أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان، أنَّ إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه أراضينا المحتلة في عسقلان وأسدود وغلاف غزة تؤكد مرة أخرى على وحدة الأرض والهدف والعدو والجغرافيا.
وقال د. عليان في تصريح: "إن بقاء المقاومة في مربع الفعل وإمساكها بزمام الأمور يمنحها موقعاً مهماً في الصراع، وأن إطلاق هذه الصواريخ -بعيداً عن تحليل نوعها أو مداها- تبعث برسالة استراتيجية لكل أعدائنا، وحتى للوسطاء أننا مصرِّون على مواصلة المواجهة".
وأضاف: "لقد بات واضحاً أن كل المقاتلين الفلسطينيين وفي المركز منهم حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس يؤمنون أن إبقاء الصراع المسلح مع العدو الصهيوني مشتعلاً يشكل رأس أولوياتهم وعقيدتهم الجهادية التي لن يتخلوا عنها حتى تحرير كل فلسطين، وهزيمة المشروع الصهيوني وكل مكوناته سواء مع الغرب البعيد أو المطبع القريب".
وأشار إلى أن "المعركة التي تتوسع جغرافياً يوماً بعد يوم من ساحة السجون الصلبة والعنيدة، مروراً بساحة القدس والاقصى التي تمنحنا الروح واليقين، وساحة الضفة وكتائبها في جنين ونابلس وطولكرم وأريحا وجبع وكل مدن وقرى وشوارع الضفة، وصولاً إلى غزة قوة الردع الضارية والخنجر الذي سيبقى مغروساً في قلب المشروع الصهيوني حتى زواله نهائيا، وكذلك أهلنا في ال 48 الذين حافظوا على الحق والرواية الفلسطينية ويمزقون بصمودهم أحشاء هذا المشروع حتى تفكيكه، ونجزم أنهم الذراع الأهم والأقوى في مشروعنا الوطني وبرميل البارود الذي يوشك أن ينفجر بكل ما يملك من قوة وادوات".
وتابع د. عليان: "إن تكامل الأدوات والساحات وتطابق الأهداف والغايات أصبح عنواناً للمرحلة وللزمن الفلسطيني مع إدراكنا لبعض الشواذ الذين أصبحوا عبئاً بل تهديداً للمشروع الوطني الفلسطيني، إن هذا التكامل وتوسيع جغرافيا المواجهة تتطلب أن نستحضر أدوات جديدة لإرهاق العدو وتشتيت طاقته وفقدان السيطرة والمبادرة بل لتشتيت دول الاجرام العالمي كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وأغلب دول الغرب".
وشدد د. عليان على أن إضافة شرائح فلسطينية جديدة لهذه المواجهة مع العدو باتت ضرورة قصوى وخطوة استراتيجية مهمة، لافتًا إلى أن "الشتات الفلسطيني يمثل أكثر من 50% من شعبنا وهناك ما يزيد عن أربعة ملايين في مخيمات اللجوء تقع على بعد كيلومترات قليلة من حدود فلسطين وكلهم مرتبطين عائلياً واجتماعياً ووطنياً بكل فلسطيني داخل فلسطين يتعرض للقتل اليومي، فلا يوجد فلسطيني لا يعتصر قلبه وجعاً وألما ويبحث عن اللحظة التي يشارك فيها في معركة الدفاع عن فلسطين ومقدساتها".
كما أكد بأن هذه اللحظات فرصة كبيرة لانخراط الكل الفلسطيني في المعركة ولعل انخراط الفلسطيني في الأردن يعتبر حماية للأردن من مؤامرة اليمين الصهيوني ضده ورسالة رفض لمشروع الوطن البديل.
وقال: "سنبقى على الخارطة الدولية فقط من خلال قوتنا ووحدتنا ومقاومتنا التي لا تهدأ وتتطور كمَّاً وكيفاً كل يوم، والنظام العالمي القادم بإذن الله لن يكون مطلقا كالنظام الحالي، والمؤكد أن 16 مليون فلسطيني قادرون على فرض أجندتهم وحقوقهم على أي نظام عالمي اذا استنفروا كل أدواتهم وتكاملوا على امتداد العالم".
وأكمل د. عليان: "كل الخيارات خارج حدود المواجهة بكل أشكالها خاصة المسلحة منها لن تبقي لنا اثرا كما نلمس الان من المخططات الدولية ضدنا بحيث باتت هذه الخيارات تفرض علينا عدم إدانة الاستيطان والمساعدة في مواجهة حالة الثورة في الضفة واعتقال مجاهدينا وسلخت السلطة عن شعبنا بحيث باتت غريبة عنه تماما".
وختم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. عليان تصريحه بالقول: "إن رفع شعار المواجهة الشاملة ضد هذا العدو سيبقى الخيار الوحيد لإدامة هذا الصراع وهزيمة كل المؤامرات بل ولحماية المنطقة من التغول الصهيوني ومن كيّ وعي بعض زعامات المنطقة عبر مسرحية التطبيع والتحالفات والخزعبلات ما يسمى الديانة الابراهيمية"