أطّلّ عالم الآثار "الإسرائيلي" الشهير يسرائيل فنكلشتاين (72 عامًا) من جامعة تل أبيب، مرّةً أخرى ليفكك مزاعم بأنّ فلسطين هي “أرض الميعاد” وأنّ اليهود هم “شعب الله المختار”، حيث نفى وجود أيّ صلة لليهود بالقدس المحتلة، على حدّ تعبيره.
وأكّد "فنكلشتاين" في تقريرٍ نشرته مجلة (جيروزاليم ريبورت) العبرية أنّ "علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخيّةٍ أوْ أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج، والتيه في سيناء، وانتصار يوشع بن نون على كنعان"، وفق قوله.
وأضاف العالم في معرِض درّه على سؤالٍ:” لقد تطور الإسرائيليون القدماء من الحضارة الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر في المنطقة، ولم يكن هناك أيّ غزوٍ عسكريٍّ قاسٍ، وأكثر من ذلك “حيث يشكك في قصة داوود الشخصية التوراتية الأكثر ارتباطًا بالقدس حسب معتقدات اليهود”، موضحًا في ذات الوقت أنّه “لا يوجد أساس أوْ شاهد إثبات تاريخي على وجود هذا الملك المحارب الذي اتخذ القدس عاصمة له، والذي سيأتي أحد من صلبه للإشراف على بناء الهيكل الثالث”، مؤكّدًا “أنّ شخصية داوود كزعيم يحظى بتكريم كبير لأنه وحد مملكتي يهودا وإسرائيل، هو مجرد وهم وخيال لم يكن لها وجود حقيقيّ”، كما ذكرعالم الآثار الإسرائيليّ.
وأشار "فنكلشتاين" إلى أنّ “وجود باني الهيكل وهو سليمان بن داوود مشكوك فيه أيضًا، حيث تقول التوراة إنّه حكم إمبراطورية تمتد من مصر حتى نهر الفرات رغم عدم وجود أي شاهد أثري على أن هذه المملكة المتحدة المترامية الأطراف قد وجدت بالفعل في يوم من الأيام”، بحسب أقواله.
ولفت إلى أنّه “وإنْ كان لهذه الممالك وجود فعلي فقد كانت مجرد قبائل وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة، وبالتالي فإنّ قدس داوود لم تكن أكثر من قريةٍ فقيرةٍ وبائسةٍ”، أما فيما يتعلّق بهيكل سليمان، فشدّدّ عالم الآثار الإسرائيليّ على أنّه “لا يوجد أيّ شاهدٍ أثريٍّ يدل على أنّه كان موجودًا بالفعل”، على حدّ تعبيره.
يُشار إلى أنّ كتاب البروفيسور فينكلشتاين “بدايات إسرائيل”، الذي يُناقِش فيه هذه القضايا، نُشِر باللغتيْن الإنجليزيّة والعبريّة، وتحوّل إلى أكثر الكتب من ناحية المبيعات والقراءة، وأشارت صحيفة (هآرتس) العبريّة في تقريرٍ لها عن الكتاب إلى أنّ فينكلشتاين يُشكّك في جميع الروايات التي وردت في “التوراة” عن العلاقة بين اليهود وفلسطين، ويُنهي كلّ فصلٍ من كتابه بالتساؤل: “هل حقًّا صحيح أمْ لا؟”.
وكما فينكلشتاين، تساءلت الصحيفة العبريّة: “هل الإدعاءات الصهيونيّة حول القدس وقضايا أخرى وُلِدت في عقل أديبٍ عبقريٍّ بهدف تحقيق الطموحات والمُطالبات السياسيّة؟”، على حدّ قولها.