أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير أصدرته اليوم الأحد، أن الأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد يكابد آلامه داخل قسم العناية المكثفة بمستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، وحالته الصحية حرجة للغاية، حيث يقوم أطباء الاحتلال خلال الفترة الأخيرة بإبقائه في حالة تنويم، نظراً لعدم قدرة جسده على إخراج السوائل التي تتجمع في رئتيه.
وبينت الهيئة أن الأسير أبو حميد مصاب بالتهاب حاد في الرئتين، نتيجة لتلوث جرثومي، ويعاني من انعدام في المناعة، ولا يستجيب للعلاجات حسب المعلومات، وهو ما يزال على أجهزة التنفس الاصطناعي والتخدير.
ولفتت الهيئة أن الأسير أبو حميد واجه وضعاً صحياً صعباً منذ شهر كانون ثاني/يناير من العام الماضي، حيث اشتكى على مدار الأشهر الماضية من صعوبة في التنفس وآلام حادة في الصدر، وفي كل مرة كان يتم تشخيصه أن مصاب بالتهاب عادي، ويتم منحة مضاد حيوي بدون علاجه بشكل سليم.
وأضافت أن أطباء الاحتلال كانوا قد اكتشفوا إصابته بورم سرطاني خبيث في الرئتين خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، وقد خضع لعملية جراحية حينها تم خلالها إزالة 10 سم من محيط الورم وتم إعادته بعدها لمعتقل "عسقلان" قبل تماثله للشفاء، وفيما بعد أهملت إدارة السجون حالته وماطلت بتحويله لتلقي جلسات العلاج الكيميائي اللازمة له، مما أدى إلى تفاقم حالته بشكل كبير.
وتابعت أنه خلال تلقي الأسير أبو حميد الجرعة الأولى من العلاج الكيميائي تدهور وضعه وشعر بضغط كبير على رئتيه، وعلى إثرها خضع لعملية جراحية أخرى والتي تم من خلالها زرع أنبوب لتفريغ الهواء من رئتيه، لكنه خلال العملية تعرض لخطأ طبي، وذلك بسبب أحد المتدربين العاملين بالمشفى حيث قام بزرع أنبوب بطريقة خاطئة في صدره لتفريغ الهواء وإخراج السوائل، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجرثومة في الرئة، ودخوله مرحلة حرجة وصعبة.
وناشدت هيئة الأسرى مجدداً المؤسسات الحقوقية والإنسانية بضرورة التدخل العاجل والفوري، للضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراح الأسير أبو حميد، ومنحه فرصة ليتلقى العلاج المناسب في الخارج، وإنقاذ حياته قبل فوات الآوان.
علماً بأن الهيئة كانت قد تقدمت بطلب للإفراج المبكر عن الأسير المريض أبو حميد، لكن لغاية اللحظة ما من قرار صدر بهذا الشأن، كما تقدمت بالتماسين للمحاكم الإسرائيلية للحصول على معلومات وتفاصيل حول وضعه الصحي، والسماح لعائلته بزيارته، وتم تعيين جلسة بتاريخ 9 شباط المقبل للنظر في الالتماسين.
يشار إلى الأسير أبو حميد (49 عاماً) من مخيم الأمعري بمدينة رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن سبع مؤبدات و 50 عاماً، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات، وكان قد تعرض منزلهم للهدم عدة مرات على يد قوات الاحتلال كان آخرها خلال عام 2019، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لعدة سنوات، و فقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.