قلم/ خالد صادق
في حي المخفية بمدينة نابلس تسللت خفافيش الظلام الصهيونية الى الحي بعد تلقي معلومات استخبارية وفق سياسة التنسيق الأمني المقيتة بين أجهزة امن السلطة وإسرائيل»، وفي بيان للشاباك قال «إنه في أعقاب نشاط استخباراتي وعملياتي مشترك لجهاز الأمن العام والجيش الإسرائيلي ووحدة اليمام، تم اغتيال «خلية نضالية» من منطقة نابلس، وهي مسؤولة عن سلسلة عمليات إطلاق نار في المنطقة استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الأسابيع الأخيرة». فقد قامت ما تسمى بوحدة اليمام باغتيال «خلية نضالية» من منطقة نابلس، تزعم انها هي المسؤولة عن سلسلة عمليات إطلاق نار في المنطقة استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الأسابيع الأخيرة اثناء محاولات وصولهم الى قبر يوسف عليه السلام «حسب بيان الشاباك، وقد نعت كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح، الشهداء الثلاثة الأبطال أدهم مبروك (الشيشاني)، ومحمد الدخيل وأشرف مبسلط، وأكدت الكتائب، أن دماء شهدائها لن تذهب هدرًا وان الرد قادم بإذن الله وسيقابل الدم بالدم، والحقيقة اننا لا ندري هل يتوافق هذا النعي الذي حمل التهديد بالثأر لدماء الشهداء الثلاثة مع قرارات المجتمعين في مقر المقاطعة برام الله على بعد كيلو مترات من الجريمة ام لا, فعملية الاغتيال التي نفذتها وحدة اليمام الصهيونية كشفت عن وجوههم القبيحة وبانت عوراتهم الفاضحة امام الناس, وازالت الأقنعة الزائفة عن تلك الوجوه الكالحة من شهاد الزور والسماسرة تجار الأوطان والمقامرين بمصير شعبهم, لقد افتضح امرهم قبل ان يتركوا أروقة الخنادق التي يتسابقون اليها ويتصارعون لأجلها وباتوا يتوارون خجلا من اعين الناس.
هل يستطيع احدكم أيها المتمركزون في المجلس المركزي ان يسأل رئيس السلطة عن هذه الجريمة التي نفذت بليل بفضل التنسيق الأمني, هل يستطيع احدكم ان يحاسب حسين الشيخ وماجد فرج على هذه الجريمة او حتى يسائلهم, هل يمكن لاحدكم ان يسأل نفسه لماذا يجلس في مجلس مركزي يساق بعصا الاحتلال, ان الله أراد ان يفضح صنيعكم قبل ان تنفضوا وتتركوا كراسيكم المهزوزة, وسلط عليكم «إسرائيل» التي تحاولون انقاذها من جرائمها ضد شعبكم الفلسطيني, وتضفون الشرعية على سياستها ضد القضية الفلسطينية, وتبرئونها امام العالم, لقد فضحتكم بجريمتها كي يلفظكم الشعب ويتبرأ منكم ومن مواقفكم المخزية, بالله عليكم كيف ستواجهون شعبكم وكيف ستقفون امام الجماهير ليستمعوا اليكم وانتم بعتم بالرخيص واشتريتم الوهم لأنفسكم, ان «إسرائيل» لا تنظر اليكم ولا تحترمكم ولم تحفظ لكم حتى ماء وجهكم فارتكبت جريمتها لأنها لا تراكم بعين, ولا تنتظر منكم شيئاً, فعلاقتها بكم لا تختلف عن علاقتها ببرهان السودان وال نهيان الامارات وال سعود الرياض وال خليفة البحرين والسادس المغربي, كلكم أدوات يتم استخدامكم لتمرير سياسات بعينها, ومن ثم تبصقكم «إسرائيل» من فمها دون ان تأسف عليكم, لأنكم سخرتم أنفسكم كعبيد لخدمتها والتستر على جرائمها, فأصبحتم كمن «خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ», لقد استخدمكم ثلاثي التنسيق الأمني عباس فرج الشيخ لتمرير قرارات بعينها, وغدا سيتبرأون منكم ويكشفون عن المغريات التي قدمت لكم كي تشاركوا في جلسات المركزي «المسرحية» لانهم تعلموا من الصهاينة كيف يتعاملون مع الضعفاء وكيف يمتصونهم ثم يتبرؤون منهم.
الشهيد أدهم مبروك (الشيشاني)، والشهيد محمد الدخيل والشهيد أشرف مبسلط، أبناء كتائب شهداء الأقصى رحلوا ليحملونا امانة الثأر لدمائهم الطاهرة, والضفة قادرة على الثأر لدماء الشهداء, وقادرة على تحويل الأرض لهيبا تحت اقدام الاحتلال, وقادرة على منع الاحتلال من الاستمرار في مسلسل جرائمه بحق أبناء شعبنا الذي لا يتوقف, خاصة ان الاحتلال يقول ان هذه الخلية لا زال عدد من افرادها على قيد الحياة, وان من قتل منهم ثلاثة فقط, وهذا معناه ان الاحتلال سيستهدف المزيد من المقاومين الابطال, ونحن كشعب ومقاومة مطالبين بالتصدي للاحتلال ومنعه من الوصول لمجاهدينا الابطال, واشعال انتفاضة شعبية عارمة في وجهه, ان مجازر الاحتلال لن تتوقف في ظل التنسيق الأمني, وفي ظل مسارات التسوية الهزيلة, وفي ظل التطبيع العربي المخزي, وفي ظل التأييد الأمريكي المطلق لسياسة الاحتلال, وفي ظل الصمت الدولي على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا, والالتفاف على القوانين والقرارات الدولية, والتنصل من الملاحقة القانونية للمجرمين الصهاينة في المحاكم الدولية, لذلك فان الرد على هذه الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني عبر عنها الناطق باسم كتائب شهداء الأقصى أبو محمد الذي قال ان «الرد على هذه الجريمة سيكون بحجم هذا الجرم الكبير الذي ارتكبه الاحتلال, ودعا كل فصائل المقاومة الفلسطينية للرد دون انتظار لموقف احد», وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس الذي اجتمع مؤخرا مع رئيس السلطة محمود عباس بارك جريمة استهداف الشبان الثلاثة, وطالب بالتصدي لأي محاولات للرد, فهل يمكن ان نسمع رداً من عباس على تصريحات صديقه غانتس... فلننتظر؟!!.