أشاد وزير الأوقاف السوري د. محمد عبد الستار السيد، اليوم الجمعة، بالموقف البطولي والمُشرِّف للمقاومين الصامدين والمجاهدين على أرض فلسطين، ممن واجهوا اعتداءات المحتلين على أرضهم، وردوا على المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قطاع غزة.
وقال د. السيد، في خطبة الجمعة بأحد مساجد مدينة طرطوس الساحلية :"فلسطين والمسجد الأقصى جزء من عقيدتنا. والعداوة مع اليهود المعتدين جزءٌ لا يتجزأ من عقيدتنا".
وأضاف "لا مسايرة ولا مسايسة في العقيدة، فالمسايرات لا تكون في العقائد، وهذه عقيدة كل مسلم. نحن لا نخشى مقولة "أننا معادون للساميّة"، لأنهم هم معادون للإنسانية، فالصهيونية و"إسرائيل" والغرب وأمريكا يجب أن يُتهموا بالعداء للإنسانية".
ونوه د. السيد، إلى أنه على مساحة كتاب الله المبارك، من أول سورة البقرة إلى نهاية القرآن، لا تكاد تخلو سورة من رصد حركات أو سكنات وغدرات اليهود.
وأوضح أنه لا يوجد نبي كَثر ذكره في القرآن الكريم كما ذُكر وعانى شيخ أنبياء بني "إسرائيل" موسى (عليه السلام)؛
وكل هذا التحذير الإلهي من شعب بني "إسرائيل" هو ما نراه اليوم، وسنراه في المستقبل، ورآه أجدادنا في الماضي.
وفي رده على من ينادي بقبول الآخر، وحوار الأديان ليصل لليهودية، أشار وزير الأوقاف السوري، إلى أن رفضهم لهذا المُسمّى لا يعني المسيحية، فالمسيحية جزء أصيل لا يتجزأ من بلادنا وعروبتنا، والكنائس إلى جانب المساجد، مشيراً إلى اعتداءات الكيان الصهيوني على كنيسة القيامة تماماً كما يعتدي على المسجد الأقصى المبارك.
ولفت د. السيد، إلى أن اليهود في سالف الزمن تآمروا على السيد المسيح (عليه السلام) ليقتلوه، كما تآمروا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليقتلوه.
كما لفت إلى أن اليهود تآمروا على الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عندما قُتل بتحريض يهودي لأنه قال :" أخرجوا اليهود من أرضنا"، كما تآمر اليهود على قتل الخليفة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وإن كان قد طُعن بيد الخوارج، ولكن بتحريضٍ وتخطيطٍ يهودي ماكرٍ من ابن سبأ ومن معه، لأنه دك حصن يهود خيبر بيده الباسلة (كرم الله وجهه).
وتابع : "عبر التاريخ نجد أن الأنبياء قُتِلوا كما ذكر القرآن الكريم على يد شعب بني "إسرائيل"، ومن خلال تتبع القرآن الكريم عن ذكر اليهودية، وفي كل الآيات التي وردت بحق شعب بني "إسرائيل" وحق اليهود، نجد صفتان متلازمتان لليهود، العدوان والفساد والإفساد في الأرض، فإذا انعدمت صفتي العدوان والإفساد في الأرض من اليهودية حينها تدخل ضمن إطار التعامل كشريعة سماوية".
ومضى د. السيد يقول :"اليوم أتباع هذه الشريعة دينهم العدوان والإفساد، وإذا تتبعنا الزمن سنجد القرآن دقيقاً في ذلك بقوله (لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ)، فعلل اللعنة بالاعتداء والعدوان".
وتحدث د. السيد عن وجود بشارة في سورة الإسراء يجب أن نقولها للمجاهدين وللناس جميعاً، عندما أتم الله تعالى ربط قدسية المسجد الأقصى بقلوب ومشاعر وأفئدة المليارين من المسلمين بقوله سبحان الذي أسرى بعبده، فتابع بقوله: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، وهذه البشارة بأن النصر قادم في القرآن الكريم، والأمور تسير باتجاه تحرير المسجد الأقصى والجولان".