يحيي الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948، يوم السبت، الذكرى الـ21 لهبة القدس والأقصى التي استشهد خلالها 13 شابًا فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب المئات بجروح متفاوتة، خلال انتفاضة الأقصى؟
وتعود بداية الأحداث إلى يوم 28 أيلول/ سبتمبر من العام 2000، حينما اقتحم زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أريئيل شارون، المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة مشددة، إذ أشعلت خطوة شارون الاستفزازية نيران الغضب الفلسطيني في باحات الأقصى ومختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واندلعت هبة القدس والأقصى في الداخل المحتل في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000، عبر الإضراب العام والمفتوح الذي دعت له لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ردًا على اقتحام شارون، للمسجد الأقصى.
وردت لجنة المتابعة على الأحداث الغاضبة والقمع الإسرائيلي للتظاهرات في القدس والأقصى بإعلان إضراب عام ومفتوح، سرعان ما تحول إلى يوم غضب عارم.
وشل الإضراب العام كافة القرى والبلدات الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب، وانطلقت تظاهرات منددة بانتهاك حرمة الأقصى، استشهد خلالها، في اليوم الأول من الأحداث ثلاثة شبان برصاص شرطة الاحتلال.
واستمرت المواجهات بين شرطة الاحتلال التي استخدمت العيارات النارية، ووحدات القناصة وبين الفلسطينيين حتى الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، ليبلغ عدد الشهداء 13 خلال أيام الهبة.
وإحياءً للذكرى الـ21 للهبة، دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل إلى أوسع مشاركة في المسيرة المقرر تنظيمها عند الساعة الرابعة من مساء يوم السبت في مدينة سخنين.
وبحسب قرار اللجنة، فإن "عنوان إحياء الذكرى هذا العام، هو التصدي لاستفحال الجريمة في المجتمع العربي، إلى جانب العناوين المركزية لهبة القدس والأقصى، والأسباب التي قادت لاندلاعها، واعتداءات الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وعلى شعبنا عامة، وهي اعتداءات لم تتوقف في أي يوم بل تتواصل وتستفحل".
وقالت: إن "الجريمة في المجتمع العربي بدأت تستفحل بشكل متصاعد بالذات بعد هبّة القدس والأقصى، حينما رأت المؤسسة الحاكمة، أن الجريمة واستفحالها وسيلة لضرب مجتمعنا العربي، بعد أن أظهر مجددًا وقفته البطولية مع شعبه، في أيام الهبة تلك".
وأضافت أنه "ومنذ لك الحين فإن الجريمة تسجل ذروة بعد ذروة، دون أي فعل حقيقي على الأرض من جانب المؤسسة الحاكمة، التي تنثر الكلام، والخطط الخاوية، مع غياب نيّة حقيقية لوقف شلال الدم الذي لا يتوقف".
وستكون بداية الفعاليات في جت المثلث بزيارة ضريح الشهيد قرب مدخل القرية عند الساعة الثامنة والنصف صباحًا، ثم أم الفحم عند مدخل شارع الأقواس حي عين النبي عند الساعة التاسعة والنصف، ثم منطقة "معاوية" عند ضريح الشهيد الساعة العاشرة والنصف، والناصرة عند النصب التذكاري للشهداء مدخل المدينة من الحي الشرقي- الشارع الالتفافي عند الساعة الثانية عشر ظهرًا.
وكذلك كفر كنا عند النصب التذكاري للشهداء في المدخل الشمالي للقرية عند الساعة الواحدة، وكفر مندا عند النصب التذكاري للشهيد- مدخل القرية الساعة الثانية، وعرابة عند النصب التذكاري للشهداء في المدخل الشرقي للمدينة الساعة الثالثة، وسخنين عند النصب التذكاري للشهداء الساعة الثالثة والنصف عصرًا قبيل انطلاق المسيرة المركزية.
وجاء في بيان المتابعة، أن "البرنامج أعلاه بمثابة برنامج المسيرة القطرية لزيارة أضرحة الشهداء والنصب التذكارية، بمعزل عن الزيارات والمسيرات المحلية، والتي يشارك فيها بالأساس قيادات الجماهير العربية، من قيادات وممثلي الأحزاب والحركات السياسية ورؤساء السلطات المحلية العربية، إضافة إلى أهالي الشهداء".
ودعت المتابعة رؤساء السلطات المحلية العربية في البلدات المذكورة وذات الصلة، إلى التنسيق مع ممثلي أهالي الشهداء واللجان الشعبية المحلية ودعوتهم للمشاركة، إضافة إلى إعداد أكاليل الزهور لوضعها على أضرحة الشهداء والنصب التذكارية، باسم لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية للرؤساء والسلطة المحلية.