حالة من الترقب يعيشها جمهور الرياضة المصرية قبل لقاء القمة بين الغريمين الأهلي والزمالك، ضمن منافسات الدوري الممتاز، الأحد.
ويعد هذا اللقاء رقم 121 الذي يجمع الفريقين بمسابقة الدوري الممتاز، وفي المباريات السابقة تمكن الفريق الأحمر من تحقيق الفوز 45 مرة، بينما نجح الزمالك في حصد العلامة الكاملة في 28 لقاء، كان آخرها لقاء الموسم الماضي الذي انتهى بثلاثة أهداف مقابل هدف لصالح أبناء القلعة البيضاء، كما انتهت 45 مواجهة بالتعادل بين الفريقين.
ورغم أن الزمالك خرج فائزًا من القمة رقم 120، إلا أنه بعد حوالي ثلاثة أشهر، تلقى خسارة موجعة على يد النادي الأهلي في نهائي القرن الإفريقي، ليفوز النادي الأحمر بدوري أبطال إفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه أمام أعين لاعبي غريمه التقليدي.
يُشار إلى أن الأهلي حصد 27 نقطة خلال 11 لقاء، بينما حصد الزمالك 33 نقطة خلال 14 مباراة في الدوري المصري الممتاز، ليحتل النادي الأبيض صدارة الدوري وبينما يأتي المارد الأحمر ثالثًا في جدول الترتيب.
ليبقى السؤال الأهم، من الأقرب للفوز في لقاء القمة المقبل؟
الزمالك المصري
البداية مع النادي الأبيض، الذي يسعى لتعويض جماهيره عن الخروج المبكر من دوري أبطال إفريقيا، حيث غادر الزمالك البطولة من دور المجموعات، بعدما كان أحد طرفي نهائي النسخة الماضية منها، الذي خسره أمام الأهلي.
يقول الناقد الرياضي محمد علاء إن الزمالك يدخل هذا اللقاء ولا يملك بديلًا عن الفوز، "بعد خسارة نهائي البطولة الإفريقية أمام نادي الأهلي الموسم الماضي، كان الجمهور الأبيض يأمل في تحقيق فريقه للقب دوري أبطال إفريقيا، لكن بعد الخروج المبكر من البطولة هذا العام، باتت الثنائية المحلية هي الطريق الوحيد ليستعيد الجيل الحالي من لاعبي الفريق الأبيض ثقة الجماهير من جديد".
ويضيف علاء لموقع "سكاي نيوز عربية": "بعيدًا عن محاولة الفريق لاستعادة ثقة الجمهور، خسارة لقاء الديربي يزيد من صعوبة حصول الزمالك على الدوري المحلي، خاصةً بعد خوض النادي الأهلي مبارياته المؤجلة، ومن المتعارف عليه أن المواجهات المباشرة بين الفريقين تؤثر على مسار اللقب، بحكم كونهما المرشحين الأقوى للفوز بالبطولة".
ويتابع: "الأمر يتعلق أن تكون كل تلك الظروف الخاصة بالمباراة تمثل عوامل دعم وتشجيع للاعبي الزمالك وليس ضغط قد يؤدي إلى ظهورهم بشكلٍ باهت، خاصةً في ظل الغيابات التي يعاني منها النادي الأهلي، لن يكون هناك أي مبرر للنادي الأبيض في حالة عدم تحقيق الفوز".
كما يوضح علاء أن الزمالك لديه فرصة ذهبية ليستغل غيابات النادي الأهلي، وعلى رأسها محمد الشناوي، الذي يعتبر غيابه أزمة كبرى لخط دفاع الفريق الأحمر، لدوره القيادي، "الأمر لا يتعلق بمركز حراسة المرمى فقط، لكن الشناوي مميز في توجيه خط الدفاع بالكامل".
التحولات الهجومية
يرى الناقد الرياضي أن أسلوب المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون سيكون مزعجًا للنادي الأهلي، "الزمالك مع كارتيرون يمتاز بسرعة التحولات الهجومية، والمباريات الأخيرة لنادي الأحمر أمام فيتا كلوب، والمريخ، أكدت أن الأهلي يعاني أمام أي فريق يملك القدرة على التحول الهجومي السريع".
ويستطرد: "أتوقع ألا يميل الفريقان للاستحواذ على الكرة، وسيلعب كل فريق على المرتدات الهجومية التي يجيدها الزمالك، بينما يفشل بها الأهلي في كثير من الأحيان، بسبب البطء في تحضير وبناء الهجمة، والتمريرات السلبية التي تعطل الهجمات وتعطي فرصة للمنافسين لتنظيم دفاعاتهم".
كما يوضح علاء أن الأزمة الأكبر لدى الزمالك تكمن في المسافة بين خطي الدفاع والوسط، "الزمالك يعتمد على الضغط الهجومي عن طريق تقليل المسافة بين خطي الهجوم والوسط، وهذا يتطلب تقدم خط الدفاع قليلًا (قلبي الدفاع)، لكن كارتيرون يخشى المرتدات، فلا يسمح بالتقدم لخط الدفاع، وهذا يجعل تلك المساحة، فرصة للخصوم لاستغلالها، إذا كان الخصم الأهلي، فأنك ستكون بصدد مواجهة صانع ألعاب نشيط للغاية وهو (محمد مجدي أفشة)".
ويردف: "حل تلك الأزمة يكمن في تقدم قلبي الدفاع قليلًا، والاستعانة بحازم إمام ومحمد عبد الشافي في مركزي المدافع الأيمن والأيسر، لإجادتهما للتغطية العكسية".
كما يرى الناقد الرياضي أن الزمالك لن يغير طريقة لعبه الذي حقق بها الفوز في المباريات الأخيرة في البطولة الإفريقية، من حيث الاعتماد على الأطراف والزيادة الهجومية للاعبي الوسط، "كارتيرون من المدربين الذين لا يميلون إلى تغيير أسلوبهم، لذا من المتوقع أن نرى أسلوب لعب مماثل لما ظهر به الفريق الأبيض بالمباريات الأخيرة".
ويؤكد علاء أن الزمالك بنسبة كبيرة سيعتمد على الكرات العرضية، التي تعد أبرز علامات كارتيرون مع الفريق في ولايته الأولى، وولايته حالية، فالفريق مع المدرب الفرنسي يجيد التعامل مع الكرات الثابتة بشكلٍ جيد، بالإضافة إلى إيجابية العرضيات التي تُلعب بواسطة أطراف الملعب، والزمالك يملك فرصة قوية لاستغلال العرضيات، مع وجود ثنائي دفاعي ضعيف في التعامل مع الكرات الهوائية مثل بدر بانون ورامي ربيعة".
ويختم علاء: "جمهور الزمالك يأمل في تحقيق فريقه لفوزٍ كبير تعويضًا عن إخفاقات الماضي القريب، ومن المتوقع أن نشاهد عرضًا قويًا من جانب لاعبي الفريق الأبيض، لكن من الصعب توقع الفائز في لقاء القمة، فالدريبيات دائمًا ما تشهد مفاجآت".
الأهلي المصري
على الجانب الآخر، يقول الناقد الرياضي محمد بدوي إن الأهلي سيخوض لقاء صعب في ظل الغيابات التي بصفوفه، "مهما كان تأثير المدرب على الفريق، في النهاية يحتاج إلى عناصر لتنفيذ فكره، وإذا خسر أدواته فلن يستطيع تنفيذ أفكاره بالشكل الأمثل".
ويضيف بدوي لموقع "سكاي نيوز عربية": "دوافع الزمالك أقوى للفوز، لكن في النهاية الديربي يظل بطولة خاصة، لا يتنازل عنها الجمهور ولا اللاعبين، وبالطبع سيقاتل لاعبو الأهلي من أجل حصد الثلاث نقاط".
ويرى الناقد الرياضي أن الأهلي يحتاج إلى ترك الاستحواذ للزمالك، والدفاع بشكلٍ قوي وتضييق المساحات على لاعبي النادي الأبيض، من أجل التغلب على الغيابات، التي أغلبها تخص الدفاع، أمام فريق يجيد التحولات الهجومية السريعة.
كما يتابع بدوي: "الأهلي يحتاج لبناء اللعب أسرع، على عكس المباريات الماضية للفريق، وهذا يتطلب تحرك أسرع من لاعبي الخط الهجومي، يسهل على صانع اللعب وبقية لاعبي الوسط قرار التمرير للأمام، لإتاحة فرصة مؤثرة على مرمى الزمالك، وهذا لا يمكن علاجه من مباراة واحدة، لكن يجب أن تكون البداية في لقاء القمة، للخروج بأفضل نتيجة ممكنة".
غيابات مؤثرة
ويستطرد: "في ظل العناصر المتاحة، سيكون الثلاثي الهجومي للأهلي في الأغلب، يتكون من محمد شريف وحسين الشحات وطاهر محمد طاهر، مع دخول والتر بواليا ومحمود كهربا في الشوط الثاني، وتلك العناصر تمتاز بالسرعة، لكن الأمر يتطلب توظيف تلك السرعات بشكلٍ سليم، لخلق فرص حقيقية على مرمى الزمالك، لكن غير ذلك، سيتم استنزافهم بدنيًا، وفي ظل الغيابات النادي الأهلي، سيكون في موقف لا يُحسد عليه".
وعن خط الوسط، يقول بدوي: "الأقرب هو وجود السولية وديانغ وأمامهم أفشة، لكن سيحتاج أحد لاعبي الارتكاز، القيام بأدوار دفاعية أكبر، في ظل الخلل المتواجد في دفاع الأهلي نظرًا للغيابات، وهذا يعني أنه سيكون هناك تقصير في الدور الهجومي لهذا اللاعب، لذا يجب على الأهلي بناء اللعب بشكل أسرع، وبعدد تمريرات أقل، للتغلب على تلك الأزمة".
كما يشير بدوي إلى أن وجود عدد من العناصر الجديدة من المتوقع مشاركتها مع الأهلي في هذا اللقاء، ربما تكون فرصة لظهورهم بشكلٍ مميز، "الجميع يعلم قيمة هذه المباراة، وما تمثله لدى الجمهور، وأداء مميز في ديربي، يحجز لك تلقائيًا مكانة جماهيرية خاصة عند محبي فريقك، وربما يكون اللقاء القادم فرصة لميلاد نجم جديد".
ويردف الناقد الرياضي: "حتى الآن، لم يستقر موسيماني على أسلوب لعب ثابت أو عناصر ثابتة، وهذا يعود على الفريق بالضرر، وفي مباراة ديربي وفي ظل تلك الغيابات، فأن المدرب الجنوب الإفريقي سيكون أمام اختبار صعب، بعدما أصبح الأهلي يعتمد على قدرات عناصره دون وجود منظومة لعب ثابتة، وفي لقاء القمة، خسر موسيماني عديد من لاعبيه، وسنتنظر ما سيقدمه الفريق خلال المباراة".
ويختم بدوي: "وفقًا للظروف الحالية، الزمالك هو الأقرب لحصد الثلاث نقاط، لكن مثل تلك المباريات لا تعترف بالمنطق، وتخضع لتفاصيل الصغيرة التي ينتج عنها المفاجآت، ولا نعلم أي جمهور سيعيش ليلة سعيدة، وعلى المستوى الشخصي، أشعر أن اللقاء سينتهي بالتعادل".