أكدت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى اليوم؛ أنَّ القيادي الأسير الشيخ خضر عدنان محمد موسى، مازال يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم (38) على التوالي رفضًا لاعتقاله التعسفي، ويواجه ظروف عزل صعبة في عزل سجن مشفى الرملة، حيث يعيش في غرفة انفرادية مليئة بحشرات البق التي تنهش جسمه.
وأفاد الأسير عدنان في رسالة وصلت مهجة القدس نسخةً عنها اليوم، أنه مازال مستمرًا في إضرابه عن الطعام وهو بوضع صحي يتراجع يومًا بعد يوم، وأصبح يتحرك بواسطة كرسي متحرك، ويواجه ظروف عزل صعبة في عزل الرملة، حيث الغرفة المعزول فيها مليئة بحشرات البق التي تنهش جسمه، بالإضافة إلى استمرار مضايقات السجانين، وخاصة في الليل، ولا يتوقف السجانين عن تفتيشهم الليلي وطرق الأبواب لإزعاجه والتنغيص عليه، وسؤالهم له عن شرب الماء وأخذ الدواء، رافضًا تلقي الدواء أو الفيتامينات أو المدعمات وفقط يشرب الماء.
وأكد في رسالته، بخصوص استمراره في إضرابه عن الطعام، قائلًا: "أتوكل على الله وحده المعين الرحيم، من قال "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"، جزى الله عز وجل كل من يقف إلى جانب أهلي في هذه المحنة والمعركة للحرية ولا عزاء للمتخاذلين والمقصرين والمتنكبين ومن جنبوا في كل حين".
ووجه الشيخ خضر عدنان عبر رسالته التي وصلت مهجة القدس، رسالة تعزية لعوائل الشهداء الذين ارتقوا مؤخرًا قائلًا: "رحم الله الشهداء خروشة والغزاوي والناطور والزرعيني والصباغ وخلوف وكل شهداء شعبنا، إنَّ هذه المجزرة التي كانت في جنين لتعبر عن الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال الدموي المتعطش لدماء شعبنا وتدعو للمزيد من الوحدة، رصوا الصفوف والتوكل عليه سبحانه وتعالى والإيمان بوعده لعباده المؤمنين بالنصر والتمكين، تعازيي لذويهم فقدًا وتهانيي لهم شهادة والاجتماع بهم جميعًا على حوض الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلم ونرزق شفاعته وشفاعتهم إن شاء الله".
كما وجه الشيخ القيادي في رسالته، رسالة للعدو الصهيوني، قائلًا فيها: "إنَّ تهديدات ضابط العدو بعدم الوقوف في فعاليات التضامن لتعبر عن عجزهم وإفلاسهم، وأقول للعدو مهما مكرتم وهددتم وحشرتم فالله عز وجل سيذهب مكركم وسيبطله، وهذا الإضراب سيتفجر في لحظة قادمة بحرية بإذن الله عز وجل وانتصار، أو شهادة وانتصار، أنتم تحاولون أن تتناسوا مشكلتكم وأمنكم وكل كيانكم في إضرابات نصرنا الله عز وجل فيها في عام 2012، 2015، 2018، 2021 ولتتذكروا أكثر ارجعوا للصور والفيديوهات للانتصار عندكم يوم عانقت والداي عليهم الرحمات والرضوان وزوجي وأبنائي وإخوتي وتراب هذه الأرض المطهرة يوم أفرجتم عني للصليب الأحمر من جبنكم في 2012 في عتمة الليل قرب سهل عرابة وكان تصويركم العسكري شاهد على ذلك وأفرجتم عني للسلطة مدخل عرابة بصمت حتى دون أن يعلم أهلي في عام 2015 قبل الفجر، ألا تذكرون كيف وفقني الله يومها لزيارة بيوتات المخيم المقاوم بيوتات الشهيد القائد محمود طوالبة والشهيد القائد زياد العامر والأسير القائد الشيخ بسام السعدي والشيخ القائد الأسير جمال أبو الهيجا، وأنتم تظنون إنني أصبحت في بيتي؟ ألا تذكرون فرحة الانتصار في عام 2018 يوم أضربت عن الطعام قرابة الشهرين لأخفض شهر من الحرية فتحررت بعد 13 يوم من الإضراب؟ ألا تذكرون الحرية والانتصار بفضل الله تعالى في 2021 يوم أضربت 25 يوم لأتحرر بعد خمسة أيام وأمضي شهر في الاعتقال الإداري بفضله تعالى، فالسابقات حققت وحصل بعدها عشرات الإضرابات، وأنتم أيها الغزاة تصعدون للشجرة اليوم وبقوته تعالى ستسقطون، وأقول لكم إن لم أنل الحرية فبرحمته تعالى ستكون انتصار وشهادة متسلحًا في محبته تعالى ورسوله ثم والمؤمنين والأحرار، أنتم ستخسرون وخسرتم بداية الإضراب، هل تظنون إنني سأرفع الراية البيضاء؟ خاب فألكم لأن أستشهد ألف مرة ولا تكون لكم بإذنه تعالى وقوته بسمة صفراء على شعبنا وأمتنا، ولى زمن الهزائم بإذنه تعالى، وأعلم جيدًا أن لدمي غلاوة عند شعبي والصالحين ستجعل من دمي ثمنًا أبهظ وأغلى من حريتي ألف مرة عليكم ولكل من يدعو الله عز وجل أقول لكم جزيتم خيرًا ولكل من يجعل مع الدعاء شيء من الفعل والقطران جزيتم ألف ألف خير والملتقى بإذن الله عز وجل بالحرية وعلى حوض الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن نصلي في المسجد الأقصى المبارك محررًا من دنس الاحتلال".
وأشارت مهجة القدس، إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني، كانت قد اعتقلت الشيخ خضر عدنان فجر الأحد 05/02/2023م الساعة 02:30 ليلًا بعد مداهمة قوات الاحتلال منزله، وقيامهم بعمليات تفتيش بالبيت صادروا خلالها ثلاث جوالات وآيباد عدد 2 وبعض الصور من ضمنها صورة مع والده رحمه الله ودروع التكريم له، وأعلن عن اضرابه عن الطعام لحظة اعتقاله من منزله، رفضًا لاعتقاله التعسفي.
جدير بالذكر أن الشيخ الأسير خضر عدنان من بلدة عرابة بمحافظة جنين شمال الضفة المحتلة، ولد بتاريخ 24/03/1978م، وهو متزوج ولديه تسعة أبناء؛ واعتقل سابقًا في سجون الاحتلال الصهيوني ثلاثة عشر اعتقالًا أمضى خلالها في الأسر نحو 8 سنوات على خلفية عضويته ونشاطاته في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وهو مفجر معركة الإرادة، معركة الأمعاء الخاوية ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بدون توجيه اتهام، وحقق انتصارًا نوعيًا في أربع إضرابات سابقة خاضها في الأسر وتكللت برضوخ الاحتلال لمطلبه في الحرية.