أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، أن الانتخابات الفلسطينية القادمة يكتنفها الكثير من العقبات أولها تكمن بوجود أزمة داخلية بين السلطة وبعض الفصائل التي ترغب في التعبير عن رأيها حسب معطياتها الخاصة، فيما تتمثل العقبات الخارجية بـ الاحتلال الإسرائيلي.
وقال فؤاد، في مقابلة خاصة مع "قناة فلسطين اليوم"، "نحن نرغب بعدم تدخل أحد على الإطلاق في العملية الانتخابية، في وقت لا يمكن أن نقبل قيام الاحتلال بوضع عقبات أمام الانتخابات".
أوضح:"أهلنا بالقدس متحمسون جداً للمشاركة بالانتخابات، ولن نقبل بشروط الاحتلال ونحن مصرون على إتمام العملية بنفس الطريقة في جميع المناطق" وسنختار كافة الأساليب التي تناسب شعبنا لتسهل العملية الانتخابية بشكل ديموقراطي وبآليات موحدة".
وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة ستلعب دوراً لتذليل أي عقبات يمكن أن تواجه الانتخابات في القدس وغيرها من المناطق، مؤكدًا أن الجبهة ترفض أن يتم تفصيل العملية على مقاس الإدارة الأمريكية الجديدة أو النظام العربي المطبع.
وأكد على أن الجبهة الشعبية ستلعب دورها كـ"معارضة سياسية" على النهج السائد في الحالة الراهنة، مضيفًا: "نحن نختلف مع الكثيرين في النهج السياسي ونتفق أيضاً مع كثير وموافقنا في شتى القضايا معلنة دون أي تبديل أو تنازل".
وبحسب أبو أحمد فؤاد فإنّ الجبهة الشعبية اتخذت قراراً بخوض غمار المعركة الانتخابية القادمة عبر مرجعيتها القيادية في الداخل والخارج، وبمشاركة قيادتها داخل سجون الاحتلال، بهدف خدمة القضية الفلسطينية.
وأوضح أنّ النقطة الحساسة التي جعلت الجبهة تشارك في الانتخابات التشريعية هو ربطها بالمجلس الوطني، موضحًا: "وجدنا صعوبة في عدم المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي كونها جزء لا يتجزأ من المجلس الوطني".
وتابع :"نعتقد أن الضمانة الأساسية التي يمكن المراهنة عليها هي الميدان الفلسطيني الموحد بما يشكله من مقاومة مسلحة وفعاليات وانتفاضة وغيرها" مشددًا: "يجب أنّ لا نقبل أبداً أن يتم فرض أي توجيهات خارجية على أي فصل فلسطيني".
واستدرك: "إذا احتكمنا لشعبنا وحلفائنا وأصدقائنا لتقرير بعض المسائل على الصعيد الدولي أو العربي يمكن الخروج بفائدة، أما أن ننتظر شيء من الإدارة الأمريكية الجديدة فهذا رهان فاشل".
وأضاف :"هذه الإدارة ستعزز ما هو مطلوب للكيان الصهيوني وستفرض مجدداً على بعض الأنظمة العربية باستكمال مسلسل التطبيع، بهدف تسييد الاحتلال على العالم وليس الدول العربية فقط".
وأكد فؤاد أنه حتى اللحظة جميع الضوابط الديموقراطية موجودة وواضح تماماً أن أصوات شعبنا لا يمكن شرائها، ونحذر من أن يلعب المال السياسي دوراً في تزوير الانتخابات، فهناك أنظمة عربية ستعمل على ضخ أموال وهناك أشخاص أيضاً بهدف التخريب أو توجيه الانتخابات باتجاه أجندات خاصة.
وأشار إلى أنّ الكل الفلسطيني مستعد للعملية الانتخابية، وبسبب الانقسام القائم يمكن أن يحدث العديد من التأرجحات، ويجب البناء على كل ما سيتم في إعادة تشكيل وترتب البيت الفلسطيني ومنظمة التحرير بما يخدم كافة المواطنين لحل الكثير من القضايا العالقة على مدار سنوات.
وشدد على أنّ "اقناع الناخب الفلسطيني بحدوث تغيرات بعد الانتخابات ليس أمراً سهلاً، ويجب البناء على ذلك لتشكيل حكومة موحدة والاتفاق على العديد من الملفات كالرواتب والموظفين وما إلى ذلك".
وفيما يتعلق باحتمالية شن العدو الصهيوني لعدوان قريبًا، قال إنّ العدو يمكن أن يختار أي وقت مناسب له لشن عدون على غزة أو لبنان أو اليمن أو سوريا وغيرهم من أصدقاء وحلفاء الشعب الفلسطيني، فنحن في حالة صراع دائم مع الاحتلال.
وأضاف: "في حالة أي حرب مع العدو الصهيوني سنكون في اصطفاف كامل إلى جانب محور المقاومة لحسم المعركة كما يجب أن تحسم، ونحن في حالة ترقب دائم للعدوان".
وفيما يتعلق بسلاح المقاومة قال إنّ كل الفصائل الفلسطينية، بما فيها فتح،تُجمع على أنّ سلاح المقاومة حق مكفول قانونياً لنا بصفتنا شعب تحت احتلال، ولا يمكن إلغاءه ويجب دعمه وتقويته في كل أماكن الوجود الفلسطيني دون أي تنازل، وتم الاتفاق على ذلك في الاجتماعات الفصائلية كافة داخل أو خارج الوطن".
وأضاف: "حتى الآن لم يتم عرض أي مقترح لدمج سلاح المقاومة تحت إطار جيش فلسطيني، وإذا عرض من قبل أي جهة نزع سلاح المقاومة، سترفض غالبية الفصائل ذلك، والجبهة الشعبية أولها".
وشدد على أنّ المقاومة لا يمكن تأطيرها بجيش فلسطيني داخل دولة، ولافتًا إلى أن قراراتها نابعة من داخل غرفة العمليات المشتركة حتى استكمال الهدف الرئيس وهو تحرير كامل الأرض الفلسطينية.