كشفت النيابة العامة في قطاع غزّة ووزارة الداخلية والأمن الوطني، مساء اليوم الأحد في مؤتمرٍ صحفي مشترك، عن نتائج التحقيق في حريق منزل عائلة "أبو ريا" بمُخيّم جباليا الذي وقع مساء يوم الخميس الماضي وأدى إلى استشهاد 21 مواطنًا من عائلة أبو ريا.
وقالت النيابة العامة: "الحريق نشب الساعة 6:11 دقيقة في بناية سكنية لعائلة أبو ريا في تل الزعتر، وهب الأهالي للنجدة ووجدوا الباب الخارجي مغلقاً واعتلوا السور إلى الطابق الأول ووصلوا عبر السلم للباب الخارجي، ووصل لاحقاً المزيد من السكان إلى الطابق الثالث وفتحوا الباب، ومن ثم وصلت طواقم الدفاع المدني وتمكنت من السيطرة على الحريق دون أن ينتقل لمنازل أخرى، والحريق شب في بناية من 3 طوابق كل طابق يحتوي على شقة واحدة ووقع الحريق في الطابق الثالث المكون من 5 غرف ويقطن فيها الفلسطيني نادر أبو ريا، والنيابة أشرفت بالفور على الواقعة منذ اللحظة الأولى بالتقصي من داخل مكان الواقعة وخارجها، وعملت جميع الجهات من النيابة والدفاع المدني والأدلة الجنائية وغيرها، كما تم تدوين جميع أقوال الشهود ممن وصلوا لمكان الحدث وجيران المنزل وأقارب الضحايا وتم معاينة مكان الواقعة وتبين احتراق معظم مكونات الشقة السكنية ووفاة من جميع بداخلها والبالغ عددهم 22 فلسطينياً".
وتابعت: اجتماع جميع الضحايا في منزل نادر فرج أبو ريا كان بسبب الحفل الذي دعاهم إليه في منزله بمناسبة عودة شقيقه ماهر من السفر وأفاد الشاهد (م,ج) من أقارب العائلة أن نادر دعا الجميع وصديق نادر أكد أنه جهز للاحتفال، وسبب اندلاع الحريق هو قيام نادر أبو ريا باستخدام مادة البنزين في حركات احتفالية نارية واستخدمه على باب الغرفة الذي كان يتواجد به أهله وهي الغرفة الواقعة في الشقة الجنوبية الغربية إلا أنه فقد السيطرة على النيران التي وصلت لجالون البنزين الذي كان يقف جانبه واشتعلت النيران ودخلت النيران وحاول منع وصول النيران اليهم من خلال إغلاق باب الغرفة التي كانوا يتواجدون فيها إلا أن تسرب البنزين أدى لوصول النيران لأثاثها واشتعالها وساعد على ذلك عدة عوامل أبرزها السجاد الأرضي والكنب المصنوع من الخشب ووجود اطارات سيارات معلقة في سقف الغرفة على شكل نجف وسقطت على الأرض بفعل الحريق ولكثرة الأثاث والديكورات من الخشب، ولم يتمكن أحد من مغادرة الغرفة حياً بسبب إغلاق الباب عليهم من نادر الذي حاول يحميهم وعثر على نادر محترقاً في الغرفة الثانية التي امتدت إليها النيران".
وأكملت النيابة: "ثبتت الوقائع عن ذلك من خلال تقارير الأدلة الجنائية والدفاع المدني والكشف والمعاينة والصفة التشريحية للضحايا وأقوال أحد الشهود الذي أثبت وجود جالون بنزين بالخارج، والضحايا لحظة اشتعال النيران تواجدوا بجانبي نافذة الغرفة الأمر الذي يدلل على أنه لا يمكنهم التوجه لباب الغرفة لأن مصدر القوة كانت في جهة الباب فلجأوا إلى ناحية الشبابيك للاستغاثة وهذا صادر بموجب التقارير الصادرة عن الأدلة الجنائبة والدفاع المدني وأقوال الشهود، وكثافة النيران بسبب ديكور الغرفة وإغلاق الباب الخارجي للمنزل أخر الوصول للشقة، والدفاع المدني تلقى الحريق في تمام الساعة 6:18 مساءً ووصلت طواقمه لمكان الواقعة عند الساعة 6:25 وعليه قاموا بالتعامل مع الحريق".
كما قالت، إنّ "المتوفي نادر أبو ريا لديه هواية كبيرة في صنع الديكور بنفسه وهو من جهز ديكور منزله وغرفة الضيافة خاصة ومن إطارات السيارات التي أجرى عليها المزيد من الدهان والديكور المزين وهذا مثبت بموجب التقارير الفنية الصادرة عن المباحث العامة وكان يبالغ في إقامة الحفلات في منزله باستمرار ويستخدم الشموع والعاب نارية وعلب السبيريه وفق ما أكدته شاهدة من أقارب الضحايا، ولا وجود لمتسبب خارجي بالحقيقي وهذا ما تؤكّده جملة من الأدلة أبرزها الأدلة الفنية والجنائية".
ومساء الخميس، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني، عن وفاة 21 مواطنًا، وإصابة آخرين جرّاء حريقٍ نشب في بنايةٍ سكنيةٍ بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأفادت المديرية في تصريحٍ مقتضبٍ لها، بأنّ قوات كبيرة من طواقم الدفاع المدني والشرطة تعاملت مع حريق كبير في أحد البنايات السكنية، مُشيرةً في حينه إلى أنّ التحقيقات الأوليّة أظهرت وجود مادة البنزين مخزنة بكمية كبيرة داخل المنزل، مما أدى إلى اندلاع الحريق بشكلٍ هائل ووقوع عددٍ كبيرٍ من حالات الوفاة.
وعمَّ الحزن كافة الأراضي الفلسطينيّة جرّاء هذه الحادثة الأليمة، فيما توالت برقيات النعي من كافة الفصائل والقوى الفلسطينيّة والمؤسسات الرسميّة، إلى جانب عددٍ من القوى والدول العربيّة والإسلاميّة.