تحسين حلبي
امتداد هذه الانتفاضة إلى الفلسطينيين الموجودين داخل سلطة الكيان في الأراضي المحتلة منذ عام 1948 وبلوغها درجة تهدد معظم المدن التي يقيم فيها الإسرائيليون مثل حيفا وعكا وقرب منطقة الجليل والمثلث وجنوب البلاد عند بئر السبع. وهذا ما جعل قادة الكيان يخططون إلى فرض سياسة تؤدي إلى إبعاد أي عدد من الفلسطينيين من داخل الكيان إلى الضفة الغربية بتهمة مخالفة قوانين الدولة.
وهذا يعني أن الملايين السبعة من الفلسطينيين الذين يعيشون في وطنهم المحتل أصبحوا محاصرين في هذه الظروف من جيش احتلال وجيش مستوطنين مسلحين داخل فلسطين وعند حدود قطاع غزة وهذا الوضع بدأ في الواقع يرتد على الإسرائيليين أنفسهم لأنهم يتعرضون إلى مقاومة في كل شارع ومدينة وهو ما لم تعده بهم الحركة الصهيونية التي عجزت هي وكل دول الغرب عن توفير الأمن لهم في الأراضي المحتلة طوال 75 عاماً تناقص خلالها عددهم وأصبح ما يزيد على مليونين من الذين استوطنوا في مراحل سابقة خارج الكيان بعد أن غادروا وباتوا يعيشون في أوطانهم التي جيء بهم منها. وهذه الحقيقة يعززها وضع خارجي بدأ يظهر نتيجة الظروف الدولية والحرب الأميركية التي تجري ضد روسيا والنية الأميركية بشن حرب على الصي، فمضاعفات هذا العامل على الكيان الإسرائيلي ستؤدي إلى انهيار في النظام العالمي الذي فرضه الاستعمار بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية بعد أن أصبح يتعرض في ظروف الحرب الجارية الآن ضد روسيا والصين وعلى المستوى العالمي إلى تآكل مؤكد وسيحل محله نظام عالمي لن تكون فيه واشنطن قادرة على فرض ما تريد لحماية كيان الاحتلال.
وهذا ما بات عدد من المفكرين في الحركة الصهيونية يضعه كخيار بين حرب نووية عالمية أو انهيار للنظام العالمي الاستعماري التقليدي الذي ساد خلال القرن الماضي وبتضافر العامل الداخلي المهزوم داخل الكيان مع العامل الخارجي الذي تتعرض فيه الدول التي صنعت هذا الكيان للضعف من الطبيعي أن ينهار هذا الكيان أمام مقاومة أصحاب الأرض في فلسطين.