أكد الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة تنظر ببالغ الخطورة حيال قيام فرق هندسية تحت حماية شرطة الاحتلال بتنفيذ أعمال مسح وقياسات داخل باحات المسجد الأقصى.
وأوضح الكسواني في مقابلة له خلال برنامج "القدس عاصمتنا الأبدية" عبر "قناة فلسطين اليوم" أن الخطوة الجديدة التي نفذتها مجموعات هندسية في الأقصى تأتي بعد مطالبات من قبل المستوطنين المتطرفين بتفكيك قبة الصخرة المشرفة، مشيراً إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية لم تكن على علم بوجود شركات ستحضر للأقصى لغرض السياحة أو غيره.
وشدد على أن ما جرى بالأقصى بمثابة انتهاك خطير ودلالات على أن سلطات الاحتلال تهدف لنزع سيادة الأوقاف على المسجد وإثبات أنه هو صاحب القرار الأول والأخير فيه.
وأوضح الكسواني أن الاحتلال استغل الإغلاق الذي يفرضه على المدينة المقدسة والأقصى بسبب جائحة كورونا لتنفيذ مخططات تهويدية وتكريس أمر واقع جديد في المسجد المبارك.
وقال " إن حراس الأقصى تفاجئوا مؤخراً بفرق هندسية يحملون معدات وكاميرات مسحية وضوئية، يتواجدون داخل ساحات الأقصى ويقومون بعمل قياسات لمرافق المسجد المختلفة، فيما زعم الاحتلال أن الفرقة تتبع لشركة أجنية مهمتها تصوير الأقصى لأغراض سياحية.
واستبعد الكسواني أن تكون المجموعات الهندسية التي اقتحمت الأقصى تتبع لشركات فرنسية سياحية كما يدعي الاحتلال، مبيناً أن القنصلية الفرنسية نفت نفياً قاطعاً أن يكون لها أي علاقة بهذه الشركة.
وحذر الكسواني من التغاضي عن مخططات الاحتلال والتي كان أخرها عمل الفرق الهندسية التي اقتحمت الأقصى، مناشداً العالم العربي والإسلامي بتحمل مسؤولياتهم تجاه القبلة الأولى، مؤكداً في الوقت ذاته أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بتمرير مخططاته.
كما أوضح أن المسجد المبارك يتعرض لاقتحامات من قبل المستوطنين بشكل يومي ويقومون بأداء صلوات تلمودية وجولات استفزازية في محاولة لتكريس وضع جديد داخل الأقصى، مؤكداً أن الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية التي تتم بقوة السلاح لا تعطي أي حق لليهود المتطرفين في الأقصى.
وأكد الكسواني أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس تتعرض لهجمة شرسة تتمثل بإبعاد مُدرائها وموظفيها وحراس الأقصى، وكذلك منع لجنة الإعمار من القيام بدورها، وهذا يدل على استهداف مباشر لها من قبل الاحتلال.
وفي ختام حديثه شدد مدير الأقصى الكسواني أن دعم موقف الأوقاف في ظل ما تتعرض له من ضغوطات لا يكون إعلاميا فقط؛ بل المطلوب موقف فعلي داعم من قبل الدول العربية والإسلامية إلى جانب تعزيز صمود ورباط المقدسيين في ساحات المسجد الأقصى المبارك.
وكانت سلطات الاحتلال قد أجرت في وقت سابق أعمال مسح وقياسات في باحات المسجد الأقصى وفي صحن قبة الصخرة، تحت حماية شرطة الاحتلال، وهي المرة الأولى التي يتجرأ فيها مساحون من بلدية الاحتلال على القيام بمسح ساحات المسجد الأقصى المبارك وداخل قبة الصخرة.