أكد السياسي والباحث الكويتي عبد الله الموسوي، " أن دافع بعض الأنظمة العربية من وراء التطبيع هو التخلص من عبء القضية الفلسطينية والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاهها، معتبرًا أن التطبيع مشروع الحكومات وليس للشعوب.
وأوضح الموسوي لــ"موقع فضائية فلسطين اليوم"، أن التطبيع المجاني لا يمكن اختزاله بدول معينة؛ بل هو مشروع ضخم برعاية أمريكية، هدفه جعل الشرق الأوسط يتقبل "إسرائيل" كدولة طبيعية في المنطقة يقيم علاقات متكاملة معها، في إطار ما تسمى بـ "صفقة القرن".
وأشار،إلى أن تسويقَ مشروع التطبيع العربي تزايد خصوصًا, بعد فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية واتخاذه مواقف متطرفة من القضية الفلسطينية وإعلانه صفقة القرن لتصفيتها, فضلاً، عن وجود قبول لدى عدد كبير من الدول العربية لإقامة علاقات مع إسرائيل بشقيها المعلن والخفي.
وتابع الموسوي، "أن مشروع التطبيع حاليًا يُنتظر إعلانه رسميًا كأمر واقع، من خلال مشروع واشنطن التصفوي الذي يتم الترويج له عربيًا بكل ذكاء، وفقَ خطط إعلامية ونفسية مدروسة ومعدة مسبقًا. وأن أية اجتماعات مع الكيان "الإسرائيلي" سواء أكانت علنية أو وراء الكواليس، لم تعد مستغربة كون غالبية الحكومات العربية وضعت خيار التطبيع حلاً وحيدًا للصراع (العربي – الإسرائيلي) مهما كانت التنازلات مؤلمة.
وأضاف: بكل ألم أقول إن التطبيع قادم لا محالة على المستوى السياسي العربي، بعد تنازل مبادرة السلام العربية عمليًا عن 79% من فلسطين التاريخية، والقبول بتقسيم مدينة القدس وتمييع مسألة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة عام 1948م.
ورأى السياسي الكويتي في معرض حديثه، أن "إسرائيل" تفضل التطبيع الشعبي على التطبيع السياسي الرسمي، مستدركًا بالقول: "نحن نراهن على وعي الشعوب لا مواقف الحكومات".
وبشأن التصدي لمشاريع التصفية والتطبيع أشار الموسوي، بأن الرهان على صمود الشعب الفلسطيني الذي يقدم في كل يوم أروع صور التضحية والمقاومة بمختلف أشكالها في سبيل استعادة حقوقه المغتصبة، مشيدًا بالدور الكبير الذي تمارسه الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين في توعية شعوب الأمة العربية والإسلامية من خلال تشكيل رأي عام واعٍ للتصدي لمخططات تصفية القضية الفلسطينية.
وبين الموسوي، "أن الشعوب العربية ترفض التطبيع ولديها إرادة حقيقة في رفض الكيان الإسرائيلي"، مطالباً بضرورة وجود العديد من اللجان والتكتلات المناهضة للتطبيع التي تعمل على توعية الشعوب في دول الخليج والدول العربية لأي محاولات تسعى للتقليل مع حجم ومخاطر التطبيع بكافة مستوياته .