دعا المتحدث الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية أ. طارق عز الدين إلى تصعيد العمل المُقاوم، والانخراط في استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وإفشالاً للمؤامرات الأمنية والسياسية الحالية والمستقبلية التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، واصفاً المرحلة بـ"الخطيرة والحساسة".
وأوضح عز الدين -خلال ورشة عملٍ بعنوان (المبادرات الأمريكية لوأد الانتفاضة في الضفة.. هل تنجح؟) نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية- أنَّ افشال المؤامرات الخبيثة التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية تتطلب حمايةً لمشروع المقاومة، وهي مسؤولية وطنية، ودينية تقع على عاتق كل فلسطيني.
وأشار عزالدين إلى انَّ "قمة العقبة" الأمنية هي امتداد للخطط والمؤامرات الأمنية والسياسية السابقة التي وضعتها الإدارة الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية، معرباً عن أسفه الشديد لمواصلة قيادة السلطة المشاركة بالمشروع التصفوي الخبيث.
وأشار انَّ "قمة العقبة" الأمنية والمحاولات الدولية الخبيثة لإجهاض المقاومة والقضاء عليها مصيرها "الفشل"، لافتاً إلى انَّ ما يبشر بفشل القمة هو أنَّ كل المحاولات السابقة فشلتْ جراء ضربات المقاومة المتواصلة، مذكراً بعمليتي حوارة واريحا التي أوصلت الرسالة جلية للمشاركين في القمة، واعطت مؤشراً على فشلها.
وبيَّن عزالدين أنّ القمة في العقبة هي في الواقع اتفاق أمني لقمع الانتفاضة، وقمع المقاومة في الضفة، محذراً في هذا السياق من مخاطر القمة على النسيج المجتمعي الفلسطيني، وان تؤدي إلى اقتتال داخلي لا يخدم المصلحة الفلسطينية العُليا، قائلاً: "ما جرى هو اتفاق أمني لقمع الانتفاضة والمقاومين، وللأسف السلطة تغرق حتى اذنيها في مستنقع التورط مع الاحتلال، وللأسف هي خرجت من العباءة الوطنية الفلسطينية المناضلة، لذا كان الأصل ان تبادر بحماية المشروع الوطني، وحماية أبناء شعبنا الذين يتعرضون للقتل والذبح والحرق على يد العدو، لا أنْ تكون شريكة في هذه القمة التي تشرعن قتل الفلسطينيين".
وأضاف: "نتحدث عن تجنيد 10 آلاف مقاتل في الأجهزة الأمنية، وتدريب حوالي 5 الاف آخرين، وتزويدهم بالعتاد والسلاح، لكن السؤال المطروح في السياق: لمن سيتم تجنيدهم؟، ولماذا؟ وكيف سيكون الامر؟!".
وأوضح أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يزج بحوالي ثلثي قواته في الضفة المحتلة، ولا يقوى على إنهاء الانتفاضة أو محاصرتها، مستدركاً: "الاحتلال يريد قوات فلسطينية تتجرأ على أبناء شعبنا"، واصفاً المرحلة بـ(الخطيرة والحساسة).
وتابع: "أقول متأسفاً السلطة لم تعد سُلطة فلسطينية؛ هي أمست أداة في يد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية"، مديناً أي لقاء مع العدو الإسرائيلي مهما كان مستواه، أو عنوانه، كونه لا يخدم المصلحة الفلسطينية العُليا.
واختتم عزالدين كلمته برفض قمة العقبة ومخرجاتها، ومشاركة السلطة وأطراف عربية فيها، مؤكداً أنَّ مقاومة شعبنا لن تتأثر ولن تتراجع أمام تلك المخططات والمؤامرات، التي يمكن التصدي لها من خلال تصاعد العمل المقاوم، والانخراط في استراتيجية موحدة تحمي مشروع المقاومة.