تشن منظمات ومجموعاتٍ صهيونيّة حملةً مسعورة من أجل وقف تنظيم مهرجان " فلسطين تكتب" في جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكيّة، وذلك تحت مبرراتٍ واتهاماتٍ لبعض الفلسطينيين المشاركين فيه ووصمهم بـ"الإرهاب"، وعلى رأسهم المحاضر والمناضل الأكاديمي الفلسطيني وسام رفيدي.
ووجّه ما يسمى "المنتدى القانوني الدولي ILF" رسالة تحريضيّة إلى رئيس جامعة بنسلفانيا البروفيسور "ليز ماجيل"، للضغط عليه من أجل منع إقامة مهرجان "فلسطين تكتب" المنوي إقامته بين 22-24 سبتمبر الجاري، وذلك بحجّة أنّ من ضمن بعض المشاركين لهم علاقة بجماعات "إرهابيّة" مثل الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، على حد زعمهم، بل وصفوا المهرجان خلال الرسالة بأنّه (مهرجان الكراهية الفاحش).
وزعم الموقّعون على الرسالة، أنّ مهرجان "فلسطين تكتب" لن يؤدي إلّا إلى تفاقم البيئة "المعادية" التي يواجهها الطلاب اليهود في الجامعات الأمريكيّة، على حد قولهم، مُطالبين بضرورة "إلغاء أي رعاية جامعيّة رسمية للمهرجان؛ وإلغاء الموافقة على إقامة الفعالية داخل الحرم الجامعي".
بدوره، أكَّد الأكاديمي والباحث في علم الاجتماع السياسي أ. وسام رفيدي، أنّه "لم يتفاجأ بهذا الكم من التحريض المتواصل؛ لا سيما وأنّ الصهاينة ينشطون بقوّة على صعيد التشهير بكل ما هو فلسطيني وبكل الحقوق والنشاطات الوطنيّة الفلسطينيّة، سواء الثقافيّة أو الاجتماعيّة أو الفنيّة وجميع النشاطات الأخرى".
وشدّد رفيدي في تصريحات صحفية، أنّ "الأكاذيب هي جوهر الرواية الصهيونيّة، سواء أكاذيب الخرافات أو الأساطير أو حتى الأكاذيب الدينيّة، وكل الفكرة الصهيونيّة قامت على أكذوبة (أرض الميعاد) وأكذوبة (شعب الله المختار)، لذلك ليس من الغريب استخدام سلسلة من الأكاذيب للطعن في بعض المشاركين في مهرجان (فلسطين تكتب)".
كما أكَّد رفيدي -أحد المشاركين في المهرجان-، أنّ "كل هذه الهجمة وهذا التحريض يؤكّد لنا أنّنا على الطريق الوطني الصحيح طالما أنّ الصهاينة غضبوا من أنّنا سنُشارك في هذا المهرجان"، لافتًا إلى أنّ "التحريض والتشويه الصهيوني لم ولن يتوقّف، لذلك الرد الوحيد يكون من خلال روايتنا الوطنيّة الفلسطينيّة وعدم الاستسلام، لا سيما وأنّ أهمية المهرجان تكمن في إسهامه في تعزيز الهوية والرواية الثقافيّة الفلسطينيّة".
وحول طبيعة مشاركته في مهرجان "فلسطين تكتب"، أوضح رفيدي أنّه سيتحدّث عن روايةٍ له كتبها داخل سجون الاحتلال أثناء اعتقاله، وحول ظروف هذه الرواية وتجربته في الكتابة داخل الأسر، إلى جانب الحديث عن الدور والنشاط الإبداعي والروائي والثقافي للرفيق المفكّر وليد دقّة مع تسليط الضوء على روايته "حكاية سر الزيت".
وبالعودة إلى الهجمة على المهرجان، وحول إمكانيّة استجابة إدارة جامعة بنسلفانيا لهذه الضغوط الصهيونيّة، أشار رفيدي خلال حديثه، إلى أنّ "إدارة الجامعة ردّت على هذا التحريض، حيث أكَّدت في قرارٍ نهائيٍ لها، أنّ من حق الفلسطينيين تنظيم هذا المهرجان، وهذا إلى جانب أنّ الاتحادات الطلابيّة وأساتذة الجامعة نفسها أيّدوا تنظيم هذا المهرجان، أي أنّ الموقف الصهيوني معزول تمامًا في هذا السياق".
ورأى رفيدي، أنّ هذه الانتكاسة الجديدة "هي جزء من حالة العجز التي يعيشها التيار الصهيوني حاليًا في الولايات المتحدة، لا سيما وأنّ الأوساط الشبابيّة اليهوديّة تتحوّل يومًا بعد يوم وتتبّنى موقفًا نقديًا ضد الاحتلال وممارساته العنصريّة، وهذا ينعكس على مستوى الشباب في كثيرٍ من الجامعات".
وبشأن الحجّة التي يتذّرع بها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدّة وأتباعه وهي "معاداة السامية"، أكَّد رفيدي أنّها "أضحت الكذبة الأبرز التي لا زالت دولاً رسميّة تتبنّاها مثل ألمانيا على سبيل المثال التي تقف على يمين الحركة الصهيونيّة في عدائها للشعب الفلسطيني وكل الأنشطة والفعاليات الداعمة لشعبنا، وغيرها من الدول، لكنّهم يتناسون تمامًا أنّ المعادي الحقيقي للسامية هي العولمة الإمبرياليّة الأوروبيّة التي أحرقت اليهود، وهذه العولمة هي التي ترفع في وجه شعبنا اليوم فزّاعة "العداء للسامية" لاتخاذ موقف ضد حقوق شعبنا".
وشدّد رفيدي في ختام حديثه، على أنّ "هذه الأنظمة هي نفسها التي كانت فعليًا معادية للسامية على أرض الواقع وقتلت وحرقت البشر ووضعتهم في أفران الغاز، وهذا هو النفاق الإمبريالي العنصري الأوروبي الرسمي، ولكنّ على المستوى الشعبي هناك تفاهمًا متزايدًا لنضال الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنيّة".
وفي وقتٍ سابق، أعلنت جامعة بنسلفانيا في مدينة فيلادلفيا الأميركيّة عن إطلاق مهرجان أدبي فلسطيني يحمل عنوان "فلسطين تكتب" والمقرّر عقده في الفترة من 22 إلى 24 أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث قالت إدارة الجامعة في بيانٍ لها، إنّ "الأدب والتراث والثقافة الفلسطينيّة جديرة بالاهتمام وتعريف الثقافات الأخرى عليها وبخاصّة الجاليات المتنوّعة التي تعيش في الولايات المتحدة الأميركيّة".
وأشارت الجامعة، إلى أنّ المهرجان يشمل معارض الفن والتصوير الفوتوغرافي وحلقات نقاش وورش عمل وموسيقى، وبرامج للأطفال والأسرة، والأكل الفلسطيني التراثي، وعروض مسرحيّة ودبكة شعبيّة وقصص شفهيّة.
المصدر/ "بوابة الهدف الإخباريّة"