بشكلٍ متسارعٍ تسعى حكومة الاحتلال لزيادة التوسع الإستيطاني في الضفة الغربية المحتلة يوماً بعد يوم؛ للانقضاض على ما تبقى من مناطق لم يصلها الاستيطان.
فبعد الموافقة على إقامة 4000 وحدة إستيطانية بالضفة مؤخراً، جاءت اليوم خطوة إقامة ما سُمي بـ"مجلس إستيطاني" يضم عدة مستوطنات قرب مدينة سلفيت المحتلة، الذي يهدف إلى إلغاء وجود السلطة الفلسطينية وإقامة "إدارات مدنية" صهيونية بديلة عنها، كما يرى العديد من المحللين.
المحلل والمختص في شؤون الاستيطان د.جمال عمرو، أكد أن الاحتلال يسعى من خلال توحيد مستوطنتي "عيتس أفرايم" و"شعاري تيكفا" ضمن مجلس محلي استيطاني؛ إلى إلغاء وجود السلطة الفلسطينية بشكل عاجل في الضفة الغربية وإلغاء "أوسلو".
وأوضح عمرو أن الاحتلال بهذه الخطوة يريد إقامة "إدارات مدنية" هي في الأساس ذات طابع عسكري تعمل على تلبية متطلبات المستوطنين الصهاينة في هذه التجمعات الاستيطانية.
ورأى عمرو أن الاحتلال يهدف من خلال هذه الخطوات التهويدية إلى وصول عدد المستوطنين في الضفة إلى مليون مستوطن، مبيناً أن هذا الأمر اتضح بعد مخطط الاحتلال ببناء 4000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة.
وأشار إلى أن قضية المجالس الحلية للمستوطنات موجودة في مستوطنات الخليل وموجودة في مستوطنة غوش عتصيون وسلسلة مستوطنات نابلس والمستوطنات المحيطة بقلقيلية وطولكرم.
وقال عمرو:"أعضاء المجالس المحلية هم أعضاء في ما يسمى بـ"اللجنة اللوائية العليا" للمستوطنات والتي تعمل على إدارة مستوطنات الضفة الغربية باعتبارها بحسب الاحتلال "يهودا والسامرة".
وتابع عمرو :"إن المجالس الاستيطانية تعطي صلاحيات كبيرة للمستوطنات في الضفة الغربية، بالتمدد والطلب بتوسيع المستوطنات".
وتوقع أن الاحتلال يريد من هذه الخطوة أن يظهر في ذكرى استقلال الكيان أن يظهر أن هذه المستوطنات أصبحت مستقلة.
وعن المجلس الإقليمي المراد إقامته قرب سلفيت ، أضاف عمرو:"إن مقر الإدارة الإقليمية يقع في مستوطنة "أريئيل" قرب سلفيت، لافتاً أنه أصبحت "أريئيل" مدينة "إسرائيلية" بها مستشفيات ومقرات حكومة وعسكرية مقامة على أراضي الضفة الغربية.
وأردف عمرو :"الإسرائيليين باتوا مقتنعين يوماً بعد يوم بأنه لا يمكن الانسحاب من الضفة الغربية، بعد هذا التمدد الإستيطاني الكبير الذي يهدفون منه لزيادة عدد المستوطنين في الضفة".
ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية ستجد نفسها فقط تسيير شؤون البلديات في الضفة الغربية المحتلة، في ظل التوسع الاستيطاني وتقطيع أوصال الضفة.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الثلاثاء 10/5/2022 ان القائد العسكري للمنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يهودا فوكس، وقع أمس الإثنين، على أمر يقضي بتوحيد مستوطنتي "عيتس أفرايم" و"شعاري تيكفا" ضمن مجلس محلي استيطاني واحد لأول مرة منذ 24 عاماً.
وحظي أمر القائد العسكري بدعم ومصادقة من ما يسمى وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، ووزير الحرب، بيني غانتس، علما أنه لأول مرة منذ 24 عاما يتم الإعلان عن إقامة مجلس استيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وكانت ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأحد الماضي، أن مجلس مستوطنات "الإسرائلية" في الضفة الغربية المحتلة استكمل إجراءات التخطيط لبناء 4000 وحدة سكنية جديدة في مختلف المستوطنات الإسرائيلية، فيما ينتظر المصادقة النهائية عليها من وزير الأمن بيني غانتس.