كشف المحامي سامي شريف عضو لجنة متولي وقف الاستقلال في مدينة حيفا المحتلة أن مخطط ستقدمه شركة استثمارية إلى ما تسمى لجنة التخطيط والبناء الإسرائيلية في بلدية حيفا لمناقشة مشروع إقامة مبنى من 27 طابقًا على أراضي المسجد الأبيض (الصغير) وبشكل ملاصق له.
وأشار إلى أن المخطط يهدد المسجد (الصغير) الذي يعتبر أحد أهم المعالم العربية الإسلامية في حيفا عبر إقامة مبنى مكوّن من 27 طابقًا ملاصق له.
وتابع شريف في تصريحات صحفية أن المسجد الصغير والأرض المحيطة به هي أراضٍ وقفية تتبع للجنة متولي الوقف الإسلامي الذين عينتهم المحكمة الشرعية وليست أملاك غائبين بحسب ادعاءات سلطات الاحتلال الإسرائيلية ولا تتبع للجنة الأمناء الوقفية التي تعينها “إسرائيل” ولا يحق لهم مصادرة الأرض بجانب المسجد وإقامة مبنى عليه.
وأشار سامي شريف إلى أن جزءاً من المسجد هُدم بعد النكبة وصودرت أرضه وتم بناء شركة “بيزك” الإسرائيلية عليها، قائلًا، “لن نسمح باستمرار طمس معالمنا الإسلامية، وسنحتج ضد أي محاولة مس بالوقف الإسلامي والعربي”.
وتابع أن البناء بجانب المسجد الصغير سيؤدي إلى جانب محاولة طمس هذا المعلم التاريخي لـ الإضرار بأساسات المسجد القديمة والتاريخية، وبذلك فإن هذا المخطط يهدد المسجد القائم.
وأردف أن المخطط يهدف لبناء 4 طوابق تحت الأرض وهو ما قد يؤثر هندسيًا على مخطط المسجد وأساساته، مشيرًا إلى أن الشركة الإسرائيلية الاستثمارية تدعي أنها ستبني مكاتب وشقق سكنية ولكن يبدو أن البناء سيكون أبعد من ذلك بإقامة أماكن غير لائقة بجانب المسجد.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تغلق المسجد ولا تسمح بالصلاة فيه، لكن لجنة متولي وقف الاستقلال رممت المسجد حفاظًا عليه من الاندثار والطمس، وطالبت على مدار سنوات بإمداده بشبكة مياه وكهرباء ولكنها كانت دائمًا تواجه بالرفض.
وتابع أن لجنة متولي وقف الاستقلال ستقدم طلبات في المحاكم للاعتراض على مخطط الشركة الإسرائيلية الاستثمارية، وسيتم تقديم اعتراضات قانونية، أما على المستوى الشعبي فسيتبعها دعوات لهبة شعبية ضد هذه المخططات وأولها التظاهر أمام البلدية ودعوتها لعدم المصادقة على المشروع.
وأكد أنه إذا صادقت بلدية الاحتلال على مشروع الشركة "الإسرائيلية" فإنه سيكون من الصعب إيقافه، ولن تقف المصادرات عند هذا الحد وإنما ستطال حضارة حيفا العربية كاملة.
ويستهدف المخطط مسجدًا تأسس مع تأسيس حيفا منذ أكثر من 250 عامًا ويعتبر من أهم المعالم التاريخية العربية في حيفا ويمثل حكاية شعب وكل حجر فيه يمثل تاريخ شعب تهجر وعانى من مخططات التشويه المستمرة منذ عقود.
وقال عروة سويطات الناشط مع لجنة متولي وقف الاستقلال في تصريح له أن المخطط يهدد الموروث التاريخي الحضري الفلسطيني ويهدد بطمس المسجد مكانيًا وطمس معالمه ويهدد أساساته كونها ضعيفة وقديمة.
وأشار إلى أن هدف المظاهرة اليوم أمام مبنى بلدية حيفا هو التأثير على قرار البلدية بعدم المصادقة أو النظر في المشروع المقدم من قبل شركة استثمارية " إسرائيلية".
وأكدت لجنة متولي وقف الاستقلال أن "المشروع خطير جدا، يجب الاعتراض عليه والتصدّي له، لن نسمح بالمسّ بمقدساتنا وتاريخنا وهويتنا وأوقافنا، علينا الوقوف وقفة موحّدة للدفاع عن المسجد الصغير الأبيض".
يذكر أن المسجد الصغير (الأبيض) تأسس على يد الظاهر عمر عام 1761 ويعد من أقدم المقدّسات في حيفا، تم هدم جزء منه بعد النكبة ومصادرته وإقامة شركة "بيزك" على جزء من أرضه. واعتبرت اللجنة أن "هذا المشروع استمرار لمحاولات طمسه والتعدّي عليه".
المصدر: جرمق