كشف والد قائد أركان المقاومة في فلسطين الشهيد بهاء أبو العطا، النقاب عن أسباب تسليم عائلته "سيف القدس" للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، خلال الاحتفال الذي شهده حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، الجمعة الماضية، في الذكرى السنوية الثانية لارتقاء نجله.
وتسلَّم السيفَ نيابةً عن القائد النخالة، أبو محمود الجعبري، عضو المجلس العسكري لسرايا القدس، ورفيقُ درب الشهيد بهاء أبو العطا.
وقال الوالد سليم أبو العطا (68 عاماً) :"القائد زياد النخالة جديرٌ بحمل أمانة الشهداء وإرثهم، فهو الحافظُ لعهدهم، والمواصلُ لدربهم، وما عهدنا عليه إلا كلَ عطاءٍ، تضحية، وتحدٍ للاحتلال".
وأضاف "لن ننسى كلمات القائد النخالة بعد استشهاد البهاء، حينما اتهم الاحتلال أبا سليم عبر منظوماته الدعائية، أنه "كان يترجل في عملياته دون الرجوع لقيادته"، وقتها خرج الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ليدحض هذه المزاعم، ويؤكد أن البهاء كان يعملُ بتوجيهاتٍ مباشرة من قيادته".
ولفت أبو العطا إلى أن عملية اغتيال البهاء في غزة والتي تزامنت مع محاولة اغتيال مسؤول الدائرة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المجاهد الكبير أكرم العجوري، الفاشلة في دمشق، والتي ارتقى فيها الشهيد البطل معاذ أكرم العجوري والشهيد البطل عبد الله حسن، تدلل بوضوح على أن العدو كان متألماً بشدة من ضربات سرايا القدس النوعية والموجعة، والتي انتقمت فيها لدماء شهداء شعبنا في مسيرات العودة، ولقادة المقاومة ومجاهديها، وللمرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى الذين لم يسلموا من اعتداءات الاحتلال ومطاردته، وللأسرى الأبطال في سجون الاحتلال ولأمهاتهم حين كنَّ يَزُرْنهم.
وتابع يقول: "صحيحٌ أن هذا تكريمنا وأمانتنا للقائد النخالة جاءَت متأخرةً بعض الشيء، لكننا انتظرنا هذه الذكرى بفارغ الصبر، لكوننا نعلم يقيناً أن جماهير شعبنا ستحتشد بعشرات الآلاف وتشاركنا عرس البهاء، كي نُعرب عن تقديرنا لأبي طارق الهُمام والعنيد، كما كان يُحب أن يصفه البهاء".
وبيَّن أبو العطا، أن النخالة قاد باقتدار وعزيمة وتحدٍ إدارة معركة "صيحة الفجر"، رداً على اغتيال البهاء، وقاد لاحقاً معركة "سيف القدس" التي كان أبطالها الشهداء سامح المملوك وكمال قريقع ومحمد يحيى أبو العطا، والتي افتتحها سرايا القدس بتحقيق صورة النصر منذ اللحظات الأولى، حينما استهدف مجاهدوها الأبطال جيب قيادة عسكري إسرائيلي، على الحدود الزائلة (بمشيئة الله) شمال قطاع غزة، بصاروخ من نوع "كورنيت" حيث تسببت بوقوع قتلى وجرحى عسكريين إسرائيليين، وأشرف على هذه العملية البطولية رفيقُ درب القائد بهاء، قائد لواء الشمال حسام أبو هربيد.
ولم ينسَ والد الشهيد القائد بهاء، أن يُطيِّر التحية لكل من لايزال حتى اللحظة وفياً لروح نجله، ويؤم بيت عائلته من إخوانه وأحبائه وأقربائه وجيرانه، ولكل من شارك في مهرجان التأبين المهيب، وحرص على تنظيمه وإنجاحه.