Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

"اسرائيل" بين خياري الترفيع والترويع

بقلم/ خالد صادق

التصريحات العنترية التي اطلقها ما يسمى بوزير الحرب الصهيوني بيني غانتس، والتي هدد فيها بشن عملية عسكرية جديدة على قطاع غزة, تأتي في سياق ترميم صورة جيشه المقهور, ولجبر خواطر الإسرائيليين الذين كانوا يعتقدون ان جيشهم لا يقهر, فبيني غانتس يستخدم سياسة الترقيع لإخفاء العورات في جيشه والتي كشفتها بوضوح ملحمة سيف القدس البطولية, غانتس المأزوم قال في مقابلة مع قناة (13) العبرية الخاصة: إن «الجيش الإسرائيلي سيقوم بعمل عسكري جديد في غزة حال استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع», وأضاف «بعد العملية الأخيرة قلنا إننا لن نقبل الوضع الراهن، لذلك فإن استمرار إطلاق البالونات سيقودنا لمواجهة أخرى»، مشيرا إلى أن الجيش «يعمل على تحديد مزيد من الأهداف في قطاع غزة» وهو يظن ان مثل هذه التصريحات الهوجاء من الممكن ان تؤدي الى تراجع للمقاومة وتوقف اطلاق البالونات الحارقة على منطقة الغلاف الحدودي مع عدم التزام الاحتلال الصهيوني برفع الحصار عن غزة وبدء عجلة الاعمار في القطاع, تلك البالونات التي يطلقها الفلسطينيون باتجاه منطقة الغلاف الحدودي كوسيلة ضغط على الاحتلال لتنفيذ شروط المقاومة ورفع الحصار عن غزة وتسيير عجلة الاعمار, وقد تكبد الاحتلال خسائر اقتصادية فادحة جراء اطلاق البالونات الحارقة حيث ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، اول أمس، أن إعادة تأهيل وإصلاح أحراج غلاف غزة التي أُحرقت بفعل البالونات المنطلقة من القطاع قد تحتاج إلى ما بين 20 و30 عاماً. وأشارت الصحيفة نقلاً عن عضو الصندوق القومي الصهيوني موشيه باروخي، إلى أن الحرائق التي اندلعت منذ يوم الخميس الماضي، أتت على ما يقرب من 40 دونماً من المحميّات الطبيعية.

على ما يبدو ان «اسرائيل» تلوح بالحرب البرية لحسم معركتها مع المقاومة الفلسطينية ولا اعتقد انها قادرة على شن حرب برية لأن تقديرات المؤسسة الامنية والعسكرية والجيش الصهيوني اشارت كلها الى ضرورة استبعاد أي خيار بري لاجتياح قطاع غزة, لأنها مغامرة قد تتكبد فيها اسرائيل خسائر مادية وبشرية كبيرة لا تتحملها الجبهة الداخلية, ولكن ان كانت اسرائيل جادة في التلويح بهذا الخيار فعليها ان تخوض مغامرتها لتدرك مدى خطيئتها التي ارتكبتها عندما اقدمت على هذا الفعل الشنيع, على العموم فان الفصائل الفلسطينية اعربت عن امتعاضها من الممارسات الاسرائيلية ضد القطاع, وتَعتبر أن الخطوات الإسرائيلية لا زالت قاصرة وقد تدفع الى مواجهة جديد واندلاع جولة قتال ، وقد أبلغت المقاومة القاهرة، أن هذه الجولة باتت أقرب من أيّ وقت مضى بسبب تعنت الاحتلال واصراره على فرض المزيد من الحصار على قطاع غزة , ورغبته في تحقيق معادلات جديدة يفرضها فرضا على المقاومة, وهو ما دعا نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحية لمطالبة الاحتلال بالالتزام بشروط المقاومة والاستجابة لمطالبها في ما يتعلّق بالحصار وإعادة الإعمار «إذا كانت الحكومة الصهيونية مهتمّة بالهدوء وليس التوتّر», اما تهديدات غانتس بعمل عسكري جديد في غزة، فرد عليه المتحدث باسم حماس حازم قاسم بالقول انها محاولة لترميم صورة جيشه التي اهتزت بشكل كبير بفعل أداء المقاومة في معركة سيف القدس « وهى محاولة لبيع الوهم للجمهور الصهيوني، وأن الاحتلال دائما ما يلجأ للتهديد بالحرب والعدوان، وشعبنا تعود على مثل هذه التهديدات التي لا تخيفه ولا تخيف مقاومتنا» وسيبقى يخوض معركته مع الاحتلال حتى يحقق اهدافه المشروعة.

«اسرائيل» تحاصرها ازماتها الداخلية والخارجية, فهى تعيش بين خياري الترفيع والترويع, بحيث تحاول جاهدة ان ترفع من مكانتها امام اعدائها, وتستخدم اسلوب الترويع لإخافة اعدائها وجيرانها, وهناك من العرب من خدع بها, لكنها في نفس الوقت تخدع نفسها لأنها تعاني من جبهة داخلية رخوة, وتنامي ظاهرة العنصرية الى حد كبير, وتعاني من فساد مستشرٍ في الاوساط الرسمية والحكومية, وعدم الاستقرار الداخلي الذي يؤثر على النمو الاقتصادي سلبا, ويعاني الاسرائيليون من تنامي الاخطار التي تحدق بهم من كل اتجاه وتزعزع مستقبلهم في المنطقة وتهدد استقرارهم وبقاءهم وعيشهم بسلام. اما خارجيا «فإسرائيل» ورغم خطوات التطبيع التي قطعتها مع العديد من الدول العربية, لا زالت تعيش عزلتها الكبيرة بالمقاومة الشعبية للتطبيع, وتعاني من تعدد جبهات المواجهة معها, فعينها على الجبهة الشمالية حيث حزب الله والمقاومة اللبنانية, والجبهة الجنوبية حيث المقاومة الفلسطينية التي تتنامى قدراتها العسكرية, وجبهة الجولان التي تدعي «اسرائيل» ان الحرس الثوري الايراني بات يسيطر عليها ويشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل, كما ان صورة «اسرائيل» قد اهتزت بقوة عسكريا وديمقراطيا امام العالم, انه الانحدار الموعود بعد العلو والافساد.