Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

أمة عربية تكفر بالتطبيع وتنحاز لفلسطين

بقلم: خالد صادق

في ظل كل هذا التطبيع الذي تنتهجه العديد من الدول العربية، والذي تهدف من ورائه لتدجين العقول وترويض الانفس, وتسكين الغضب, وفي الوقت الذي ربطت فيه دول عربية نفسها «بإسرائيل» وتماهت مع سياساتها, وانغمست في مستنقعها القذر وارتوت منه حد الثمالة, ظنا منها انها يمكن ان تتعايش معها وتقنع الشعوب بتقبل «إسرائيل» وفك عزلتها وجعلها جزءاً لا يتجزأ من المنطقة العربية, أظهر استطلاع رأي أجراه «معهد واشنطن للأبحاث» الأمريكي، حول التطبيع في السعودية والبحرين والإمارات؛ ان أكثر من ثلثي المواطنين في البحرين والسعودية والإمارات باتوا غير مؤيدين لاتفاقية التطبيع. كما أظهر الاستطلاع الذي جاء بعد مرور عامين على اتفاق التطبيع بين «إسرائيل» والامارات والبحرين، أن أكثر من 71%، من الإماراتيين يعارضون التطبيع مقابل 25% يؤيدونه، وعارضه 76% من الشعب البحريني مقابل تأييد 20%. وأظهر الاستطلاع الأمريكي الجديد انخفاضًا حادًّا في نسبة المؤيدين في السعودية للتطبيع بنسبة 19% فقط مقابل 75% من المعارضين، وهذه النتائج المذهلة التي اظهرها استطلاع الرأي تثبت بما لا يدع مجالا للشك عدة حقائق نلخصها في التالي:

أولا: ان «إسرائيل» ستبقى دولة استعمارية منبوذة وغير مقبولة في مجتمعنا العربي وانها ستبقى معزولة على الأقل شعبيا ولا يمكن التعايش معها مطلقا لان نبذها ورفضها يكمن في فطرة المواطن العربي وفي عقله.

ثانيا: ان القضية الفلسطينية ستبقى قضية مركزية للامة العربية والإسلامية، مهما حاول الزعماء العرب التخلص منها او التحريض عليها، ففلسطين جزء من عقيدة الامة برمزيتها الدينية المسجد الأقصى المبارك.

ثالثا: ان المواطن العربي يعلم ان «إسرائيل» كيان استعماري توسعي، وان وجودها في المنطقة يمثل خطرا كبيرا عليه، فهي لديها أطماع في التوسع الجغرافي تتخطى حدود فلسطين وتصل من الفرات الى النيل.

رابعا: هناك قناعة راسخة لدى الشعوب العربية ان «إسرائيل» لها يد في معاناتها السياسية والاقتصادية والمعيشية، وأنها تسعى لان تجعل الدول العربية في حالة ضعف ومعاناة وفي حاجة دائمة اليها.

خامسا: ان الشعوب العربية على قناعة بان «إسرائيل» تسعى للسيطرة على ثروات الامة العربية والتحكم في اقتصادها وثقافتها وسياستها، بما يخدم مصالحها ويساعدها بان تكون الأقوى عسكريا واقتصاديا في المنطقة.

سادسا: لا يجب ان نغفل البعد الديني فالقرآن الكريم أخبرنا بان اليهود أشد الناس عداوة للامة، وانهم على مر التاريخ حاربوا الأنبياء والرسل، وطغوا وبغوا ونشروا في الأرض الفساد وأثاروا الفتن والحروب والقلاقل.

هذه بعض النتائج وليست كلها التي تجعل العرب يرفضون التطبيع مع الاحتلال، ويرفضون سياسة حكوماتهم المطبعة، فالتظاهرات التي تخرج في السودان مثلا تحمل شعارا بارزا بأن الشعب السوداني يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعندما يخرج الشعب البحريني ليغسل العتبات التي وطأتها أقدم الصهاينة في بلادهم بالماء والصابون والمطهرات، وتنطلق التظاهرات في البحرين المنددة بزيارة الإسرائيليين للبحرين فهذا معناه رفض التطبيع مع «إسرائيل», وعندما يخرج الشعب المغربي مطالبا بطرد ما يسمى برئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني أفيف كوخافي من المغرب، ووقف التطبيع مع الاحتلال, فهذا يعكس حال الامة التي ترفض وجود الإسرائيليين فوق أراضيها, وكذلك الشعب الأردني يحتج على اتفاقية الغاز مع «إسرائيل» ويطالب بإسقاط اتفاقية وادي عربة, ولا يخفي انحيازه وتضامنه مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني, فكل الشعوب العربية تنبذ «إسرائيل» وترى فيها العدو المركزي لها, والذي يجب ازالته من المنطقة العربية, لما يمثله من خطر كبير عليها, يهدد استقرارها وامنها واقتصادها وعقيدتها وثقافتها, فهل انتم منتهون أيها الرسميون العرب.

أيها اللاهثون خلف التطبيع, هلا قرأتم مزاج شعوبكم, وانحزتم بسياساتكم لمواقف هذه الشعوب, هلا ادركتم انكم تغردون خارج السرب, وتندفعون بسياساتكم الهوجاء نحو مصيركم الحتمي بالسقوط والاندثار, هلا ادركتم ان الشعوب هي العامل الأقوى والاصلب والاضمن الذي يمكن ان تستندوا عليه للحفاظ على عروشكم وكراسيكم, لا يمكن لشعوبكم ان تقبل «بإسرائيل» ولا يمكن ان تقنعوا أي طفل عربي او مسلمين ان اليهود حلفاء, حتى وان فتحتم لهم عواصمكم ومنابركم الإعلامية ومساجدكم, فالأمر يتعلق بعقيدة راسخة في الاذهان عنوانها « لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا..» ان القدس والمسجد الأقصى برمزيته الدينية ستبقى الحصن الحصين للفلسطينيين والعرب والمسلمين, وهى عنوان لوحدة الامة العربية والإسلامية وحدة العقيدة والدم والمصير, ووحدة الهدف, فكل مظاهر التطبيع والتوقيع على الاتفاقيات والشد على الايدي بين زعيم عربي ومحتل صهيوني لم تفلح في كسر الحاجز النفسي بين المواطن العربي, والمستوطن الصهيوني الذي يهتف ليل نهار وامام عدسات الكاميرا «بالموت للعرب» لذلك ستبقى الامة عربية تكفر بالتطبيع وتنحاز لفلسطين بفطرتها.