أكد عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي د. وليد القططي، أن حكومة الاحتلال تدرك أن ما يجري في القدس المحتلة قد يؤدي لانفجار الأوضاع على غرار ما جرى في معركة سيف القدس سابقا، والعدو يعمل ألف حساب للمقاومة حيال أي ممارسات بحق الأقصى.
وأوضح د. القططي في حديث خاص له لـ "قناة فلسطين اليوم" أن مدينة القدس هي رمز الصراع مع الكيان الصهيوني وذات أهمية كبيرة بالنسبة للشعب الفلسطيني؛ في وقت لا يلتفت الاحتلال للتحذيرات الغربية والعربية فيما يتعلق بالانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون تجاه القدس والمسجد الأقصى.
وبين أن كيان الاحتلال قائمٌ على العنف والإرهاب، ويعمل على تهجير الفلسطينيين من القدس وإعادة الاستيلاء على الأماكن الإسلامية، محذراً من المساعي الصهيونية الرامية للتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى كخطوة في طريق التهويد الكامل.
وأكد القططي، أن معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة من أجل القدس والمقدسات أعطت أملاً للشعب الفلسطيني بإمكانية كسر الاحتلال باعتباره قابل للهزيمة والزوال.
معركة وحدة الساحات وأهميتها على كافة المستويات
وأوضح القيادي د. القططي أن معركة وحدة الساحات التي خاضتها حركة الجهاد الإسلامي جاءت لتقف في وجه مخططات الاحتلال وهي استمرار لمعركة سيف القدس والمعارك السابقة، موضحاً أن الشعب الفلسطيني يخوض مواجهات متكررة ويراكم ويحقق إنجازات جديدة على طريق تحرير فلسطين.
وأشار إلى أن تسمية وحدة الساحات هو مفهوم فلسطيني يقابل عملية التفكيك الذي يمارسها الاحتلال، محذرا من محاولات فصل الجغرافيا والشعب عن بعضهما البعض.
وشدد على أن "الصراع مع الاحتلال ممتد ومستمر ولن ينتهي بمعركة أو معركتين ونحن نحقق على الأرض إنجازات ونرسخ حقائق لها علاقة بالاشتباك مع الاحتلال لأن الأصل في التعامل مع العدو ليس التعايش بل المشاغلة والاشتباك والمقاومة وهذا ما يتحقق على الأرض" .
كما اعتبر أن "وحدة الساحات تعني وحدة القضية الفلسطينية كقضية كفاح وطني لتحرير فلسطين وإذا تم تحقيق هذا الهدف تنتهي قضايا الاستيطان والتهويد والحصار والعنصرية".
وحول استعدات حركة الجهاد الإسلامي للإحتفاء بذكرى انطلاقتها ال ( 35 ) ..
أكد القططي أن ثوابت الأمة والشعب الفلسطيني المتمثلة بتحرير القدس والأقصى وفلسطين، هي ثوابت حافظت عليها حركة الجهاد الإسلامي وكانت مصدر قوتها وتطورها واستمرارها رغم كل الضروات التي تعرضت لها منذ استشهاد الأمين العام الأول المفكر فتحي الشقاقي عام 1996، وثم رحيل الأمين العام الثاني رمضان عبد الله شلح.
وأشار القططي إلى أن حركة الجهاد الإسلامي كانت إضافة نوعية وليست كمية للحركات الفلسطينية، حيث استطاعت أن تجمع بين ثلاثة محاور: "الإسلام وفلسطين والجهاد"، في بوتقة واحدة، وهي كلمة السر التي أسست من أجلها، فالمقاومة في فكرها مبني على أسس منهجية ومستمد من الإسلام والتاريخ ومعطيات الواقع.
وأضاف أن "حركة الجهاد الإسلامي جاءت في وقت كانت الحركة الوطنية ممثلة بمنظمة التحرير لا تتبنى الإسلام كمرجعية ثورية في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني وكانت تستعد للتخلي عن الكفاح المسلح وتذهب إلى خيار التسوية الذي انتهى بأوسلو، وأيضاً إسلاميين يتبنون نظريات الخلافة والتربية وحركة إسلامية تقليدية لا تتبنى الجهاد لتحرير فلسطين".
وتابع د. القططي: "حركة الجهاد الإسلامي تبنت خيار الجهاد والمقاومة على اعتبار أن الكيان الصهيوني الذي قام على العنف والمدعوم من الغرب لا ينفع معه خيار التسوية والانتظار ولا خيار التعايش وتأخير الاشتباك بل خيار المقاومة والجهاد".
وقال إن "حركة الجهاد راهنت على الشعب الفلسطيني الذي لم يتخلى في أي فترة عن خيار المقاومة ضد الاحتلال بكافة أشكالها"، موجهاً التحية للشعب العظيم الذي احتضن حركته التي تمثل ضمير الشعب والمشروع الوطني المقاوم على طريق التحرير والعودة والاستقلال".
وأكد القططي أن "القضية الفلسطينية بمفهوم حركة الجهاد الإسلامي هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وأن الكيان الصهيوني هو رأس حربة للمشروع الاستعماري المعادي للأمة وجوهر المشاكل في الوطن العربي بل ومرتبط بالاستعمار الغربي الذي تقف على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية".
وشدد على أن "مشروع حركة الجهاد الإسلامي هو تحرير فلسطين باعتبار فلسطين القضية المركزية التي توحد الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية".
السلطة ومطاردتها للمقاومين بالضفة
د. وليد القططي أوضح أن "الشعب الفلسطيني يشكل عامل كبح للسلطة في تغولها ضد عناصر المقاومة، فهو يدرك أن أصل التعامل مع الاحتلال هو الاشتباك والمقاومة وليس التعاون والتنسيق الأمني الذي تمثله السلطة".
وأشار إلى أن "الاحتلال أنهى الدور السياسي للسلطة وبذلك تنتهي المسيرة السلمية المتمثلة باتفاق أوسلو كمشروع سياسي وعليه ينتهي الأمل أيضاً بقيام دولة فلسطينية على أي جزء من الضفة الغربية".
واعتبر د. القططي، أن السلطة الفلسطينية تحولت إلى شريك أمنى وشريك مدني للاحتلال لا أكثر ولا أقل، فالشعب الفلسطيني فقد الثقة بإمكانية استرجاع أي نوع من أنواع الحقوق بالتسوية السلمية.
وبين أنه وفي ظل ارتفاع وتيرة العدوان والاغتيالات والاعتقالات وهدم المنازل في الضفة والقدس، هذا الأمر دفع الشعب الفلسطيني بالضفة ليحذو حذو قطاع غزة في اتخاذ سبيل المواجهة المسلحة خياراً في مواجهة الاحتلال مستدركاً؛ "الاحتلال لن يستطيع أن يقضي على المقاومة وهذا أمر لن يحصل".
كما أكد القططي أن كتائب سرايا القدس أوجدت بؤرة مشجعة للحالة الشعبية لمقاومة الاحتلال وهي عوامل مهمة أوجدتها حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية .
وبشأن علاقة الأنظمة مع الاحتلال وصف القططي في ختام حديثه التطبيع مع العدو بالخيار الباهت والبارد، لافتا إلى أن الشعوب غير راضية عن العلاقات التي انسجتها بعض الأنظمة مع الكيان الصهيوني.