العنوان أعلاه "المهمة الوطنية الأولى: "مواجهة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني" ليس عفويًا أو عابرًا، وإنما هو عنوان يلخص ويكثف لنا المشهد الفلسطيني اليوم برمته، ففي ضوء ما نتابعه على مدار الساعة من هجمات واعتداءات إجرامية يشنها المستعمرون الإرهابيون الصهاينة على الأرض والإنسان الفلسطيني على امتداد مساحة القدس والضفة حصرًا، فإن هذه القضية يجب أن تحتل قمة الأجندات والبرامج السياسية والنضالية الفلسطينية.
كتبنا ونشرنا سابقًا العديد من المقالات والدراسات والتعليقات حول هذه القضية الجذرية، ونعود مرة ثانية وثالثة ورابعة لنكتب وننبه: أن تطورات المشهد الفلسطيني اليوم تثير القلق أكثر من أي وقت مضى، فنحن نتابع الموجات المتلاحقة من الهجمات التي يشنها المستعمرون المستوطنون الإرهابيون الصهاينة على مختلف الأماكن الفلسطينية بحماية جيش الاحتلال وغطاء حكومة الاحتلال بكامل أركانها، وهذه الهجمات مرعبة بكل معنى الكلمة، ونحن لا نقصد إثارة القلق والتشاؤم هنا، بل نقصد لفت الانتباه إلى ما يجري فعلًا في أنحاء القدس والضفة، فبعد أن آلت المواجهة الأخيرة (من هبة وانتفاضة وجولة حربية) إلى ما آلت إليه من "وقف لإطلاق النار"، نتابع كيف تواصل سلطات الاحتلال بجيشها ومستعمريها عمليات وهجمات السطو المسلح على الأرض الفلسطينية وعملية الانتهاكات في الشيخ جراح والأقصى وسلوان من جهة أخرى، بل إن الاستعمار الاستيطاني يتمدد ويتغول في القدس والضفة بما لا يخطر بالبال، والاحتلالات الاستيطانية تتمدد وتنتقل من جبل إلى آخر في الضفة، فإن السؤال الكبير على كل الأجندات والنقاشات الفلسطينية: طيب، وبعدين… إلى متى سيستمر المستعمرون المستوطنون الإرهابيون بجرائمهم في القدس والضفة وامتدادًا إلى غزة و فلسطين المحتلة 1948؟!
والأهم: كيف يمكن ردع هؤلاء المستعمرين المجرمين الذين يصولون ويجولون قتلًا وتدميرًا وتخريبًا واستيطانًا؟!
نراهم اليوم في كل مكان على امتداد مساحة الضفة: من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب… يمارسون السطو المسلح على الأرض والناس وبدعم وغطاء كامل من جيش الاحتلال.
نعتقد أن المهمة الوطنية الأولى لكافة القوى والفصائل الفلسطينية هناك يجب أن تتركز في مواجهة العصابات الإرهابية الصهيونية المحمية والمدعومة من حكومة وجيش الاحتلال، وفي مواجهة غول وتغول الاستيطان الذي ينتشر كالسرطان في الجسم الفلسطيني...!
نفترض أننا وبعد الهبة -الانتفاضة- الجولة الحربية أمام معادلات جديدة تحطمت فيها بعض المحرمات الصهيونية، وأننا نحو غد فلسطيني-عربي مختلف ومشرق؛ غير أن هذا الاستعمار الاستيطاني سيبقى كالخنجر في الخاصرة الفلسطينية إذا لم يتم وقفه واحباطه...!
نتمسك دائمًا بالأمل والتفاؤل والإيمان والعمل.
"بوابة الهدف"