بقلم: ياسر عرفات الخواجا
لا شك بأن الاقتحامات المتكررة لقطعان المستوطنين عبر حماية وتحريض من الشرطة الإسرائيلية التي اعتبرها من وجهة نظري الشخصية هي ممارسة وفعل استراتيجي مستمر وله خططه وتكتيكاته وله أهدافه المتطرفة الواهمة والحالمة التي من الممكن أن تقود المنطقة إلى حالة من الصراع والتوتر الدائم (الشد والرخي) ضمن سياسة تفريغ الغضب والثبات البطيء لكل خطوة يتم إحرازها من قبل المحتل على أراضينا المقدسة.
والشاهد والمتابع للأحداث وممارسات و سلوك المحتل يلمس ذلك من خلال استمرار اقتحامات المستوطنين في كل مرة تحت مبرر وذريعة ممارسة الطقوس الدينية في فناء وساحة المسجد الأقصى، والسماح ولو على سبيل ذلك هو بحد ذاته تقسيم للوقت والمكان ما بين اليهود والمسلمين، وما تراجعهم عن ذبح القرابين وحمل الأعلام داخل المسجد الأقصى إلا جزاء من حالة التكتيك الذي اعتبره أمراً غير مهم بقدر أهمية استمرار اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى الذي سيستمر ولن يتوقف بلا ارتباط بوجود حكومة ضعيفة أو حكومة قوية.
فهذه الممارسات والتجاوزات بحق الفلسطينيين ومقدساتهم تتم من خلال من يرسمون السياسة الإستراتيجية للدولة المزعومة وهذا الأمر اعتقد جازما أنه أكبر من حجم وتأثير الحكومات، علماً أن ذلك يتم تغذيته من جهات صهيونية محلية و عالمية ترتكز علي قوة الفعل والتأثير الديني والسلوكي لهذه الدولة بكل تشكيلاتها وعليه فإننا كفلسطينيين أمام مفصل خطير من الصراع والذي يتميز في طابعه الديني والعقائدي.
وفي ظل غياب الحضور والتواجد الإسلامي والعربي لذلك المشهد سواء على الصعيد الرسمي والشعبي الذي لم يلبى حتى الحد الأدنى من المشاركة والحضور لرفض هذه السياسات والممارسات بحق أهم المقدسات الدينية والعربية فإن المطلوب على المستوى الخارجي هو أن نضبط بأيدينا إيقاع الأحداث من خلال التحرك وحشد كل الطاقات الرافضة لهذه الممارسات مع خلق حالة من الحراك العربي والإسلامي والمسيحي على المستوي الدولي لتبنى رفض التجاوزات بحق القدس والمقدسات وألا يقتصر دورنا فقط على خيار المقاومة العسكرية ورباط المقاومين الأبطال على اعتبار أن الخطر كبير والجريمة أكبر لذلك نحتاج لصد وإنهاء هذا الخطر عبر كافة الطاقات والجهود والحشود الواحدة، فالقدس لها حق الدفاع من الكل الإسلامي والعربي لأهميتها العقائدية التي يجب بالضرورة اللازمة أن يتحركوا من أجلها.
وعلى المستوى الداخلي يجب على كل القوى الفلسطينية أن تتوحد وتوحد جهودها من أجل القدس والمقدسات ومواجهة أخطر فصول الصراع مع المحتل لأننا أمام مرحلة حرجة والأمر لا يحتمل، فالقدس إما تكون كاشفة العورات أو موحدة للجماعات ورافضة للانقسامات .
خلاصة الموضوع
عوامل ودوافع الخطر ما زالت قائمة فكلما حشدنا كل الجهود والطاقات باتجاهها الصحيح،وكلما توحدنا على كلمة سواء كان لدينا اليد العليا في إدارة وضبط إيقاع المرحلة.