أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. وليد القططي أن الانتخابات المنوي عقدها خلال الفترة المقبلة يغيب عنها الغطاء السياسي والوطني الكامل، وهذا الأمر بمثابة عقبة أمام عملية انتخابية وطنية سليمة ينتج عنها نظام سياسي وبرنامج وطني يصب في مصلحة مشروع التحرر من الاحتلال.
وقال القططي في حديث خاص لــ " قناة فلسطين اليوم": إن ضغوطاً كبيرةً مورست على السلطة لإجراء الانتخابات بهدف إيجاد شرعية جديدة لها، ليتمكن المجتمع الدولي من دعمها من جانب، والأهم من جانب أخر هو تقديم خدمة دولية لاستقرار الكيان الصهيوني في المنطقة.
وشدد القططي على أن الانتخابات هي بمثابة مطلب شعبي ووطني، ولا تحتاج لضمانات دولية وإقليمية كي يتم تنفيذها، مؤكداً أن الأهم في هذه القضية هو وجود ضمانات فلسطينية لتطبيقها وعدم الالتفاف على نتائجها.
وأشار القيادي بالجهاد إلى أن أهم أسس الانتخابات هي أن ترتبط في بناء منظومة وطنية ومؤسسات تختلف عن المؤسسات التي تخدم الاحتلال في الوقت الحالي، (في إشارة إلى مؤسسات السلطة الفلسطينية)، مبيناً أن الذهاب للانتخابات بهذا الشكل يدفع باتجاه تجديد شرعية السلطة وقياداتها التي تسيطر على مقاليد الحكم منذ ربع قرن، وتتمسك بالتنسيق الأمني، وتتحكم بالعلاقة مع الكيان الصهيوني.
وأكد القيادي القططي أن بناء المجلس الوطني الفلسطيني هو المطلب الأهم في هذه المرحلة حتى يكون بداية نحو إعادة بناء منظمة التحرير وتهيئة الظروف لتكون بمثابة القائد للمشروع الوطني الحقيقي، بعيداً عن كل أوهام التسوية التي سيطرت على العقل السياسي الفلسطيني الرسمي.
وبشأن المرسوم الرئاسي الخاص بالانتخابات، أكد القططي أنه جاء على عكس ما تم التوافق عليه خلال مؤتمر الأمناء العامين للفصائل والذي جرى مؤخراً، قائلا: الاتفاق الذي حصل هو أن يتم إجراء الانتخابات بالتزامن وليس بشكل متتالي.
وأشار القططي في معرض حديثه، إلى أن مطالب حركة الجهاد الإسلامي كان الفصل الكلي بين انتخابات المجلس الوطني والمجلس التشريعي، لافتاً إلى أن حركته تُفرق بين المجلسين باعتبار الوطني برلمان الشعب الفلسطيني والسلطة العليا المتمثلة بمنظمة التحرير، بينما التشريعي برلمان يحتضن السلطة في رام الله وقطاع غزة ومرتبط كلياً بسقف اتفاق أوسلو، حيث حدد الاتفاق له وظيفة إدارية وسياسية بعيدة عن برنامج المقاومة.
وأصدر رئيس السلطة محمود عباس، مرسوماً رئاسياً بشأن إجراء الانتخابات العامة على ثلاث مراحل، وبموجب المرسوم ستجري الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية على أن تعتبر نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، على أن يتم استكمال المجلس الوطني في 31/ 8/ 2021 وفق النظام الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاهمات الوطنية، بحيث تجري انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن.
وحول اللقاء الوشيك الذي سيجمع قيادة حركتي فتح وحماس والفصائل في القاهرة تمهيدا لترتيب إجراء الانتخابات، بين القططي أن الحوارات المرتقبة هي استكمال للقاء الأمناء العامين للفصائل الذي تم مؤخراً في بيروت، معبراً عن أمله أن ينتج عنها قرارات جديدة يتم تنفيذها من خلال الوصول لصيغة توافقية لكل القضايا الوطنية ضمن مشروع وطني يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده وتوفير حياة كريمة له باعتباره الحاضنة الأساسية للمقاومة.
وبين القططي في سياق حديثه انه حال نتج عن الحوارات الوطنية بنود وقضايا تتناقض مع المصلحة الفلسطينية العامة ولا تتوافق والمبادئ والمواثيق الفكرية والسياسية العامة لحركة الجهاد الإسلامي فإنها لن تتردد في التحفظ على أي قرار يمكن أن يُتخذ وستقول كلمتها وموقفها، مؤكداً في الوقت ذاته أنها لن تكون عائقاً أمام أي وحدة فلسطينية حقيقية.
وأوضح القططي أن حركة الجهاد الإسلامي ستشارك في رسم المسار الوطني بشكل إيجابي كونها جزءاً من مسيرة النضال والمقاومة والحركة الوطنية برمتها؛ معتبراً أن رؤية حركته في هذه المرحلة حيال ملف الانتخابات والشأن الوطني بشكل عام هي الأصوب.
ورأى أنه من الأهمية بمكان عدم الذهاب للانتخابات قبل إجراء انتخابات المجلس الوطني والشروع في ترميم منظمة التحرير، والاتفاق على برنامج سياسي فلسطيني وبعدها الذهاب للانتخابات بالتوافق الكامل وهذا سيؤسس لبناء مؤسسات وطنية وسياسية تكون بوصلتها التحرير الاستقلال.
وشدد القططي على أن مؤسسات السلطة التي أفرزتها اتفاقية أوسلو أصبحت عائقاً وعقبة أمام المشروع الوطني، لاسيما وأن المؤسسات القائمة حالياً تعمل تحت الاحتلال، وفي كنفها زادت الهجمة الصهيونية واستمر الاستيطان والتهويد، وتبددت أي أمال في بناء دولة فلسطينية ولو على جزء من الأرض الفلسطينية.
وعن التطورات التي واكبت الانتخابات الأمريكية وغياب الرئيس دونالد ترامب عن المشهد الدولي وإمكانية إحداث تغييرات جديدة تخدم القضية الفلسطينية، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي وليد القططي على ضرورة عدم التعويل حيال تغيير قد يحصل تجاه الفلسطينيين مع فوز جو بايدن، موضحاً أن السياسية الأمريكية لن تختلف كثيراً في ظل غياب ترامب لأن إسرائيل في صلب سياستها وستبقى تعمل لجهة الدفاع عنها وعن استقرارها وحماية أمنها وهذا هدفاً كان قبل ترامب وسيستمر بعده.
وأشار القططي في ختام حديثه إلى أن ما مميز ترامب عن غيره انه كان أكثر وقاحة في طرحه وتأييده المفرط لكيان الاحتلال ومعاداته للقضية الفلسطينية، وهو بذلك عبر عن الوجه الحقيقي والقبيح للولايات المتحدة في علاقاتها مع العرب والمسلمين والشعب الفلسطيني.