Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

هستيريا إسرائيلية!!

هستيريا إسرائيلية!!

  ما ترتكبه القوات الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية من اعتداءات وانتهاكات صارخة ضد المدنيين، أطفالاً ونساءً وشيوخاً، وما تفرضه من أجواء ترويع وقهر وظلم، منذ بدء حملتها تحت شعار البحث عن المستوطنين وما نتج عن هذه الحملة من سقوط عدة شهداء بينهم أطفال وجرحى ومئات المعتقلين وتخريب وتدمير محتويات المنازل... الخ

واقتحام القوات الإسرائيلية مناطق السلطة الوطنية بما في ذلك وصولها إلى بعد مئات الأمتار عن مقر الرئاسة في المقاطعة، يشكل تصعيداً خطيراً أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه يعبّر عن هستيريا إسرائيلية تدفع بالمنطقة نحو الانفجار.

والسؤال الذي يطرح إزاء هذا الوضع الخطير الذي فرضته "إسرائيل" هو: أين هو المجتمع الدولي المسؤول عن الأمن والسلم العالميين؟ وأين هي المنظمات الدولية المسؤولة عن مراقبة أوضاع حقوق الإنسان؟ وأين هي اتفاقيات جنيف والمواثيق الدولية إزاء كل ما يجري من انتهاكات صارخة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ وأين هي اتفاقيات أوسلو التي اتضح للمرة الألف أن "إسرائيل" لا تحترمها وأن لديها الاستعداد لاستباحة كل الأراضي لا فرق بين مناطق «أ» أو «ب» أو «ج»؟

والسؤال الأهم: ألا يستحق هذا الوضع الخطير ويضاف إليه إضراب المعتقلين الإداريين عن الطعام الذي دخل يومه الحادي والستين، ألا يستحق أن تدعو الجامعة العربية لعقد اجتماع عاجل طارىء لاتخاذ موقف في مواجهة هذه الغطرسة الإسرائيلية والتحرك دولياً للضغط على إسرائيل؟ ألا يستحق كل ذلك أن تعقد أن تعقد منظمة المؤتمر الإسلامي اجتماعاً طارئاً لنصرة شعب فلسطين ونصرة القدس التي تتعرض لأبشع الانتهاكات بحق أهلها ومقدساتها؟

إن ما يجب أن يقال هنا أن الأمم المتحدة بمجلس أمنها وكل منظماتها تتحمل مسؤولية خاصة إزاء استمرار هذا العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية ولا معيل أن يتواصل هذا الصمت الدولي إزاء ما يجري في الأراضي المحتلة والذي يهدد بتفجير الوضع في المنطقة مع كل ما قد يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة.

لقد حان الوقت كي يوجه العالم العربي والإسلامي رسالة واضحة حازمة لـ"إسرائيل" وللمجتمع الدولي مفادها أن هذه الأمة العربية - الإسلامية لا يمكن أن تقف متكوفة الأيدي إزاء ما يجري للشعب الفلسطيني وأن على المجتمع الدولي أن يسارع إلى التحرك لوقف هذه المغامرة الإسرائيلية وهذا العبث بأمن واستقرار المنطقة.

كما حان الوقت كي تتخذ أوروبا وأميركا موقفاً واضحاً وحازماً إزاء هذه الانتهاكات الإسرائيلية الفظ، فلا يعقل أن يتواصل صمت الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إزاء ما تقوم به "إسرائيل" التي أفشلت عليه "السلام" ثم بدأت بخطوات تصعيدية متسارعة في مقدمتها توسيع دائرة النشاط الاستيطاني وفرض المزيد من المعاناة على المدنيين الفلسطينيين واليوم تعريض المدنيين للقتل والجرح والاعتقال والترويع وتخريب ممتلكاتهم.

وفي المحصلة، وحتى يمكن تجنب الانفجار القادم وتجنب الدخول مجدداً في دوام من العنف وسقوط المزيد من الضحايا لا بد من تدخل عربي - إسلامي - دولي جاد في مواجهة هذه الهستيريا الإسرائيلية. ويجب أن تدرك الحكومة الإسرائيلية أن شعبنا الصادم المرابط لن تكسر إرادته ولن تهزه كل مغامرات التعسف والقوة وسيظل متمسكاً بحقوقه الثابتة والمشروعة في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ومن الأجدر بهذه الحكومة الإسرائيلية أن تنظر لوراء لتجد أن هذا النهج الاحتلال القديم - الجديد لم يجد نفعاً ومني بفشل ذريع في تحقيق الأمن والاستقرار.