سلط خبير عسكري "إسرائيلي" الضوء على فشل جيش الاحتلال في تحقيق هدفه المركزي المتمثل بـ"الفتك" بعناصر المقاومة الفلسطينية، مؤكدا أن "المواجهة التالية مسألة وقت".
وأكدت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير أعده تل ليف-رام، أن "عدد قتلى حماس المتدني في العدوان الأخير على غزة، بمعنى أن بند الفتك الذي وضعه جيشنا كشرط للإنجاز في مواجهة عسكرية مع حماس، لم يجد تعبيره في الحملة الأخيرة، ويشرح بقدر كبير الصعوبة في الوصول لتسوية في المحادثات التي تجرى مع حماس بوساطة مصرية".
وأوضح أنه "مع انتهاء العدوان، وضعت إسرائيل مستوى عاليا جدا من الشروط تجاه حماس، في ضوء ما يراه الجيش كانتصار واضح، في حين قائد حماس يحيى السنوار يتجول في غزة، كمنتصر على إسرائيل بسبب قوة صموده والربط الذي نشأ بين حماس والقدس والشعبية العالية، التي تحظى بها بعد العدوان في غزة والضفة".
ونبه الخبير، إلى أن "السنوار في الأسبوع القادم، سيقرر بشكل أوضح إذا كان الاتجاه هو بالفعل لتصعيد آخر وليس إلى تسوية، وحتى الآن فشلت مساعي الوساطة المصرية تماما، لأن الطرفين يتمترسان في أعماق مواقفهما، وكل واحد واثق بانتصاره ويرغب في أن يجد هذا تعبيره في إنجاز سياسي واضح".
واستبعد إمكانية توصل الوسيط المصري إلى إحداث "اختراقة"، "إلا في حال تخلت إسرائيل عن الخطوط والشروط التي وضعتها، فإعمار غزة من ناحيتها لا يمكنه أن يبدأ إلا بعد حل مسألة الجنود الإسرائيليين الأسرى؛ وتغيير آلية إدخال أموال منحة قطر ودول أخرى، بحيث لا تتم الدفعات إلا من خلال السلطة الفلسطينية، والرقابة على إدخال البضائع وغيرها من الشروط".
ولفت ليف-رام، إلى أن "فجوة المفاهيم بالطريقة التي يرى فيها كل طرف نتائج الحملة الأخيرة، واسعة جدا، وهنا توجد عقدة إسرائيل وحماس على حد سواء؛ فكل تنازل أو مرونة في الشروط يمكن أن يعتبر كهزيمة، ويؤدي إلى انتقاد جماهيري، وهدوء الأيام الأخيرة مضلل، وكلما مر الوقت بدون توافقات تزداد الاحتمالات لمواجهة جديدة".
وبعد شهر من انتهاء العدوان، رأى أنه "من الأهمية بمكان التوقف عند الوثيقة التي نشرها هذا الأسبوع "مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب"، الذي يحمل اسمه اللواء مئير عميت، وفحص بعمق معطيات القتلى في غزة خلال العدوان، وهذه الوثيقة معلوماتية وأساسية، وإن كانت تمتنع عن استخلاص الاستنتاجات والنقد، ولكن الصورة التي تنشأ عنها، أن عدد القتلى يمكن في هذه المرحلة الإشارة إليه بشكل مؤكد لحماس ولمنظمات الأخرى في القطاع، أدنى بكثير مما قدروا في الجيش نهاية الحملة وبالتأكيد عن التوقعات قبلها".
وبحسب منشور المركز، قتل جيش الاحتلال 234 فلسطينيا خلال العدوان؛ بينهم ما لا يقل عن 112 من نشطاء المقاومة، في حين زعم جيش الاحتلال أن عدد القتلى من رجال المقاومة بلغ 200.
واستمر عدوان 2021 الإسرائيلي على قطاع غزة 11 يوما، وأدى بحسب إحصائية رسمية من وزارة الصحة الفلسطينية، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 254 شهيدا، بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، والجرحى إلى أكثر من 1948 مصابا بجروح مختلفة.
وأدى عدوان جيش الاحتلال إلى ارتكاب 19 مجزرة بحق 19 عائلة فلسطينية، حيث ارتقى 91 شهيدا بينهم 41 طفلا من تلك العائلات، التي كان أكثرها عائلة "الكولك" التي قتل جيش الاحتلال منها 21 شهيدا.
وذكر التقرير الإسرائيلي، أن "نسبة القتلى بين نشطاء المقاومة والمدنيين في القطاع تقف عند نحو 1:1، وهذه نسبة مشابهة للحملات الأخرى في القطاع غزة التي نفذت من الجو"، منوها إلى أن جيش الاحتلال هاجم نحو 1500 هدف في القطاع.
ونوه إلى أنه من بين عناصر المقاومة الشهداء، فقط 63 منهم معروفون كنشطاء حماس، 25 فتح، 20 من الجهاد الإسلامي، 2 من الجبهة الشعبية، و 2 من منظمات أخرى"، مضيفا: "التعمق في بحث المعطيات في التقرير، يظهر أن 37 من نشطاء حماس من أصل 63، قتلوا في الأيام الأولى من القتال، حتى قبل تفعيل خطة الخداع ومهاجمة شبكة الأنفاق، وبعد الهجوم، انخفض عدد قتلى حماس بالمتوسط اليومي كلما استمرت الحملة، وحتى نهايتها على الأقل".
من ناحية الجيش الإسرائيلي، "حماس كانت هي الهدف المركزي في العدوان الأخير، وإليها وجهت معظم المقدرات، واستهدفت الجيش المس بقدراتها، وإلى جانب ذلك، فإن أثر الفتك في مس واسع بنشطاء حماس وكبار مسؤوليها، شكل هدفا مركزيا آخر".
ترجمه "عربي21"،