رجح علماء جامعة "ايكس مرسيليا" الفرنسية أن الرياح الموسمية ظهرت على الأرض قبل 66 إلى 23 مليون عام.
وتشير مجلة Earth-Science Reviews، إلى أن الرياح الموسمية هي عبارة عن دورة في الغلاف الجوي تتميز بمرحلة من الأمطار الغزيرة خلال فترة قصيرة. وتعتمدالرياح الموسمية في جنوب وشرق آسيا،على مجموعة من الظروف الجوية والأوقيانوغرافية، بما في ذلك السلاسل الجبلية. تحدث المرحلة الممطرة بسبب اختلاف درجات الحرارة بين اليابسة والبحر، حيث ترتفع في الصيف درجة حرارة الأرض أسرع من الماء. ويرتفع بخار الماء ويتكثف ويهطل على شكل مطر. أما في فصل الشتاء، تصبح الظروف في القارة أكثر جفافاً.
وأظهرت الدراسة الجديدة أن دورة الرياح الموسمية ظهرت في العصر الباليوجيني، عندما كان هناك احترار مناخي واضح. وقد اتضح للباحثين من نتائج تحليل 20 نموذجا للمناخ القديم من أواخر العصر الأيوسيني إلى أواخر العصر الميوسيني، قبل ما يقرب من 40 إلى 8 ملايين سنة، أن نشوء سلاسل الجبال على مدى آلاف السنين حدد نمط الرياح الموسمية الحديثة. تشمل هذه العوامل الجيولوجية سلاسل جبال شرق إفريقيا وجبال الأناضول الإيرانية وجبال شبه الجزيرة العربية.
وقد أثر ارتفاع السلاسل الجبلية أو التضاريس الأرضية الأخرى، مثل الهضاب الترابية القاحلة، في تقوية السمات القارية، حيث الصيف أصبح أكثر سخونة والشتاء أكثر برودة وجفافا. وبدوره أثر هذا في نمذجة الرياح الموسمية التاريخية.
واتضح من النماذج أنه في أواخر العصر الأيوسيني، تميزت المنطقة القاحلة الممتدة إلى ما بعد شمال الهند بمعدل هطول الأمطار 500 ملم سنويا. بينما شهد جنوب الهند هطول امطار غزيرة سنويا، يعتقد أنه كان يتجاوز 3000 ملم سنويا (يماثل هطول الأمطار السنوي حاليا). ثم انتشر الجفاف تدريجيا إلى شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، ما أدى إلى تحويل المنطقة المناخية الرطبة إلى جنوب آسيا. وتسبب استمرار تشكل السلاسل الجبلية على الأرض في حدوث تحول في خط العرض لحدود الرياح الموسمية من 4 إلى 5 درجات إلى الشمال، نحو الصين واليابان.