تعكس وسائل إعلام عبرية قلقا متزايدا لدى أوساط "إسرائيلية" من تنامي ظاهرة العمليات الفلسطينية الفردية، وتحولها إلى حالة عامّة، ما يفرض استنفارا أمنيا دائما، وتدريبات خاصة لعناصر جيش وشرطة الاحتلال.
وقال الخبير والكاتب الإسرائيلي، إليشع بن كيمون، في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "هجمات الطعن بالسكاكين التي شهدتها أنحاء مختلفة من إسرائيل في 2015، دفعت الجيش لأن يدرك أن مصير التصعيد يتحول في ثانية واحدة".
وتابع "بن كيمون"، أن ذلك "يتطلب مزيدا من اليقظة والسرعة من قوات الأمن، لأن العمليات الفردية الأخيرة قد تتحول إلى موجة عامة، مع العلم أن ذلك يعتمد إلى حد كبير على شخص واحد في النهاية، وهو الجندي في الموقع العسكري، أو حارس الأمن عند بوابة المستوطنة، أو شرطي عند نقطة التفتيش، أو عابر سبيل في حالة تأهب".
وأضاف: "جميع هؤلاء لديهم القدرة على منع تحقق عملية الطعن أو إطلاق النار بحد أدنى من الخسائر البشرية الإسرائيلية، ما يؤثر بشكل مباشر على الهجوم التالي، لأن تجربة العمليات الماضية تعلمنا أن النهاية السريعة والحادة التي لا هوادة فيها ستؤدي إلى وقف موجة هذه الهجمات، في ظل أن وقوع خسائر بشرية إسرائيلية تدفع باقي الفلسطينيين لتقليد تلك العمليات ومحاكاتها".
وتابع بأن "ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي على دراية بهذه المعادلة من الضفة الغربية، وهي صحيحة أيضًا داخل الخط الأخضر، فالواقع الأمني آخذ في السخونة مع مرور الوقت، ووقوع سلسلة من ثلاث هجمات مسلحة في ثلاثة أيام في الضفة الغربية والقدس تذكرنا بما شهده شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2015 من ظهور فترة التهديد المنفرد، المتمثل في حمل الشبان والفتيان الفلسطينيين للسكين، أو الضغط على دواسة الوقود، أو إطلاق النار، بعد مرورهم بمرحلة تحريض متعمدة".
وأوضح أن "الجيش سعى تدريجيا لكسر هذه المعادلة الدامية، لأنه فهم من بين أمور أخرى أن الأمر يعتمد على مدى نجاح الهجوم، بمعنى وقوع خسائر بشرية إسرائيلية، وأعدادها، وفي الوقت ذاته حجم الشهرة التي حصل عليها منفذو الهجمات داخل الأوساط الفلسطينية، خاصة التغطية الإعلامية الواسعة النطاق، والصدى الكبير الذي حصل عليه في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، والشرف الذي عاد لعائلاتهم، ما منحهم هالة كبيرة، ورغبة بأن يكون الآخرون مثلهم".
وكشف الكاتب عن خضوع جنود الاحتلال "لتدريب خاص للتصدي لهذه الهجمات الفلسطينية، وأصبحت البيئة التي تمركزوا فيها أكثر ذكاء، ووضعت فيها إجراءات توفر لأفراد الأمن أقصى درجات الحماية ومساحة للمناورة والعمل ضد المسلح الفلسطيني، وعلى مر السنين لم تكن النتائج طويلة في الظهور، حيث شهدنا في حينه انخفاضًا بطيئاً في فعالية الهجمات، وثبت ذلك خلال عملية حارس الأسوار في غزة (حرب سيف القدس)، حيث حاولت التنظيمات تنفيذ عدة عمليات تم إيقافها بسبب يقظة الجنود".
وفي السياق ذاته، قال الكاتب الإسرائيلي، أمير بوخبوط، إن "المؤسسة العسكرية تجري تحضيرات للحد من أي احتجاجات في الضفة الغربية عشية الأعياد اليهودية، في ضوء التقديرات الأمنية التي توقعت وقوع هذه الأحداث، وتشمل إطلاق نار، وحتى محاولات هجوم، وقد يتم تنفيذها بقوات متزايدة، ولذلك تم فرض إغلاق في الضفة الغربية، والحفاظ على التأهب على طول حدود قطاع غزة خوفا من المظاهرات، وإطلاق البالونات الحارقة، أو إطلاق الصواريخ".
وأضاف في تقرير نشره موقع "واللا"، أن "النشطاء الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية يسعون لإثارة الاضطرابات العنيفة، وبسبب حساسية قضية الأسرى في المجتمع الفلسطيني، فأي تغيير في ظروفهم، ربما يؤدي لتدهور أوضاعهم أو الإضرار بباقي الأسرى، يمكن أن يحرق المنطقة، ويسبب العنف، لذلك فإن هناك جهدا كبيرا لوقف هذه الأحداث، وعدم التسرع في استخدام الذخيرة الحية، والتحلي بضبط النفس، لأن الهدف هو تهدئة المنطقة".
وتابع بأن "موسم الأعياد اليهودية يكون دائما متوترا، بغض النظر عن قضية الأسرى، ورغم أن الجمهور الفلسطيني ليس في عجلة من أمره للمشاركة في هذه الأحداث، فإن هناك عددا كبيرا من البؤر الساخنة، بعضها يستخدم الرصاص الحي ضد قوات الجيش الإسرائيلي، الذي قدر أنه في حالة مقتل فلسطينيين، أو إصابة أحد الأسرى الستة، فقد يكون هناك تدهور أمني في الساحة الفلسطينية".
وكشف بوخبوط عن خطة لنشر "عشرة آلاف شرطي وحرس الحدود في جميع أنحاء إسرائيل خلال عطلة الأعياد اليهودية، وستكون باقي القوات في حالة تأهب أمني خاص أثناء التواجد في الميدان تحسباً لأي سيناريو قد يحدث".