قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور وليد القُططي "إن الحالة الفلسطينية تتطلب تشكيل جبهة وطنية مقاومة، وحركة تحرير وطني، تضمُ كلَّ منْ يؤمنُ بمشروعِ التحرير والمقاومة من فصائل المنظمة وغيرها، بما فيهم ثوار حركة فتح وأحرارها، وفصائلُ المُقاومةِ الوطنيةِ ذات المرجعية الإسلامية، وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد".
وشدد الدكتور القُططي خلال ندوة سياسية بعنوان "مستقبل منظمة التحرير في ضوء المتغيرات الحاصلة" نظمها مركز فلسطين للدراسات والبحوث" على ضرورة أن ترتكز الجبهة الوطنية المقاومة وحركة التحرير الوطني على أساسِ الميثاق الوطني الفلسطيني الأصلي وركيزتي الصمود والمقاومة، ووحدة فلسطين: "الأرض والشعب والقضية، وأهداف التحرير والعودة والاستقلال".
وأوضح دكتور القُططي أن "العمق الإستراتيجي للجبهة الوطنية المقاومة ومشروع التحرير الوطني يكون العمق العربي والإسلامي، وفي طليعته محور المقاومة وكل من يدعم مشروع التحرير المقاوم إلى جانب حلف القدس في كل مكوناته: دول مُمانعة، وحركات مُقاومة، ولاسيما إيران الدولة والثورة، والجهاد الإسلامي الحركة والفكرة، ليكون هذا الحلف واضحاً ومتميزاً عن (حلف أورشليم) الصهيو أميركي.
وأشار الدكتور القُططي إلى أن إستراتيجية "الجبهة الوطنية" يجب أن تكون في مسارين، الجهاد داخل فلسطين لاستنزاف العدو عبر (المشاغلة المستمرة)، والجهاد من خارج فلسطين من خلال (الاستعداد للمعركة الكبرى بالمُراكمة).
وشدد الدكتور القططي على أن مشروعُ التحريرِ بعدَ معركةِ (سيف القدس) شهدَ تحوّلاً مهماً، ولا ينبغي لهُ أنْ يرهنَ مشروعَ التحريرِ بمنظمةِ التحريرِ الفلسطينية وجوداً أو عدماً، ولا ينبغي له أنْ يظلَ رهينةً لفريقٍ رهنَ نفسهُ والقضيةَ الفلسطينية لفكرٍ سياسيٍ عقيم، ومشروعٍ سياسيٍ فاشل، ومصلحةٍ نخبويةٍ ضيقة… فمشروع التحرير بقيادةِ المُنظمةِ لا يُمكن أنْ يُستأنفَ إلاَّ إذا عادتْ المُنظمةُ لتكونَ بيتاً للكلِ الفلسطيني.
وأوضح الدكتور القُططي أنه لا قيمة ولا تقديس للأطر الوطنية، أو المسميات السياسية؛ إذا فُرِغَتْ من مضامينها الثورية، وتخلت عن أهدافها التحررية، مع إشارته إلى أن منظمة التحرير فقدت الشرعية الثورية والشعبية؛ الثورية حينما تخلت عن الكفاح المسلح، وعندما تحولت إلى مؤسسة تجرم الكفاح، وفقدت شرعيتها الشعبية كونها لا تمثل كل الشعب الفلسطيني، ولابتلاع السلطة للمنظمة، إذ تجاهلت فلسطينيي الخارج، وأخرجت فلسطينيي الداخل المحتل، بموجب اتفاق أوسلو.
وشدد الدكتور القططي على أن الحركة الوطنية تخوض معكرتها بعيداً عن المنظمة؛ في حين تمارس المنظمة سلوكاً أمنياً وسياسياً بعيد كل البعد عن المنطلقات الوطنية الأصلية، مثل التنسيق الأمني وغيره.
وشدد الدكتور القططي على أن موقف الجهاد الإسلامي التقليدي من المنظمة يرفض إيجاد كيان وطني سياسي سواءٍ بديل يحل محلها، أو موزاي يتصارع معها، على فرض إمكانية إصلاحها؛ لتكون قائدة للمشروع الوطني الفلسطيني على أساس الميثاق الوطني 1968م، ولتكون بيتاً لكل الفلسطينيين في جميع مناطق تواجده، مع إشارته إلى أنَّ إصلاح المنظمة يستحيل في ظل الظروف الموضوعية والمنطقية المذكورة آنفاً.