توالت ردود الفعل المنددة بقصف المستشفى دوليا وعربيا. فدان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، "أحدث مثال للهجمات الإسرائيلية الخالية من أبسط القيم الإنسانية" داعيا "البشرية جمعاء إلى التحرك لوقف هذه الوحشية غير المسبوقة في غزة".
واحد من 20 مستشفى تلقت تهديدات الاحتلال
وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، إن استهداف المنشآت المدنية في غزة ينتهك القانون الدولي، فيما أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن منظمة الصحة العالمية "تدين بشدة الهجوم على المستشفى الأهلي العربي".
ورفضت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، التعقيب على المجزرة، وقالت: "لقد تم إبلاغي للتو بالحادث. أحتاج إلى تأكيد، ولا أستطيع التعليق في هذه المرحلة". من جانبه، أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن "أسفه" لأن "المدنيين الأبرياء يدفعون مرة أخرى الثمن الباهظ". وقال: "يجب تحديد المسؤولية عن هذه الجريمة بشكل واضح ومحاسبة مرتكبيها".
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن المستشفى "كان يعمل وبه مرضى وعاملون في المجال الطبي ونازحون يحتمون به"، وفق ما نقل عنها الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة. وشددت على أن المستشفى "كان من بين 20 مستشفى في شمال قطاع غزة، تلقى أوامر من الجيش الإسرائيلي بالإخلاء والتوجه جنوبا".
وتابعت المنظمة "إن تنفيذ تلك الأوامر مستحيل في ظل انعدام الأمن والظروف الحرجة للكثيرين من المرضى وعدم توفر سيارات الإسعاف وأماكن الإيواء البديلة للنازحين". ودعت المنظمة إلى "توفير الحماية الفورية للمدنيين والرعاية الصحية والعدول عن أوامر الإجلاء".
وقالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية، ليلى بكر، استنكارها قصف المستشفى المعمداني في غزة. وقالت بكر: "على العالم أن يتحرك فورا لإنهاء دائرة العنف وحماية الأبرياء. استهداف المستشفيات والمنشآت الصحية والعاملين في المجال الصحي جريمة لا يجب التساهل معها".
من جانبه، حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "دخلت مرحلة خطيرة ستجر المنطقة إلى كارثة لا تحمد عقباها". وقال بيان صادر عن الديوان الملكي أن "على المجتمع الدولي وضع حد لسفك الدماء الذي يشكل استمراره وصمة عار على الإنسانية".
ونقل بيان صدر عن الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة قوله إن الأردن "ترفض وتدين بشدة هذا الفعل الذي يتنافى مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، ومع قواعد القانون الدولي الإنساني، وخصوصًا اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بقواعد الحرب".
وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة على "ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وضرورة تكاتف الجهود لوقف الحرب المستعرة على غزة فورًا"؛ مؤكدا أن "العدوان الإسرائيلي" الذي استهدف مستشفى الأهلي المعمداني "يتنافى مع كافة القيم الإنسانية"، ومحملا إسرائيل "القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية عن هذا التطور الخطير".
وعبر العاهل الأردني عن "إدانته الشديدة واستنكاره بأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل اليوم بحق المدنيين الأبرياء والمصابين والمرضى الذين كانوا يتلقون العلاج في مستشفى المعمداني في غزة". وأكد أن "هذه جريمة حرب نكراء لا يمكن السكوت عنها، وعلى إسرائيل أن توقف عدوانها الغاشم على غزة فورا، الذي يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية ويشكل خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي الإنساني".
وندّدت السعودية، الثلاثاء، بـ"الجريمة الشنيعة" التي ارتكبتها "قوات الاحتلال الإسرائيلي" بقصف مستشفى المعمداني في غزة؛ وقالت وزارة الخارجية السعودية أنّ المملكة "تدين بأشد العبارات الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والذي أدى لوفاة المئات من المدنيين".
وأشارت الخارجية السعودية إلى أنها "ترفض بشكلٍ قاطع هذا الاعتداء الوحشي الذي يعُد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية بما فيها القانون الدولي الإنساني".
وأدانت القاهرة "بأشد العبارات" القصف على المستشفى في غزة مؤكدة أن "هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية يشكل انتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية". من جهته، طالب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، "الغرب بوقف هذه المأساة فورا".
وأكدت قطر على أن ما حصل "مجزرة وحشيّة"، وذلك في بيان صدر عن وزارة الخارجية جاء فيه أن "توسع الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة لتشمل المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان يعتبر تصعيدا خطيرا في مسار المواجهات وينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة".
ووصف رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الغارة التي شنتها إسرائيل على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة بأنها أمر "مروع وغير مقبول على الإطلاق". وقال ترودو للصحافيين إنه "من غير المقبول قصف مستشفى".
روسيا والإمارات تدعوان لاجتماع طارئ لمجلس الأمن
ودعت روسيا والإمارات، الثلاثاء، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد مجزرة مستشفى المعمداني؛ وقال مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، عبر تلغرام: "طلبت روسيا والإمارات عقد اجتماع علني لمجلس الأمن قبل ظهر 18 تشرين الأول/ أكتوبر بسبب الضربة على مستشفى في غزة".
واستنكر المغرب بشدة قصف القوات الإسرائيلية مستشفى المعمداني في غزة، وجدد، في بيان لوزارة الخارجية، المطالبة "بحماية المدنيين من قبل كل الأطراف وعدم استهدافهم". وأكد "على الحاجة الملحة لتظافر جهود المجتمع الدولي لإيقاف الأعمال العدائية بأسرع وقت واحترام القانون الدولي الإنساني والعمل على تفادي انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد والاحتقان".
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في خطاب بثه التلفزيون في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الهجوم على مستشفى الأهلي المعمداني، مؤكدا أن واشنطن "وفرت الغطاء" للهجوم الإسرائيلي.
وأضاف أن "مجزرة المستشفى تؤكد وحشية العدو وتؤكد حجم الهزيمة المدوية التي مني بها"، مضيفا أن هذا الهجوم سيكون بمثابة نقطة تحول في الصراع. ودعا هنية جميع أبناء الشعب الفلسطيني إلى "الخروج للتنديد بهذه المجزرة وبهذه الوحشية"، كما دعا جميع العرب والمسلمين إلى تنظيم احتجاجات مناهضة لإسرائيل.
أعربت الخارجية العمانية عن استنكارها وإدانتها استهداف مستشفى المعمداني؛ كما أدانت الرئاسة الجزائرية "الهجوم المتعمد على المستشفى في غزة من قبل قوات الاحتلال". واستنكر المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات "المأساة الإنسانية والمشاهد المروعة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المدان لمستشفى المعمداني في غزة".
ومنددا بـ"الضمير العالمي الساكت عن الظلم والحق"، أدان رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، سقوط "مئات الشهداء في مستشفى المعمداني في غزة بفعل الإجرام الاسرائيلي". وفي ليبيا، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أن استهداف المستشفى الأهلي المعمداني في غزة "من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة وحشية".
دوره، قال مبعوث الأمين العام الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، في منشور على منصة "إكس": "أدين بأشد العبارات الهجوم المروع الذي استهدف المستشفى المعمداني في مدينة غزة، والذي أدى إلى مقتل ما بين 200 إلى 300 شخص، وإصابة كثيرين آخرين، بينهم نساء وأطفال. وأعرب عن تعاطفي العميق مع أسر الضحايا".
وأضاف "أكرر أن الهجمات ضد المدنيين غير مقبولة وأن المستشفيات والمرافق الطبية والعاملين فيها يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي. ولا يمكن للمدنيين الاستمرار في دفع الثمن. الرعب والعنف يجب أن يتوقف".