أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد بالقدس ناصر الهدمي، أن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عمليات الحفر داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك تأتي في إطار التجهيز لكي يُتاح فيه الصلاة لليهود.
وقال الهدمي في مقابلة له خلال برنامج "القدس عاصمتنا الأبدية" عبر "قناة فلسطين اليوم": إن الاحتلال يعمل على منع دائرة الأوقاف الإسلامية من إعمار وتهيئة المنطقة الشرقية في الأقصى وتركها خراباً بحيث لا يستطيع المسلمون الصلاة فيها في محاولة لتنفيذ مخططات له فيها.
وشدد على أن الهدف من اقتحام الأقصى من قبل فرق هندسية قبل أيام وأخذ مقاسات مسحية لقبة الصخرة والمسجد المبارك هو فرض أمر واقع في المنطقة، عدا عن انها رسالة للجميع أن السيادة داخل الأقصى هي لسلطات الاحتلال.
وأكد الهدمي خلال حديثه، أن ما يجري في المسجد الأقصى يجب أن يُنظر له بعين الخطورة، مطالباً دائرة الأوقاف الإسلامية والحكومة الأردنية، أن تتخذ موقفا واضحاً وصادقا ومعبراً عن خطورة ما يقوم به الاحتلال تجاه المقدسات، لافتًا لوجود تقصير بحق المسجد المبارك الأمر الذي يستدعي مواقف قوية لحمايته.
وأضاف في نفس الوقت قائلاً: نحن لن نقبل بأي بديل عن دائرة الأوقاف الإسلامية كجهة راعية للمقدسات لأننا نعي أن البدائل ستكون بمثابة فرصة للمطبعين كي يمكنوا الاحتلال من السيطرة والسيادة على المسجد الأقصى وباقي الأراضي الفلسطينية.
وبين رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد في القدس أن سلطات الاحتلال تستغل الإغلاق بسبب جائحة كورونا لإفراغ الأقصى من المصلين ومنع كل من هم خارج البلدة القديمة من الوصول إليه بذريعة الحد من انتشار الوباء.
وأشار الهدمي إلى أن الاحتلال يضع قيوداً على دخول الأقصى في المقابل يسمح لسوائب المستوطنين باقتحامه وهذا دليل واضح على الاحتلال يستغل إجراءات وباء كورونا لقمع المقدسيين وفرض أمر واقع جديد داخل في المسجد الأقصى.
وبين أن الاحتلال لم يخفِ يوماً نيته هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم وهو ينتظر الفرصة المناسبة لفرض هذا الواقع، مستدركاً؛ الاحتلال يعي تماما أن العبث بهذا الأمر بمثابة اللعب بالنار.
وأكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد بالقدس ناصر الهدمي، أن الاحتلال لن يجرأ على المساس بالمسجد الأقصى طالما كان هناك تمسك به قائلاً: " الاحتلال يحسب الأمور حسب الواقع الميداني، فهو شاهد كيف انتفض المقدسيين من خلال وعيهم اتجاه مقدساتهم الإسلامية في إشارة لوضع البوابات الالكترونية على مداخل الأقصى".
وفيما يتعلق باتفاق "أبرهام" أشار الهدمي في ختام حديثه إلى أن هذا الاتفاق التطبيعي هو امتداد لــ"صفقة القرن" والتي أعطت القدس عاصمة للشعب اليهودي، ونقل السفارة الأميركية فيها، مشدداً على أن مدينة القدس لا تزال في القانون الدولي مدينة محتلة بشقيها القسم الغربي والقسم الشرقي".