رغم أن معظم التجشؤ أمر طبيعي تماما، فإنه في بعض الأحيان قد يكون علامة على وجود مشكلة طبية، وفقا للكاتبة الصحفية آنا شارات في مقال لها بموقع "ريدرز داجيست" (Readers Digest).
وأوضحت أنه ووفقا لأخصائي أمراض الجهاز الهضمي، هناك 7 أشياء يكشف عنها التجشؤ تتعلق بصحتك العامة وعادات حياتك. وأضافت أن التجشؤ هو طريقة الجسم لتخليص نفسه من الهواء الزائد وإخراجه إلى المريء ليشق طريقه إلى الفم.
كم دقيقة تحتاج المعدة لهضم بيضة؟
ونقلت عن الدكتور دان سادوسكي الأستاذ في كلية الطب بجامعة ألبرتا الأميركية وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي، أن هناك اعتقادا خاطئا شائعا بأن التجشؤ هو نتاج عملية الهضم في المعدة، أي أن الأطعمة التي تُهضم بطريقة ما تنتج الغازات. ومع ذلك، هذه ليست هي الحال، "في الواقع، يتم ابتلاع كل الغازات التي نتجشؤها"، مضيفا أن الأكل والشرب ببساطة يتسببان في ابتلاع الهواء الذي يحتاج إلى إخراجه.
وفيما يلي بعض أسباب التجشؤ المفرط وكيفية الحد منه:
1- مضغ العلكة كثيرا
وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن الذين يمضغون العلكة تجشؤوا بشكل ملحوظ أكثر من أولئك الذين لم يمضغوها، لأنه عند مضغ العلكة، فإنك تبتلع بعض الهواء مع كل مضغ.
ويُعرف هذا باسم التجشؤ فوق المعدة، وهو أحد شكلي التجشؤ. والآخر هو تجشؤ المعدة، وهو خروج الهواء من المعدة الذي تميل رائحته لأن تكون أقوى من التجشؤ، وعادة ما يحدث بسبب الأطعمة الغنية بالدهون أو الشوكولاتة أو النعناع.
2- شرب الكثير من المشروبات الغازية أو المياه الغازية
إذا كنت من المعجبين بالمشروبات الغازية ووجدت أنك تتجشأ بشكل مفرط، فمن المحتمل أن تكون الكربونات الموجودة في مشروبك هي السبب. فالمشروبات الغازية، التي تشمل المياه المعدنية، تضيف الكثير من الهواء إلى المعدة. وإذا شربتها بالمصاصة، فأنت تزيد المشكلة تعقيدا، حيث تتم إضافة المزيد من الهواء إلى المعادلة. والمحليات الصناعية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين يمكن أن تؤدي أيضا إلى التجشؤ المتكرر.
والحل؟ يوصي الدكتور سادوسكي بأن تأخذ الأمور بسهولة مع المشروبات الغازية إذا كنت عرضة للتجشؤ. ولكن إذا كنت ترغب حقا في تناول مشروب دايت كولا، اسكبه في كوب بدلا من شربه بالمصاصة، فهذا سيقلل من الكربونات.
3- سرعة الأكل
إذا كنت معتادا على التهام وجباتك في دقائق معدودة، فمن المحتمل أنك تبتلع كمية من الهواء أكثر بكثير مما لو كنت تأكل ببطء. والشرب أثناء الأكل يمكن أن يؤدي أيضا إلى المزيد من ابتلاع الهواء. ويقول سادوسكي "يأكل الناس بمفردهم في كثير من الأحيان، ويميلون إلى تناول الطعام بسرعة أكبر".
وبدلا من ذلك، يقترح تناول الطعام مع الأصدقاء والعائلة حيثما أمكن ذلك، إذ يشجعك تناول الطعام مع الآخرين على التحدث أثناء الأكل، مما يؤدي إلى إبطاء سرعة تناولك للطعام. وإذا كنت تعيش بمفردك، ففكر في تناول الطعام مع شخص ما باستخدام تطبيق "زوم" (Zoom) أو "سكايب" (Skype).
4- القلق
يميل الأشخاص الذين يعانون من القلق إلى أخذ أنفاس أكثر في الدقيقة أكثر من أولئك الذين لا يعانون من القلق. ويعني استنشاق كل هذا الهواء الإضافي أنه يمكن أن ينتهي بهم الأمر بمشكلة تجشؤ فوق المعدة.
وخط الدفاع الأول يجب أن يكون برنامج تمارين يمكن أن يقلل من أعراض القلق ويحد من التنفس، ويمكن أن يساعد التواصل مع الأصدقاء والعائلة أيضا في ذلك. وإذا كان القلق يتدخل في الحياة اليومية، يقترح سادوفسكي رؤية معالج، ربما يوصي بالعلاج السلوكي المعرفي الذي يمكن أن يجعلك على دراية بالتنفس الصحيح وغير الصحيح. وهناك خيار آخر وهو العثور على أخصائي علاج طبيعي يمكنه أن يعلمك التنفس البطني أو التنفس من الحجاب الحاجز. هذا يمكن أن يعيد تدريبك على التنفس بشكل طبيعي.
5- عسر هضم
يؤثر عسر الهضم على الجميع تقريبا في مرحلة ما، ويمكن أن يسبب التجشؤ المفرط، وكذلك آلام المعدة أو الحرقان أو الانتفاخ أو الشعور بالشبع مبكرا أو الشعور بالغثيان بعد الوجبات. عسر الهضم يمكن أن ينتج عن نظام غذائي دهني أو حمضي، أو تناول الكثير من الإيبوبروفين، الذي يمكن أن يهيج المعدة، أو التدخين.
ومن الممكن علاج عسر الهضم بالأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والتي تخفف الغازات، أو بحاصرات "إتش2" (H2) التي تقلل الحموضة. وبالنسبة للحالات الشديدة، يمكن أن تساعدك مثبطات مضخة البروتون "بي بي آي إس" (PPIs)، وهي فئة من الأدوية التي تقلل مستويات حمض المعدة.
6- لديك مرض الجزر المعدي المريئي
عندما يكون التجشؤ مصحوبا بأعراض أخرى، فقد يشير ذلك إلى مشكلة طبية. وإحدى الحالات الشائعة هي مرض الجزر المعدي المريئي (gastroesophageal reflux disease)، يحدث ذلك عندما يفشل الصمام الذي يربط المريء بالمعدة في الانغلاق بشكل صحيح، مما يسمح لحمض المعدة المهيج بالدخول وحرق المريء.
ويمكن أن يسبب الارتجاع المعدي المريئي حرقة في المعدة، يمكن أن تكون أسوأ في الليل، أو ألم في الصدر، أو مشاكل في البلع، أو ارتجاع الطعام أو السوائل، أو الإحساس بوجود كتلة في حلقك. ويقول سادوسكي إن الناس يتجشؤون عندما يكون لديهم ارتجاع المريء حيث يبتلعون المزيد من اللعاب والهواء لتقليل ألم الحمض في الحلق.
إذا تم تشخيص إصابتك بمرض الارتجاع المعدي المريئي، فيمكن استخدام أدوية الحرقة المتاحة دون وصفة طبية أو حاصرات "إتش2" أو مثبطات مضخة البروتون.
7- عدوى بكتيريا الملوية البوابية (جرثومة المعدة)
"هيليوباكتر بيلوري" (H. pylori) هي بكتيريا شائعة الحدوث أكثر من أنها يمكن أن تصيب المعدة. وتشير التقديرات إلى أن 50% من سكان العالم يحملون هذه البكتيريا تحديدا، التي يمكن أن تؤدي إلى قرحة المعدة وسرطان المعدة.
وبالإضافة إلى التجشؤ المتكرر، عادة ما يعاني الأشخاص المصابون بعدوى الملوية البوابية من آلام في المعدة، وحرقان في المعدة، وآلام في البطن عند عدم تناول الطعام، وغثيان أو فقدان الشهية، وألم حارق في البطن، وانتفاخ. ويمكن التعرف على بكتيريا الملوية البوابية بسرعة من خلال فحص الدم أو اختبار التنفس. ويتم العلاج عادة عن طريق مزيج من 3 أو 4 أدوية، بما في ذلك المضادات الحيوية، لمدة 14 يوما.
معظم التجشؤ طبيعي تماما
خلاصة القول هي إذا كنت تعاني من أعراض مقلقة إلى جانب التجشؤ المفرط، مثل فقدان الوزن غير المتعمد، أو صعوبة البلع، أو القيء، أو النزيف، أو آلام البطن الشديدة، اطلب العناية الطبية، كما يقول سادوفسكي. لكنه يقول إن التجشؤ هو "حالة حميدة في الغالب. قد يكون الأمر مزعجا، لكنه عادة ما يستجيب لإجراءات بسيطة في أسلوب الحياة".