لم يمضي على صفقة الإفراج المشروط عن الأسير نضال أبو عاهور (45 عاماً) من مدينة بيت لحم شهرين حتى أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله ليمضي بقية فترة اعتقاله ما بين الزنازين وأسرة المرضى في ما يسمى بمستشفى سجن الرملة والذي يفتقر لأدنى متطلبات الصحة.
ويعاني الأسير "أبو عاهور" من مرض السرطان والفشل الكلوي، وسبق أن تم اعتقاله عدة مرات أخرها في شهر حزيران من العام الماضي ليزداد وضعه الصحي سوءاً .
تحذيرات حقوقية ..
من جهتها ناشدت مؤسسات حقوق الإنسان وهيئة شؤون الأسرى بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ حياة الأسير "أبو عاهور"، والإفراج عنه لكي يتسنى له تكمله علاجه التي بدأها منذ ما يزيد عن العشر سنوات إثر إصابته بالفشل الكلوي ومرض السرطان داخل الأسر، محذرة في الوقت ذاته من إمكانية استشهاده في أي لحظة.
بدوره طالب "عبد الله الزغاري"، مدير نادي الأسير في بيت لحم لضرورة التحرك العاجل والعمل على الإفراج عن الأسير نضال أبو عاهور والوقوف أمام قضية المرضى الأسرى داخل سجون الاحتلال.
وحذر "الزغاري" في حديث لــ موقع "قناة فلسطين اليوم" الوضع الصحي الخطير الذي يعاني منه "أبو عاهور" وقال: هناك تخوفات من أن يلقى مصيرا مماثلا للأسيرين الشهيدين كمال أبو وعر، وسامي أبو دياك وغيرهما من الأسرى، الذين استشهدوا بعد أن مورست بحقهم جريمة القتل الطبي الممنهج.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أعادت اعتقال الأسير نضال أبو عاهور نهاية الشهر الماضي وحكمت عليه بالسجن لمدة عام، علما بأنه أسير سابق أمضى 14 شهرا في الاعتقال الإداري، وهو متزوج وأب لسبعة أبناء.
" بحب أبوي .. بدي أبوي " . .
" بحب أبوي .. بدي أبوي " بهذه الكلمات بدأت الطفلة "براءة " ابنه الأسير نضال أبو عاهور حديثها وصوتها المتحجرش بالبكاء والمليئ بالحزن والأسى، معبرةً عن حزنها الشديد للظروف التي يمر بها والدها داخل سجون الاحتلال في ظل المعلومات عن سوء وضعه الصحي.
وفي حديث خاص ناشدت "براءة " كل الضمائر الحية كي تتمكن من رؤية والدها المريض والإفراج عنه في أسرع وقت، وعدم تركة يموت داخل براثين الزنازين وأسرة المرضى.
حبة " الأكمول "..
عائلة الأسير "أبو عاهور" أكدت أن إبنها الأسير لا يتلقى أي نوع من العلاجات الخاصة بمرض السرطان داخل سجن الرملة سوى حبة " الأكمول " وهي عبارة عن مسكن لا يتماشى والحالة الصحية الخطيرة التي يعاني منها الأسير، إلى جانب حاجته الماسة لإجراء عمليات لغسيل الكلى ثلاثة مرات في الأسبوع .
وأشارت العائلة في حديث لمراسل "موقع فلسطين اليوم" الاحتلال يماطل في علاج الأسير "نضال" دون أي مراعاة لوضعه الصحي الخطير.
وبينت عائلة الأسير "أبو عاهور" أن الاحتلال عاود اعتقاله بعد شهر من الإفراج عنه بنفس التهم الباطلة الموجهة له.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حذرت من تفاقم الحالة الصحية للأسير المريض أبو عاهور والقابع حاليا في سجن "عيادة الرملة"، وأوضحت أنه يعاني من فشل كلوي منذ أكثر من 10 سنوات، ومن ورم سرطاني بالكلى، ومشاكل بالتنفس، ويتلقى الأوكسجين على مدار 24 ساعة، إضافة لارتفاع في ضغط الدم.
وبلغ عدد الأسرى والأسيرات المرضى في سجون الاحتلال أكثر من 700 أسيراً وأسيرة يعانون من أمراض مختلفة بعضها مزمن وبعضها خطير، ويعد الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال سياسة ممنهجة تمارس بشكل واسع النطاق، وأدت إلى استشهاد 67 أسيراً حتى عام 2019م .