أكَّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، على أنّ "المحادثات مع واشنطن بخصوص الضمانات الأمنية التي قدمتها موسكو لحلف "الناتو" والولايات المتحدة ستبدأ مباشرةً بعد عطلة الأعياد".
ولفت لافروف في بيانٍ له، إلى أنّ "روسيا تريد مشاركة المسؤولين العسكريين في محادثات الناتو، وهناك مسؤولين عسكريين وحكوميين سيشاركون في المحادثات مع الولايات المتحدة".
وفي السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف إنّه "يتعيّن على روسيا أن تضع حدًا لزحف الناتو باتجاه الشرق والحيلولة دون انضمام أوكرانيا إلى الحلف"، مُشيرًا إلى أنّه "وبعد كل هذه العقود من التطور الجيوسياسي، حيث تمتلك روسيا مصالح حيوية، فإنّ مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أمر مهم بالنسبة لنا، إن لم يكن أكثر أهمية حتى بالنسبة لأوكرانيا نفسها".
وشدّد على ضرورة "التخلي بشكلٍ رسمي عن قرار قمة بوخارست (قمة الناتو) لعام 2008 التي قررت أنّ أوكرانيا وجورجيا ستصبحان عضوين في الناتو"، مُعلنًا أنّ "محاولات الولايات المتحدة لاستغلال الحوار مع روسيا بشأن الضمانات الأمنية كغطاءٍ لمواصلة التطوير العسكري لأوكرانيا من شأنها أن تؤدي إلى تأزم الوضع".
وفي وقتٍ سابق، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنّ رد موسكو، في حال رفض الولايات المتحدة وحلف الناتو تقديم ضمانات أمنية لروسيا، قد يكون مختلفًا تمامًا، وسيتوقّف على توصيات الخبراء العسكريين.
وخلال حوار أجراه على قناة "روسيا-1" على هامش مؤتمره السنوي الكبير، وردًا على سؤال عن ماهية رد موسكو "العسكري التقني" إذا لم يصغِ الأمريكيون والناتو إلى مباعث القلق الأمنية الروسية، قال بوتين: "ردنا قد يكون مختلفا تمامًا، وسيتوقف على التوصيات التي سيقدمها إليّ خبراؤنا العسكريون".
وأفصح عن سعي روسيا إلى "إحراز نتيجة دبلوماسية تفاوضية سيتم تثبيتها قانونيًا في الوثائق التي اقترحتها"، في إشارة إلى مسودتي الاتفاقيتين اللتين عرضت موسكو على الولايات المتحدة والناتو توقيعهما، بغية وضع نظام ضمانات أمنية لخفض التوترات العسكرية في أوروبا.
يُذكر أنّ روسيا أجرت خلال الشهر الماضي مناورات واسعة قرب الحدود الأوكرانية، في مناطق مثل فولغوغراد وروستوف وكراسنودار وشبه جزيرة القرم.
وجاءت هذه المناورات الروسيّة في أعقاب مناورات أجرتها أوكرانيا ودول أعضاء أخرى في حلف شمال الأطلسي من بينها الولايات المتحدة، في غرب أوكرانيا.