Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

جنين رائدة الكفاح المسلح

بقلم: د. محمد مشتهى

العمليات الفدائية في مركز الصراع الحقيقي تتصاعد بوتيرة متسارعة، الضفة الفلسطينية تزداد تماسكاً وتركيزاً على الفعل المقاوم وتتطور بشكل لافت نحو العمل العسكري الفعّال، والمقاوم الفلسطيني يزداد جرأة وشجاعة وحنكة وتاثيراً مع كل فعل مقاوم، وفي المقابل العدو الصهيوني يضاعف من أدوات الضغط السياسي والعسكري أملاً بإحتواء أو الحد من الأعمال الفدائية، لكن المشهد الحالي يُشير بوضوح ويؤكد بأن كل ما يفعله العدو لم يُجدي نفعاً، حتى تلويحه بإدخال المسيرات على خط الاشتباك من أجل إغتيال المقاومين، بتقديري هي خطوة ستزيد من لهيب الثورة المتقدة في ربوع الضفة الفلسطينية، وإن استخدام المسيرات دلالة على قوة وتأثير الفعل المقاوم، وهي في المقابل دلالة ضعف وعجز العدو أمام تصاعد العمليات الفدائية.

العدو إتخذ قراراً مسبقاً باجتياح جنين وفق عديد التصريحات الصهيونية على المستويين السياسي والعسكري، لكن بتقديري هو لن يقدم على هكذا خطوة قبل وضوح الرؤية على الجبهة الشمالية.

برأيي إن اقتحام أطراف جنين ومحاصرتها قبل أيام بمئات المدرعات وآلاف جنود الإحتلال لم تكن سوى مناورة عسكرية لجس النبض تمهيداً لاقتحام واسع لها على غرار عملية السور الواقي، لماذا جنين تحديداً؟
ما أن تحدث عملية فدائية إلاّ ومنذ اللحظات الأولى تشخص فيها الأبصار نحو جنين، وفي حال لم يكن منفذ العملية من جنين فإن تهديد العدو يتجه نحو جنين، لم يأت هذا التركيز على جنين من فراغ أو ترفاً، بل لأن فيها رجال يصنعون رجال ونساء يلدن الأبطال، ومجاهدون يصدرون مقاومة، جنين...شيوخها أبطال ونساؤها أبطال، وأطفالها أبطال، وكل شاب فيها برتبة جنرال، باختصار؛ جنين الآن تعيش مرحلة الريادة، فهي رائدة الكفاح المسلّح.

إن الفعل المقاوم في عموم الضفة يؤذي العدو أكثر، ويفرض عليه تحديات أكثر، ويُحدث تصدعات في جبهته الداخلية أكثر، لذلك العدو الآن في حيرة أكبر، فالمقاومة تتمدد من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية وباتت عدوى كتيبة جنين تنتشر في كل أنحاء الضفة، وتأخذ أشكالا عسكرية جديدة، فنصب الكمائن يزداد عددا وتمكينا، وباكورة العبوات الناسفة ظهرت على الأرض، والاشباكات المسلحة عند كل اجتياح للمدن والقرى أو حتى بهدف الاعتقال أو هدم للبيوت أصبحت عمل مقاوم روتيني.

ساحات الوطن كلها متعاضدة وملتهبة ومتأهبة، والجبهة الشمالية متوترة، وهناك أجواء اقليمية وعالمية تجلس على برميل من بارود قد ينفجر في أي لحظة، لذلك لو قام العدو باجتياح واسع لجنين خلال الايام المقبلة فإن كل احتمالات خروج المعركة من حدود جنين تبقى واردة ولا أبالغ إن قلت بأن اجتياح جنين هذه المرة لن يكون كالإجتياح السابق، وممكن أن يكون بمثابة عود الثقاب لحرب إقليمية ستقتلع هذا الكيان عن الوجود وللأبد، وما ذلك على الله بعزيز.