نظمت لجنة القدس في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج وبالتعاون مع مركز قبة الصخرة يوم الأربعاء 14/12/2022 ندوة افتراضية عبر الزوم حول سياسة الاحتلال في استهداف المناهج الفلسطينية في القدس تحت عنوان "تهويد المناهج الفلسطينية.. محاولة لمحو الذاكرة وتهويد الوعي".
واعتبر رئيس لجنة القدس في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج حلمي البلبيسي أن الاحتلال عبر تغيير المناهج ينفذ مجزرة في القدس ضمن سلسلة مجازره بحق الشعب الفلسطيني، وأن خطورة مشروع الاحتلال بتغيير المناهج لا يقل خطورة عن هدم البيوت، وسياسة القتل اليومي واقتلاع الشجر؛ لأنه يستهدف تغيير عقلية الناشئ الفلسطيني.
وأضاف أن الاحتلال فشل قديماً في أسرلة العقل الفلسطيني الناشئ وهو يحاول الضغط أكثر على القدس والمقدسيين والمدارس لفرض سياساته ومشاريعه، ودعا المقدسيين إلى مقاومة ومواجهة كل هذه المشاريع ورفضها مهما كلّف الثمن، وأفاد أن مواجهة هجمة الاحتلال تكون بتكاتف الجميع لنصرة القدس والحفاظ على أبنائنا من مخططات الاحتلال.
وخلال مداخلتها، بيّنت مدير عام وحدة القدس في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ديما السمّان أنّه اتفاق أوسلو التي وضع شؤون القدس ضمن قضايا الحل النهائي مما جعل السلطة الفلسطينية غير قادرة على العمل في القدس، وهذا ما ترك الساحه فارغة للاحتلال الذي يستهدف قطاع الثقافة والتعليم والمناهج لأنه يرتبط بالوعي والفكر والهوية.
وأشارت السمّان أنّ هذا العام خصوصاً يكثّف الاحتلال هجمته تحت مسمى "سيادة التعليم في القدس" لاستهداف وعي الطلبة المقدسيين وهويتهم، وطالبت بتكاتف الجهود لمواجهة هذا المشروع، حيث أن المدارس في القدس تقع تحت إشراف جهات عدة، منها خاصة وأهلية وأخرى تابعة للأوقاف الإسلامية أوالأونروا، ومنها ما يقع تحت إدارة الاحتلال الذي يقوم باستبدال وحذف وتغيير في المناهج، ويمارس الابتزاز على المدارس الفلسطينية في القدس لإخضاعها للمناهج المزيفة عبر فرض الضرائب الباهظة ووالتهديد بسحب التراخيص وإغلاقها، وأنّه لا بد من دعم صمود هذه المدارس التي تتمسك بالمناهج الفلسطينية في مواجهة أسرلة المناهج.
من جانبه وصف رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر عيسى هدمي التعليم بأنه قلعة من قلاع بناء الهوية الوطنية لكل شعب يريد أن يعيش وفق قيمه ومبادئه، وأن ذلك مهم للشعب الفلسطيني الذي يسعى للتحرر من الاحتلال.
وحثّ الشعب الفلسطيني على التمسك بالتعليم لتعزيز هويته التي ساعدته في البقاء والثبات على أرضه وتثبيت وجوده، وقال هدمي إن الاحتلال في المقابل يحاول حسم الصراع من خلال تغيير المناهج التعليمية خاصة في القدس، ونبه إلى أن الاحتلال يستهدف الوعي والتاريخ الرواية والهوية عبر تغيير أسماء القرى الفلسطينية المهجّرة بأسماء مستوطنات أقيمت على أراضيها لتثبيت وفرض روايته وإلغاء الرواية الفلسطينية الحقيقية.
في سياق متصل، بيّن الباحث والمختص في علوم القدس والمسجد الأقصى عبد الله معروف أنّ المُحتَل وعلى مر تاريخ الاحتلال يحاول دائماً سلب الشعب الذي يقوم باحتلاله من حقه في التعليم كخطوة أولى لتدجينه وإخراجه من إنسانيته عبر تجهيله، وهذا ما يحاول الاحتلال اليوم فرضه كواقع في القدس لتثبيت هويته الدينية اليهودية.
وذكر معروف أن التعليم كان ولا يزال مستهدفاً من الاحتلال الذي يهدف من خلال تغيير المناهج لتهويد القدس وإثبات سرديته التاريخية فيها عبر محاولات تجهيل أبناء القدس لتحويلهم لأدوات تابعة للاحتلال، كما أكدّ أن الاحتلال سعى على الدوام لضرب منظومة التعليم، لكنّ الفلسطينيون أثبتوا دائماً أنهم متقدمون في مجال التعليم؛ فالمدارس منتشرة منذ القدم والتاريخ يشهد بذلك.