بقلم/ حسن لافي
زار وزير الحرب الاسرائيلي بني غانتس مقر المقاطعة في رام الله، والتقي مع قيادة السلطة الفلسطينية، في سابقة لم تحدث منذ عشر سنوات لم يلتقي بها مسؤول اسرائيلي حكومي رسمي مع قيادة السلطة، استمرت الزيارة ساعتين و نصف، جلس خلالهم الرئيس ابو مازن مع غانتس ٤٠ دقيقة على انفراد كامل، حيث تركزت الحديث فقط على القضايا الاقتصادية والأمنية في غزة والضفة، وسبل تعزيز السلطة الفلسطينية وتقويتها، ولم يتطرق الحديث نهائيا إلى أي موضوع له علاقة باي من القضايا الكبرى الفلسطينية مثل الاستيطان والتهويد في القدس وحتى العودة للمفاوضات، كون بني غانتس نفسه لا يؤمن بحقوق سياسية للشعب الفلسطيني، والأهم ليس لديه الصلاحيات في تناول تلك القضايا من قبل حكومته الائتلافية الذي تضم كافة تناقضات الطيف السياسي الاسرائيلي.
المتابع للإعلام الاسرائيلي وتعقيباته على زيارة وزير الحرب الاسرائيلي بني غانتس للمقاطعة في رام الله، يصل إلى قناعة أن الهدف الاساسي للزيارة يتمحور حول مصلحة بني غانتس الحزبية فقط من خلال أمرين:
١. اظهار غانتس نفسه للأمريكان ان الرجل الاكفء لتنفيذ سياساتهم في اسرائيل، وان مواقفه لن تتعارض مع الرؤية الامريكية لا في الملف الايراني ولا الملف الفلسطيني ذلك الملف، الذي تتعارض رؤية نفتالي بينت رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بالمطلق مع الرؤية الأمريكية.، وخاصة مع اداراك غانتس والامريكان اهمية دور السلطة في عدم تحول الضفة الغربية إلى جبهة مواجهة مفتوحة ضد الاحتلال أثناء معركة سيف القدس.
٢. بني غانتس يحاول تصدير نفسه انه مازال قائد معسكر الوسط وبقايا اليسار في اسرائيل، وبذلك يحافظ على نفسه كخيار انتخابي لرئاسة الوزراء في قادم الأيام.
ولا ننسى الأهمية الاعلامية لهذه الزيارة بالنسبة لغانتس الذي منذ شهرين يطالب نفتالي بينت بالموافقة عليها.