حذر عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. غازي حمد من فشل حوارات الفصائل الفلسطينية المنوي إجراؤها في الأيام القادمة في العاصمة المصرية القاهرة، قائلاً: "على الفلسطينيين استثمار ما حققته المقاومة في معركة سيف القدس سياسياً ووطنياً".
وأضاف حمد في حوارٍ خاص مع "قناة فلسطين اليوم" أن "استمرار الانقسام حالة لا تليق بالشعب الفلسطيني، خاصةً في ظل وجود الاستيطان ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتعرضها للتهديد المستمر".
وأشار حمد إلى ضرورة أن يكون الحوار هذه المرة مختلفاً، والخروج بنتائج جادة وفعلية، يتم تطبيقها على أرض الواقع، واصفاً ما حصل في لقاءات القاهرة السابقة بمثابة تيه سياسي وإرباك وعدم وضوح في تحديد البوصلة، عدا على أن الاجتماعات كانت تتم بدون جدول أعمال ولا تصور لما سيتم الحديث عنه.
وأشار القيادي في حماس إلى أن الجميع أصبح على قناعةٍ تامة بأن كيان الاحتلال لا يريد سلاماً ولم يعد مسار الدولتين بالنسبة لهُ حلاً، إنما يريد تثبيت الواقع الاحتلالي، والتعامل مع الفلسطينيين كعدو.
واعتبر حمد أن المجتمع الدولي يتعامل مع الفلسطينيين بنفاقٍ كبير، بل ويعمي أنظاره عن ما يرتكبه كيان الاحتلال من جرائم بحق الفلسطينيين.
ودعا حمد الفصائل الفلسطينية كافة لضرورة الاتفاق على رؤية وإطار وطني مشترك على مبدأ تعزيز الوحدة الوطنية، لافتاً إلى أن العمل السياسي والعمل المقاوم يحتاج لرؤية واضحة.
صفقة تبادل أسرى
وبخصوص وجود مباحثات عن إجراء صفقة تبادل أسرى بين حماس، والاحتلال، قال حمد بأن ملف تبادل الأسرى من الملفات الحيوية، وهو موضوع على الطاولة، وتم مناقشته مؤخراً مع وزير المخابرات المصري لافتاً أن الدور المصري يشغل بشكل أساسي في هذا الملف.
وأكد القيادي حمد بأن لدى المقاومة قناعة وقدرة وثقة بأنها ستسجل انتصار على الاحتلال في صفقة تبادل للاسرى.
وكانت القاهرة وجهت دعوات إلى تسعة عشر فصيلاً في قطاع غزة والضفة لحضور حوارات على مستوى الأمناء العامين، برعاية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس السلطة، محمود عباس، وذلك لإجراء حوارات السبت المقبل على مدار يومين.
بدوره طالب نائب أمين سر المجلس الثوري في حركة فتح د.فايز أبو عيطة "الفصائل بتغيير المنهجية في التعامل مع ملف المصالحة الوطنية، لاسيما وان الشعب الفلسطيني يعاني أثر الانقسام على المستوى الحياتي والمستوى السياسي، داعياً الجميع لتحمل المسؤولية تجاه تحقيق المصالحة وتعزيز حالة الثقة المتبادلة".
وأوضح أبو عيطة في حديث لــ "قناة فلسطين اليوم" أن اتفاقية أوسلو كانت مساراً سياسياً الغرض منه الوصول لحل سياسي كي يعطي الشعب الفلسطيني جزءً من حقوقه لكن الإسرائيليين أطلقوا رصاصة الرحمة على اتفاقية أوسلو".
وأكد أبو عيطة أن حركته جاهزة للاتفاق على برنامج وطني موحد، وبرنامج يزاوج بين المفاوضات والمقاومة.
وأشاد نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح بدور منظمة التحرير الفلسطينية، وأنها شكلت البيت المعنوي والحاضن لكل نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني، وفرضت على العالم كله الاعتراف بالقضية الفلسطينية.
وأشار أبو عيطة إلى أن معركة سيف القدس سجلت نقاطاً مهمة في إظهار صورة الفلسطيني، الأمر الذي جعل كل العالم يقف خلفهم.