Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

القائد زياد النخالة: "سيف القدس" أكّدت إمكانية تحقيق الانتصار على العدو

sacyk.jpg
قناة فلسطين اليوم - وكالات

قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد "زياد النخالة"، "بعد مضيّ سنة على معركة «سيف القدس»، يحتدم الصراع بين مشروع التطهير العرقي الصهيوني ومقاومة الشعب الفلسطيني الباسلة، فالحكومة الإسرائيلية صادقت، منذ أيّام، على مشروعٍ لبناء أربعة آلاف وحدة استيطانية جديدة، وأطلقت العنان للإرهاب الكولونيالي الذي يمارسه جنودها ومستوطنوها بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني، لتهجيرهم من منازلهم أو لقتلهم، كما كثّفت من مساعيها الهادفة إلى الاستيلاء الكامل على المسجد الأقصى".

ورأى الأمين العام للحركة القائد "زياد النخالة"، اليوم الإثنين، خلال مقابلة مع موقع "الأخبار"، أن أيّ ميل إلى«المساكنة» مع الاحتلال، تحت أي مبرّرات، لن يخدم سوى هذه المخطّطات، مؤكدًا أن الخيار الصحيح هو البناء والمراكمة على الإنجاز الكبير الذي حقّقه الشعب الفلسطيني وقواه الحيّة، بفضل الكفاح والتضحيات، لتصعيد المقاومة وإلحاق هزيمة حاسمة بالعدوّ.

وأضاف، "حققت معركة «سيف القدس» إنجازات كبرى ومهمّة، وفتحت الطريق أمام الشعب الفلسطيني لإمكانية الانتصار على المشروع الصهيوني في المنطقة. لكنها ليست انتصارًا بالمعنى الكامل. حيث لم تفرِض على العدو التراجع الكامل عن مخطّطاته.

وتابع، "سيف القدس" فتحت آفاقنا وذهنيّتنا على إمكانية تحقيق انتصار جدّي وحقيقي تدريجيًا، وبإمكانات متواضعة يمكننا تعزيزها، فالمقاتل الفلسطيني يقاتل اليوم بسلاح صنعته يداه. لافتًا إلى أنه علينا أن نراكم على إنجاز «سيف القدس» لتعزيز الجبهة الداخلية، ولتعزيز المقاتلين وإمكاناتهم. فتطوير المقاومة هو في أن يصبح المقاتل في حالة استنفار دائمة.

واستدرك بالقول، "عندما يصبح هناك «مساكنة» مع العدو، تفقد المقاومة روحها. فمسؤوليّتنا كفصائل مقاوِمة تعزيز روحية المقاتل واستعداداته، وعدم إخلاء الميدان أبدًا. وبالنظر إلى قطاع غزة وفي ظل تسهيلات الاحتلال لهم بالعمل في الأراضي المحتلة والذهاب للعلاج داخل الكيان، ووجود خط تجاري مع مصر، هو محاولة لرشوة الفلسطينيين المحاصَرين، لإبعادهم عن المقاومة". مشيرًا، إلى أن المطلوب من المقاومة أن تحافظ على حالة اشتباك دائم مع العدو، ليس حربًا بالضرورة، إنّما ليس مقبولًا أن يطمئنّ العدو إلى قطاع غزة، بأن يكون الفلسطيني في القطاع غير مشتبك، وفي الضفة مشتبكًا، فيجب أن تبقى غزة، في حسابات الجانب "الإسرائيلي"، حالة تهديد دائم، وأن يكون لدينا مقاربة تضعها في هذه الحالة، إلى جانب الضفة الغربية والقدس.

وعلى خلفية المساعي لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال "سيف القدس" في غزة، قال القائد "النخالة"، "المصريّون يبنون حاليًا تجمّعات سكنية في قطاع غزة (مصر 1 و2 و3). ولكن خلال المفاوضات التي جرت معهم بعد المعركة، قالوا: "لا يمكن أن نبني لكم، فتذهبون أنتم إلى الحرب ويُدمَّر ما بنيناه"، معتبرًا أن هذا نوع من التقييد والتكبيل الذي يَخدم العدو.

وشدد القائد "النخالة"، على أن المبدأ بالنسبة إليه، هو عدم القبول بالمساكنة والتعايش مع العدو "الإسرائيلي"، الذي بسببه يُدار الصراع. وسيبقى مفتوحًا طالما أن الاحتلال ما زال قائم، لا تحدّده أيّ جهات أو تنظيمات سياسية. رغم أن هذا الأمر قد لا يُرضي بعض الجهات والأطراف، كما ويمكن أن لا يُرضي بعض المواطنين الفلسطينيين أيضًا. مبينًا أنّ هذا هو رأيه، وهي هويّة «حركة الجهاد الإسلامي»، ويُفترض أن تكون هوية كل فصائل المقاومة.

ولفت، إلى أن العدو "الإسرائيلي" يقاتلنا اليوم على المسجد الأقصى المبارك، ويريد - بالحدّ الأدنى - أن يقسّمه. لذلك، علينا أن نكون جاهزين ومستعدّين دائمًا للمواجهة.

وفي سياق الحديث عن التضامن العربي والإسلامي والعالمي الواسع مع المقاومة والقضية الفلسطينية خلال "سيف القدس"، أكد القائد "النخالة"، على أن ما شاهدناه من حالة تضامن كان هائلًا. ولو استمرّت المعركة، لكان التضامن أكثر. موجهًا رسالةً للمواطن العربي، يقنعه فيها بأننا في حالة اشتباك دائم مع العدو، وأننا شعب يقبع تحت الاحتلال والاضطهاد، وأيّ شعب مُحتلّ، عليه واجب المقاومة والقتال.

وطالب، العرب بأن لا يقولوا "إن المقاومة انتصرت و«خلّصنا»"، بل نحن فتحنا آفاقًا جديدة، ونحتاج إلى دعم المواطن العربي، بعيدًا من الأنظمة التي تحاول ترويض التنظيمات عبر أموالها. والعرب والمسلمون، شعوبًا وأفرادًا، مطالَبون بدعم المقاومة.

وذكر، بأن السلطة ذهبت نحو اتفاقات سلام مع العدو. لكنّ إسرائيل لم تلتزم بها، إلى درجة أن عدد المستوطنين في الضفة بات يبلغ 800 ألف. متسائلًا مَن يُخرِج هؤلاء؟.

كما وأكد، على أنه كلّما ذهبنا إلى "المساكنة" مع العدو، سيفرض علينا أمرًا واقعًا، حتى نستسلم له في النهاية، أو نذهب إلى المواجهة التي ستكون قد أصبحت أكثر صعوبة وتعقيدًا. مستذكرًا، أنه قبل «اتفاق أوسلو» كان عدد المستوطنين يبلغ عشرات الآلاف في الضفة. وبعده، صار لدينا دولة أخرى، غير "إسرائيل"، هي دولة المستوطنين.

وأشار القائد "النخالة"، إلى أنه الآن، وبعد سنوات طويلة، بدأ يتسرّب إلى عقل السلطة أن التنسيق والاتفاق مع العدو صارا بلا قيمة. وهم يقولون ذلك. ولا يوجد فلسطيني يقبل بإسرائيل. لافتًا إلى أن هناك فلسطينيين «بيتشاطروا» على فلسطينيين آخرين، ويقولون إن لديهم مشروعًا سياسيًا وتكتيكًا يحقّق إنجازًا ما، فيذهبون في هذا الاتجاه، لكنّ التجربة أثبتت أن "الإسرائيلي" لا يمتلك مشروعًا مقابلًا.

وتابع قوله، "بعضنا ذهب، عبر «التكتيك»، إلى اتفاقات مع العدو الذي يملك دعمًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا دوليًا هائلًا. أنت دخلت في معركة سياسية ليست بحجمك ولا بقدرتك. ما نستطيع فعله، هو أن نخلق مشاكل "لإسرائيل"، وعندها سيأتي هو ليحلّ المشكلة، مشكلة المستوطن، وليست مشكلتنا. هذا هو دورنا. العدو لم يفاوض أبا عمار (الرئيس ياسر عرفات) لأنه كان مرتاحًا، بل لأن الشعب الفلسطيني كان يدفع دمًا في الانتفاضة. لكن، تبيّن أن مشروع التفاهم أدّى إلى خسارة الفلسطينيين تمامًا. الإنجاز هو أن تفرض على العدو أن يدفع ثمن التفاهم، مهما كان، حتى ولو بحدود عام 1967، التي لا يقبل بها "الإسرائيلي"، بينما يبادر بعضنا إلى القبول بهذه الحدود. وهذا يعني تنازلاً من دون أن يكون لدى الطرف المقابل المحتلّ، أيّ عرض".

كما وأكد القائد "النخالة"، أنه في القتال ترتسم الجغرافيا، وليس من خلال المفاوضات. مفترضًا أنه إذا قاتلنا وفرضنا وقائع على الأرض، وشعر "الإسرائيلي" بأنه مُهدَّد، سينسحب كما حصل في غزة، حيث لم يستطع حماية 15 ألف مستوطن كانوا فيها. مضيفًا، "نحن قادرون اليوم على أن نضع الاستيطان في الضفة الغربية تحت التهديد، وفي هذه الحالة فقط، يمكن أن نُحقق تغييرات، لأن "الإسرائيلي" يعتقد أنه يشتري الفلسطينيين ببعض التسهيلات الاقتصادية، وهذا مشروع الحكومة الحالية، والتي تعتقد أنه الحلّ لمشكلة غزة".

وشدد، على رفض إجراء الانتخابات في هذه الظروف وفي ظلّ الاحتلال.

وقال، "إذا قاتلنا نحقّق الإنجاز، أمّا إذا قبلنا بحالة المساكنة، فالإسرائيلي مرتاح وليس لديه مشكلة، ومستعدّ لتقديم المزيد من التسهيلات الاقتصادية، وحتى الأمنية أيضاً، كونه المستفيد. القتال مجال مفتوح، يمكن أن يكون بالحجر والسكين والبندقية والصاروخ. ما يهمّ هو أن يتواصل القتال، ويجب أن لا يشعر "الإسرائيلي" بأنه قادر على إسكات أيّ طرف فلسطيني عبر التفاهم. أنا لا أشكّك في أيّ فصيل فلسطيني مقاوم، لكن يمكن القول إن هذا «اجتهاد غير صائب»، فالصائب هو أن لا أدع العدو يستقرّ، وأجعله دائمًا مضطرًا للبحث عن حلّ لمشكلاته التي أخلقها أنا له. والتجربة في جنوب لبنان شاهدة، حيث لم تكن خسائر العدو بالغة وكبيرة، لكن العدو لم يحتمل قتيلاً أو اثنين في الشهر، أي أن العبرة هي في استمرار الاشتباك. وهذا لا يعني أن نذهب إلى «سيف القدس» جديدة كل يوم".

وأردف بالقول، "يجب أن تكون القناعة أن إسرائيل طرف لا يمكن التفاوض ولا التفاهم معه. وعلى هذا الأساس، تُبنى كلّ برامجنا. وهو ما يدفعنا إلى خلْق وقائع جديدة تنطلق من المقاومة، ويجعل إيهود باراك (رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق)، مثلاً، يشكّك في كل المشروع الصهيوني بعد مقتل نحو 20 مستوطناً خلال مدّة قصيرة. المستوطنون باتوا يشعرون بأنهم تحت تهديد يومي. وهم يشعرون أكثر بأنهم تحت تهديد أفراد، والدولة التي تكون تحت تهديد فرد، ليست دولة. هذا ببساطة مشروع اقتصادي، إن استطعنا هزّه سينهار. ويمكن أن يكون لهم متّسع في أيّ مكان في العالم، لكن ليس في فلسطين".

وحول سؤاله عن موقف حركة الجهاد الإسلامي من أطروحة «أولويّة» تحقيق الوحدة الوطنية كشرط لتفعيل المقاومة، أجاب القائد "زياد النخالة": "البعض يرفع شعار «الوحدة الوطنية»، ليكون إطارًا للتفاهم مع العدو، الميدان هو ما يحقّق الوحدة الوطنية الفلسطينية. المقاتلون في الميدان يرسمون مسارًا للوحدة الوطنية، وما يجري في الضفة الغربية، اليوم، وخاصّة في جنين ونابلس وطولكرم وغيرها، حيث يقاتل أبناء سرايا القدس وكتائب القسّام وكتائب شهداء الأقصى وغيرهم، جنبًا إلى جنب، حتى إنك لا تستطيع التمييز بينهم كثيرًا، لأنهم يسيرون على خطٍّ واحد، وهنا تُصنع الوحدة. أما في السياسة، فيصبح التنافس على الحصّة الكبرى في المؤسّسات والدوائر والسفارات وغير ذلك. ومن هنا، نرفض إجراء الانتخابات في هذه الظروف وفي ظلّ الاحتلال، لأن المطلب من ورائها هو النفوذ السياسي والحكم، وهذا ما لا يجب أن يكون هدفًا".