شارك الآلاف من الفلسطينيين في مناطق الـ4 المحتلة، اليوم الأربعاء، في مسيرة العودة الـ26 المقامة هذا العام في أراضي قرية اللجون المهجرة.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ولافتات حملت أسماء القرى الفلسطينية المهجرة والأسير وليد دقة ابن مدينة باقة الغربية، بالإضافة إلى إطلاق هتافات منادية بالحرية وحق العودة.
وانطلقت المسيرة بالقرب من شارع وادي عارة الرئيسي، وصولاً إلى عمق قرية اللجون المهجرة حيث مكان التجمهر الرئيسي.
وبدأ المهرجان بالوقوف على نشيد موطني، ومن ثم قسم العودة وعدم التنازل عن الوطن مهما حصل والحفاظ عليه للأجيال القادمة، فيما تولى عرافة المهرجان مها إغبارية ويوسف سالم.
وقال كامل البرغوثي عن جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين: إن "المحتل الغاصب دمر أكثر من 530 قرية عربية فلسطينية، ولكن رغم كل ذلك لن يستطيع تدمير مبادئنا وتمسكنا بأرضنا وشعبنا وقرانا، ولا عودة عن حق العودة".
وأكد أن "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين ومعها هذه الجماهير، ستبقى تحمي وتعمل من أجل قرانا وأسرانا في السجون الإسرائيلية ومن ضمنهم الأسير وليد دقة".
من جانبه، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل محمد بركة، إن "اللجون عادت اليوم لتنبض بأبنائها رغم العتاد العسكري الذي يمر فوق اللجون والعروض العسكرية التي تقام، إذ أننا نواجه العنصرية اليومية من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ولكن كل ذلك لن يجعلنا نتراجع عن حق عودتنا وأرضنا".
وشدد على أنه "لن نقبل أبدا أن نكون احتياط في الحكومات الإسرائيلية متى أرادوا يدخلوننا، نحن أصحاب حق وأرض ولن نقبل بأن نكون جزءا من هذه الحكومات المتطرفة التي تقمع وتقتل أبناء شعبنا".
وأشار إلى أنه "يتغنون بالديمقراطية في إسرائيل، هذه الديمقراطية تماما كالتي في جنوب إفريقيا بين السمر والبيض، لا ديمقراطية في هذه المؤسسة الإسرائيلية التي تشرع القوانين وتعتدي على المساجد والكنائس، لا ديمقراطية في هذه المؤسسة التي هجرت أهلنا وجعلتهم غرباء".
بدوره، شدد زياد أمين طميش عن أهالي اللجون المهجرة على أن "كل شيء في اللجون يربطنا بها من ترابها وأشجارها وبيوتها ومقبرتها، هذه أرضنا التي ضحينا من أجلها. النكبة مستمرة وتزداد حدتها يوميا، وخير دليل على ذلك التقاعس الإسرائيلي مع الجريمة المتفشية".
وأشار إلى أن "سلطات الاحتلال سرقت الشواهد والنصب التذكاري التي وضعت في مقبرة اللجون، ذلك بسبب خوفهم من الذاكرة وخوفهم من الشهداء في المقبرة، مهما فعلوا وحاولوا لن ننسى ولن نتخلى عن أرضنا".
كما وقالت زوجة الأسير المريض وليد دقة سناء سلامة، إن "قضية وليد إنسانية ويجب أن تكون مهمة للقيادات العربية في الداخل الفلسطيني، وحتى ينتصر وليد هو بحاجة إلى شعبه وقيادة شعبه، ويجب أن تتظافر الجهود بين المؤسسات المدنية والدينية".
ودعت سلامة إلى المشاركة في الفعاليات والنشاطات التي تقام من أجل تحرر زوجها الأسير.
وأكدت أنه "يجب أن يتعلم الأولاد والأبناء عن الأسرى لأنهم ضحوا بحياتهم من أجل الحرية، ونحن نفتخر بهم".
وختمت بالقول إن "الوطنيين من غير الممكن أن يكونوا ضمن عصابات الإجرام، لذلك علموا أبنائكم وأشبعوهم بالوطنية".
وبالتزامن مع مسيرة العودة، نظمت هيئات وحراكات فلسطينية إلى جانب عدد من الفلسطينيين المهجرين من قراهم والذين بقوا في أراضي 48، مسيرات وفعاليات في عدة قرى مهجرة بالداخل.
وزار عدد من أهالي القرى، قراهم التي هُجرّوا منها في عام النكبة 1948، بينها حطين وميعار والدامون والغابسية، ونظموا فعاليات وطنية، مؤكدين تشبثهم بحقهم وأرضهم، وارتدوا الكوفيات الوطنية ورفعوا الأعلام الفلسطينية.