أدانت عدة دول وشخصيات سياسية حول العالم، اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي على المعتكفين في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، ما أسفر عن اعتقال وإصابة المئات بينهم نساء وأطفال.
جاء ذلك في بيانات منفصلة صدرت عن وزارات خارجية البلدان العربية والإسلامية بعد ليلة شهدت اعتداءً وحشيًّا على المرابطين في المصلّى القبلي، حيث اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على المصلّين والمعتكفين واعتقلت 350 منهم.
ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، ومهاجمة المصلين والمعتكفين، واعتقال ما يقارب من 400 فلسطيني، مشددًا على أن هذه التصرفات غير المسؤولة في الأماكن المقدسة تمس المشاعر الدينية لملايين من المسلمين عبر العالم، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك.
ودعا أبو الغيط في بيانٍ له اليوم، المجتمع الدولي، ممثلاً في الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، إلى التحرك بسرعة لدفع (تل أبيب) إلى وقف هذا التصعيد الخطير الذي يُنّذِر بإشعال الموقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وطالب الأمين العام للجامعة العربية، الحكومة الصهيونية بالتوقف عن هذه الأعمال الاستفزازية، مُحَذّراً من أن التوجهات المتطرفة التي تتحكم في سياسة الحكومة الصهيونية ستقود إلى مواجهاتٍ واسعة مع الفلسطينيين إذا لم يوضع حد لها.
وأعلنت جامعة الدول العربية في بيان أنها ستعقد اجتماعا طارئا مساء الأربعاء، لبحث اقتحامات الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه، الليلة الماضية.
ودعا الأردن بالتنسيق مع فلسطين ومصر، بصفتها رئيس الدورة العادية 159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، اليوم الأربعاء، إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين.
وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية إن الدعوة جاءت "لاستمرار التحرك على المستوى العربي ضمن سلسلة الإجراءات والاتصالات والتنسيق الذي تقوم بها المملكة، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتصرفاً ومرفوضاً ومداناً يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها".
بدورها ، أبدت المفوضية الأوروبية استيائها من اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، مطالبة بالحفاظ على الوضع القانوني للأماكن المقدسة.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم المفوضية بيتر ستانو في مؤتمر صحفي بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
وأوضح ستانو أن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب مجريات الأحداث في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعرب عن بالغ قلق الاتحاد الأوروبي إزاء تصاعد التوتر في القدس، داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعمل على تخفيض حدة التوتر الحاصل.
كما دانت الخارجية المصرية بأشدِّ العبارات اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدَّت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلّين والمعتكفين، بما فيهم من النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية.
واعتبرت الخارجية المصرية في بيان لها أن مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات (الإسرائيلية) المتكرّرة لحرمة الأماكن المقدَّسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية علي مستوى العالم.
وطالبت السلطات الإسرائيلية بالوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تروّع المصلّين الذين اتخذوا من بيت الله سكناً آمناً في أيام شهر رمضان المبارك. وحمَّلت مصر السلطة القائمة بالاحتلال، مسؤولية هذا التصعيد الخطير، مطالبة بتحمَّل المجتمع الدولي مسؤوليته في وضع حدٍّ لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.
كما ودانت دولة قطر بأشدّ العبارات اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك، وتخريبه، والاعتداء على المصلّين فيه، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين، وإخلاء المعتكفين في المصلّى القبلي، وفرض قيود على أبواب المسجد ومنع دخول الفلسطينيين.
وفي تغريدة على تويتر قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن "الهجوم الوحشي من قبل قوات الكيان الصهيوني الغاصب على المعتكفين والمصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك، يكشف مرة أخرى للعالم طبيعة هذا الكيان الإجرامية ومعاداة حقوق الإنسان".
وأضاف أن هذه الجريمة مدانة بشدة و تتطلب رد فعل فوري من العالم الإسلامي وأحرار العالم والمحافل الدولية المسؤولة.
كما عتبرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان الأربعاء، هذه الممارسات الإجرامية الوحشية تصعيداً خطيراً وتعدياً سافراً على الأماكن المقدسة، وامتداداً لسياسة تهويد القدس، وانتهاكا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، واستفزازاً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، لاسيما في شهر رمضان المبارك.
وذكّرت الوزارة بأن القدس تعدّ مدينة محتلة وفقا للقانون الدولي، وعليه فإن مسؤولية رعاية حقوق المصلين، التي كفلتها كافة المواثيق الدولية والإنسانية ناهيكم عن الاعتداء عليهم وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، تقع حصراً على عاتق قوات الاحتلال .
وحذّرت وزارة الخارجية في هذا السياق من إدخال أية تغييرات على الوضع التاريخي والقانوني بالمسجد الأقصى والقدس ومقدساتها، وحمّلت سلطات الاحتلال وحدها مسؤولية دائرة العنف التي ستنتج عن سياساتها الممنهجة ضد حقوق الشعب الفلسطيني، كما حثّت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الإجراءات.
أما وزارة الخارجية التركية أدانت "بشدة" اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى وتوقيف أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى المصلى القبلي.
وقالت الوزارة في بيان، الأربعاء: "ندين بشدة انتهاك قوات الأمن الإسرائيلية حرم المسجد الأقصى ووضعه التاريخي الراهن واقتحامها المسجد الأقصى ومداهمة المصلى القبلي واعتقال عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين".
وشدد البيان على أن هذه الاعتداءات التي تطال المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك "غير مقبولة بأي حال من الأحوال".
من ناحيتها دانت المملكة العربية السعودية، الأربعاء، اقتحام المسجد الأقصى. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: "المملكة العربية السعودية تتابع بقلقٍ بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف، والاعتداء على المصلّين، واعتقالها عددٍ من المواطنين الفلسطينيين".
وأضافت أن "المملكة إذ تدين هذا الاقتحام السافر، لتعبّر عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدَّسات الدينية، مجدّدةً التأكيد على موقفها الراسخ في دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".
أعربت وزارة الخارجية الكويتية، عن إدانتها واستنكارها للاقتحام السافر لقوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين المعتكفين، واعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين.
وأكدت الخارجية الكويتية في بيان لها اليوم الأربعاء، رفضها القاطع لهذا الاعتداء الآثم الذي يشكل تصعيدا خطيرا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وجددت موقف دولة الكويت الثابت الداعي إلى سرعة تحرك الأمم المتحدة ممثلة في مجلس الأمن المسؤول عن صيانة السلم والأمن الدوليين والمجتمع الدولي بأسره، لاتخاذ خطوات جادة وفعالة لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية المستفزة والمتكررة، وضمان احترام حرمة الأماكن المقدسة، والعمل على توفير الحماية الكاملة لمصلي المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين.