وصف عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي ورئيس الدائرة السياسية فيها الدكتور محمد الهندي، اليوم الجمعة، عملية القدس التي وقعت في "بيت حنينا" وأدت إلى مقتل ثمانية مستوطنين حتى اللحظة بالعملية النوعية.
وقال د. الهندي:" عملية القدس نوعية من ناحية المكان والزمان وحجمها، وحجم الخسائر لدى العدو، الذي ادعى أن الاشتباك صعب، وفي النهاية يظهر أن مسدسا هو السلاح المستخدم، أين حجم الاشتباك؟".
وأضاف د. الهندي أن العملية أعادت الأزمة للعدو، وهو يعيش في أزمة حقيقية حاول تصديرها على حساب الدم الفلسطيني في جنين، لافتًا إلى، أن بعض الأصوات لدى العدو تطالب باعتقال بن غفير، وتقول إنه فتح "عش الدبابير".
وأكد د. الهندي، أن الجهاد الاسلامي جزء من هذه المعركة، وأن هذه المعركة معركة الشعب الفلسطيني بغض النظر عن من يقاوم، مضيفًا:" بالأمس في غزة كان هناك تكامل بين سرايا القدس والقسام، السرايا عندما ردت، والقسام عندما لاحق الطائرات".
وتابع د. الهندي: "هذا شعب واحد، شعبنا الفلسطيني ينتفض ويقول نحن مع المقاومة، والقدس تتصدر المقاومة سواء بالعملية أو بالاعتداء اليومي والاقتحام لمقدساتها"، مشيرًا إلى، أن غزة خرجت اليوم عن بكرة أبيها لنصرة جنين.
وذكر د. الهندي، أن هناك تغييرات خطيرة، فأولويات أمريكا تتغير في المنطقة، و "إسرائيل" تتخبط بأزمتها الداخلية رغم إمكانياتها، مضيفًا :" البعض يقول إن هذه الفاشية التي تحكم اسرائيل تتوهم أنها بالإجرام تحقق إنجازات".
وأضاف د. الهندي:" كان لدى نتنياهو رؤية لاتفاقيات أبراهام، ويبحث عن توسيع لهذه الاتفاقيات، ولكنه على المستوى الداخلي فشل ويفشل بمواجهة المتطرفين".
وشدد د. الهندي، على أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته ينهض ليقاوم المشروع الذي يستهدف نهضة الأمة كل الأمة واستقلالها، مشيرًا إلى، أن خطة العدو لعزل الضفة فشلت سواء في سيف القدس، ووحدة الساحات، وفشلت أمس عندما أرسلت غزة رسالة أن الشعب الفلسطيني لن يقبلها.
وتابع :" الشعب الفلسطيني موحد، هو شعب واحد ولا يمكن عزل ساحة عن الأخرى، كل مكان فيه الشعب الفلسطيني هو جزء من المعركة مع العدو حسب امكانياته".
وعن موقف السلطة ووقف التنسيق الأمني، قال د. الهندي:" موقف السلطة بالإدانة والتجميد جيد وبحاجة لتطبيق فعلي، مؤكدًا بالوقت ذاته على أنه لا أمل للسلطة بالحديث عن مسيرة سياسية.
وأضاف" إيجابية تصريحات السلطة تطبق من خلال الافراج عن المعتقلين السياسيين والانسحاب من كل الاتفاقات، وحماية المنقطة التي تقع تحت سيطرتها".
وأكمل: "نريد برنامجا واحدا يجمع عليه الكل الفلسطيني، العدو يحمل برنامجا واحدا، بيد الكهانية الذين يسعون لتفكيك السلطة الفلسطينية".
ولفت إلى، أن الأمريكان والدول العربية المطبعة وأجهزة الأمن الصهيونية جاءت لإثناء السلطة عن تجميد التنسيق الأمني أو التوجه للأمم المتحدة، مضيفًا "كل حراك ايجابي للسلطة نجد أن أمريكا تأتي للمنطقة لتهدئتها".
وزاد حديثه:" الحراك لا يوفر للسلطة الثمن، اسرائيل ذاهبة للتصعيد، حتى نتنياهو مقيد داخليًا من خلال الشراكة الجديدة".
وأكمل:" : بالأمس كانت مجزرة في جنين والحصار مستمر، وعدم الحديث مع السلطة مستمر منذ سنوات، ما الذي يهدد به بن غفير وغيره؟".
وحول موقف العالم تجاه ما يجري، قال د. الهندي :"سنسمع بالساعات القادمة إدانات من مختلف العواصم، لم نسمعها في أقل من شهر أكثر من 30 شهيدا فلسطينيا، إضافة إلى هدم البيوت واقتحام للمسجد الأقصى".
ولفت د. الهندي إلى أن الاحتلال حاول في البداية الادعاء أن العملية داخل كنيس ولكن الصور كذبته، مردفًا "هم يحاولون تشويه النضال الفلسطيني، والأمريكان يريدون تهدئة في المنطقة، ولكن على حساب الشعب الفلسطيني.
وتابع حديثه:" العدو حاول استخدام الأمن للهروب من مشاكله الداخلية.. عملية القدس أعادت المشاكل رغم تصريحات بن غفير المتطرفة، لكن هناك انعكاس سلبي داخل الكيان جراء هذه العملية".
وذكر أن الاحتلال توقع أن يودع شعبنا شهداءه، وأن ينتهي الوضع بغزة بعدة صواريخ، ولكن هذه العملية الكبرى والمهمة جاءت لتعيد الأزمة للواجهة.
وتابع :" نحن في معركة مفتوحة مع عصابة من اللصوص والقتلة، يريدون المساومة على جثامين الشهداء، نحن لا نخشى هذه التهديدات رغم تطرف مطلقيها".
وأكد د. الهندي أننا أمام جيل فلسطيني ليس له بديل، يملك روح لا تستطيع إسرائيل أن تملك حسابها، مضيفًا :" العدو كان يهدد غزة، واليوم غزة أصبحت بعد الانسحاب كما نرى، واليوم هو يهدد نابلس وجنين وغيرها".
وأضاف: الجيل الفلسطيني هذا أقوى بروحه المعنوية من كل الأجيال السابقة، وسيصنع وحدته بعيدا عن كل الثرثرات والخذلان، لا شيء يمكن أن يقف أمام الشباب الذين يعلمون مصيرهم".