التقى وفدٌ من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، السفير الجنوب إفريقي في سورية باري غيلدر، اليوم الإثنين، بمقر السفارة في العاصمة دمشق.
وضمَّ وفد الحركة ممثلها في سورية إسماعيل السنداوي، وكلاً من: إبراهيم موعد، مازن أبو عطوان، والإعلامي عوض أبو دقة.
ووضع السنداوي، السفير غيلدر في صورة المستجدات والتطورات في الساحة الفلسطينية؛ لاسيما قضية الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.
وقال السنداوي: "نُكِّن كل الاحترام لجنوب إفريقيا، وللزعيم الراحل نيلسون مانديلا، الذين جابهوا وقاوموا نظام الفصل العنصري، الذي تُمثله "إسرائيل" اليوم".
وأضاف "ضريبة مقاومة الاحتلال هي المعاناة التي نعيش تفاصيلها كل يوم كفلسطينيين، لكننا برغم كل ذلك لن نستسلم"، منوهاً إلى أن شعبنا يشعرُ أنه تُرك وحده في هذه المعركة المفتوحة.
كما نوه السنداوي إلى تمزيق المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان، لتقرير حقوق الإنسان الأممي، ولم نسمع إدانة دولية لهذا الفعل.
وطالب ممثل الجهاد الإسلامي في سورية، الدول الصديقة والحليفة أن يكون لها موقف من عدوان الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين، وحصارها الخانق لأهالي قطاع غزة.
ولفت السنداوي إلى أن هناك بيوتاً لازالت مدمرة جراء عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة عام 2014، فيما المجتمع الدولي -للأسف- لا يلتفت لمعاناة أصحابها.
وحذّر من تدهور صحة الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وخاصةً الأسيرين مقداد القواسمة وكايد الفسفوس.
بدوره، رحَّب السفير غيلدر بالوفد الزائر، مشيراً إلى أن بلاده تتابع بقلق بالغ الصدامات والعنف المفرط الذي تستخدمه "إسرائيل" في القدس، الضفة الغربية وغزة.
كما أشار إلى أن القنصل الجنوب إفريقي عُومل قبل أيام بخشونة من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لدى قيامه بالتضامن ومساعدة أهالي مدينة بيت لحم في جني محصول الزيتون.
ولفت غيلدر إلى أن نضال الشعب الفلسطيني يواجه تعقيدات كبيرة، كونهم لا يناضلون ضد الكيان الصهيوني فحسب، وإنما ضد العالم الغربي.
وأعرب سفير جنوب إفريقيا في سورية، عن أسفه الشديد لكون "إسرائيل" نشطت للغاية مؤخراً، حيث نجحت بإقناع الاتحاد الإفريقي أن تكون عضواً مراقباً فيه، وهذا التطور كان محل اعتراض من حكومة بلاده، وحكومات أخرى.
واستعرض غيلدر محطات من مسيرة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، الذي كان ملتزماً بإنهاء نظام الفصل العنصري، وقام بإنشاء الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي.
وأوضح أن نظام الفصل العنصري ساوم مانديلا على نبذ الكفاح المسلح مقابل إخراجه من السجن، لكنه رفض ذلك بشدة.
وأشاد غيلدر ببطولات الأسرى الفلسطينيين لاسيما الأسرى الستة الذين استطاعوا انتزاع حريتهم من سجن "جلبوع" في أيلول/سبتمبر الماضي،
وتعرضوا بعد إعادة اعتقالهم لقمع شديد، مشيراً إلى أن لديهم في جنوب إفريقيا نماذج مماثلة.
وقال :"كما تعلمون دائماً ما نُشبه نظام الفصل العنصري الذي كان قائماً في جنوب إفريقيا بإسرائيل".
وحثَّ السفير غيلدر الفصائل الفلسطينية على إنجاز الوحدة لمواجهة الاحتلال، وهزيمته، مشدداً على أنه بدون ذلك سيكون من الصعب تحقيق هذا الهدف.
ووفق السفير الجنوب إفريقي في سورية، فإن التأثير الغربي في المنطقة والأمريكي تحديداً بدأ يتراجع بوضوح، فيما تأثير الصين، روسيا وإيران بدأ يتصاعد، مؤكداً في السياق أن الديناميات الدولية في سورية، لبنان وفلسطين بدأت تتغير -وإن كانت هذه التغييرات تجري ببطء-، ونحن بدأنا نشهد عصراً جديداً.
وفي النهاية، أعرب غيلدر عن سعادته وشكره الجزيل للوفد الزائر، متعهداً بأن تواصل السفارة وبلاده دعمها للقضية الفلسطينية، وتعمل على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
وقدّم ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالساحة السورية، رسالةً رسمية لوزير العلاقات الدولية والتعاون في جمهورية جنوب إفريقيا السيدة ناليدي باندور، عبر السفير غيلدر، تشرح أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وتطالبها بالتدخل من خلال المؤسسات الدولية لإنقاذ حياتهم، وتحسين أوضاعهم.