيف خلصت إلى النتيجة دون استكمال هذا التحقيق؟، وتواصل الكذب عندما تَدعيّ بعدم تعاون الجهات الرسمية في غزة في الوقت الذي أعلنت فيه الجهات الرسمية استعدادها للتعاون، كما لم تكشف هذه المنظمة عن الشهود الذي ذكرتهم في تقريرها، ما يشير إلى أن هذا التقرير هو مجرد مسرحية هزلية من إخراج هذه المؤسسة وإنتاج صهيوني بحت.
وشددت الجبهة أن هذا التقرير مُسيس بامتياز وجرت صياغته في مركز استخبارات وهدفه تمرير رؤية الاحتلال وتجميل وجهه القبيح أمام العالم أجمع الذي رأى مباشرةً وأمام شاشات التلفاز محرقة الاحتلال في المعمداني والتي استخدمت فيها أسلحة فتاكة أمريكية لها قوة تفجير تدميرية ليست موجودة لدى فصائل المقاومة وإنما لدى الاحتلال، مؤكدةً أن دعوة المؤسسة الدولية في تقريرها لفرض حظر للسلاح على غزة هو أمر خطير هدفه تشويه صورة المقاومة، ومساواة الضحية بالجلاد، ومحاولة تصوير ما يجري من عدوان صهيوني على شعبنا بأنه صراع بين طرفين، متناسيةً أن شعبنا الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال ومن حقه وفقاً لقرارات الشرعية الدولية مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وفي المقدمة منها المقاومة المسلحة.
واعتبرت الجبهة أن التقرير هو تسويق لروايات الاحتلال وتمهيد لمزيد من الجرائم بحق المشافي، خاصة وأن الاحتلال استغل الصمت الدولي والمواقف الدولية الضعيفة والمتواطئة على جريمة المشفى المعمداني في مواصلة جرائمه واستهدافه للمشافي القطاع كما حدث في مستشفيات ( الشفاء، العودة، الرنتيسي، الأندونيسي) وغيرها من المراكز الطبية التي استُهدفت، أو قتل واعتقال عدد كبير من الأطباء.
ودعت الجبهة جماهير شعبنا وكل أنصار فلسطين حول العالم إلى عدم التعامل مع هذه المنظمة وعدم الوثوق في تقاريرها التي نرى أنها موجهة من قبل جهات استخباراتية معادية، مؤكدةً أن هذه المنظمة سقطت سقوطاً مدوياً إلى الأبد بسبب انحيازها الفاضح والكامل للاحتلال، وأثبتت أنها ليست مجرد شاهد زور بل ذراع دولي في خدمة رؤية الاحتلال.
وختمت الجبهة بيانها بالتأكيد على أن حقيقة ما يجري من جرائم إبادة بحق شعبنا الفلسطيني في القطاع اخترقت الجدار الصهيوني الصلب ووصلت إلى العالم، وخلقت تَحولّات غير مسبوقة في الرأي العام الدولي، وصورة الكيان الصهيوني وحقيقته الاجرامية والفاشية والعنصرية وصلت إلى الجميع رغم تكالب وتواطؤ وتساوق عدد كبير من المؤسسات والمنظمات الدولية.