Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

 الانتخابات "الإسرائيلية" الرابعة: إجماع على الاستيطان والتهويد وإنهاء اتفاق أوسلو 

تنزيل (16).jpg
فضائية فلسطين اليوم

 

إبراهيم أبو صفية

مع دخول عام 2021 واقتراب موعد الانتخابات "الإسرائيلية" الرابعة التي ستجري في 23/أذار المقبل، يزداد حدة الصراع الانتخابي، ويتنافس "الإسرائيليون" على منصب من سيكون أكثر تطرفاً ويمينياً، ويقابل ذلك خشية فلسطينية من تصعيد مشاريع الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس المحتلتين.

كما أن الحزب اليمين المتطرف الجديد "أمل جديد، وحدة لإسرائيل" بقيادة جدعون ساعر، وهو أحد مهندسي فكرة الضم وداعم أساسي لها، سيستغل عدول نتنياهو عن تطبيق الضم لصالحه، وسيعزز هذه الفكرة  بلا شك في الدورة الانتخابية المقبلة، خاصة في ضوء فشل نتنياهو في الوفاء بوعوده بضم أجزاء من الضفة الغربية في تموز 2020. حيث ستكمن دعاية ساعر حول "وحدة أراضي إسرائيل" كما أطلق على أسم حزبه.

وسيعطي تأسيس الحزب القومي اليميني الجديد، أملاً جديداً، كونه بديلاً واضحاً لنتنياهو قبل الانتخابات. وكان جدعون ساعر عضوا في حزب «الليكود» في الكنيست ووزيرًا، ويُنظر إلى العديد من سياساته على أنها مماثلة لسياسات نتنياهو، لكنه يتميز بعدم اتهامه بالفساد، ما يجعله أكثر جاذبية للناخبين المناهضين للفساد.

غير أن مع وصول اليمين إلى سدة الحكم ارتفعت وتيرة الاستيطان وتضاعفت في السنوات الأربع الماضية وبشكل خاص في 2020، ومع الذهاب لانتخابات جديدة، وتنافس شديد بين الأحزاب اليمينية، ستكون الحكومة المقبلة  أكثر اعتمادًا على المستوطنين، وأنها ستلجئ إلى قرارات أكثر عنفا تجاه الفلسطينيين.

وجاء في تقرير للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في رام الله بتاريخ 2/يناير/2021، أن عام 2020 كان الأصعب على الفلسطينيين من ناحية تصاعد النشاط الاستيطاني وانفلات المستوطنين وممارساتهم الإرهابية.

وربط التقرير بين نشاط حكومة نتنياهو الاستيطاني وبين هوية الرئيس الأميركي، مؤكداً أن نشاطاتها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس تضاعفت تقريباً في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالمقارنة مع إدارة الرئيس باراك أوباما. ففي السنوات الثلاث الأولى من فترة ترمب صادقت حكومة نتنياهو على بناء ما معدله سبعة آلاف وحدة سكنية سنوياً، في حين صادقت في السنوات الثلاث التي سبقتها على 3600 وحدة سكنية.

وأكد التقرير أن هذا الاستيطان، وفضلاً عن دوافعه الاستعمارية في نهب الأرض وتضييق الخناق على الفلسطينيين، يهدف إلى تقويض إمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين مبني على حل الدولتين. واليوم لم يعد سراً أن قادة اليمين الحاكم في إسرائيل ومنافسيهم في صفوف اليمين المتطرف، يتحدثون وبشكل علني عن خطط لمضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية من نصف مليون إلى مليون مستوطن.

وتشير التحليلات أن المعسكرات الإسرائيلية تتفكك وتتركب مع كل موسم انتخابي، أما الجمهور "الإسرائيلي" يتجه نحو أحزاب المركز ليس من منطلق ايديولوجي بل لأنها تبحث عن بديل سيما في ظل الأزمات القائمة، لكن عند الممارسة السياسية الكل سواء.

ومع تصاعد التفاعلات، والتحركات و الاصطفافات في الحلبة السياسية الإسرائيلية استعدادا لخوض الانتخابات الرابعة في غضون عامين، مما يعكس مدى عمق الأزمة السياسية الملازمة لدولة الاحتلال، وكون أن الاحتلال يقوم على مدرسة "ميكافيلي" بتصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج، فإن الذي سيدفع الثمن هو الفلسطيني وأرضه ومقدساته، خصوصا أن نتنياهو أبا لهذه الاستراتيجية، وعمل بها كثيرا.

وقال المختص بالشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، إن  دعاية الأحزاب الإسرائيلية فيما يتعلق بالضفة والقدس، هناك إجماع "إسرائيلي" على 3 أمور، أولا:- أن اتفاق أوسلو انتهى ولا يمكن بأي حال العودة إلى مربع فكرة الانسحاب من كامل الضفة الغربية المحتلة، ثانيا:هناك إجماع على القدس الموحدة بين الأحزاب "الإسرائيلية" باستثناء ميرتس، ثالثا:- هناك إجماع على ضرورة دعم الاستيطان وتوسيعه.

وأشار أبو عواد أن الخلاف يكمن حول مدى الاستيطان بالضفة الغربية، موضحا أن هناك يمين متطرف جدا وهو حزب يمينا الإسرائيلي وحزب ساعر يتفقون على أن الاستيطان يجب أن يشمل كامل الضفة الغربية، وهناك تيارات معتدلة في هذا الملف مثل حزب نتنياهو وكحول لفان  يدعون أنه يجب ترتيب الاستيطان في الضفة، حيث يشمل التجمعات والكتل الاستيطانية الكبيرة، وبالتالي لا يوجد خلاف بين هذه الأحزاب فيما يتعلق بالضفة والقدس.

وأوضح، أن ميزان الضفة والقدس في الانتخابات الاسرائيلية ليس كبيرا، كون أن الاختلافات الداخلية المرتبطة بشخص نتنياهو والقضاء والميزانية والملفات الأخرى، تأخذ حيز أكبر في النقاش، لافتا أن التاريخ السابق في "اسرائيل" قد انتهى، أي التاريخ المتمثل بوجود حزبين كبيرين "العمل والليكود" واللذين كانت اختلافاتهم في وجهات النظر السياسية، قد تفكك العمل وبقي اليمين، والتنافس اليوم هو بين اليمين واليمين المتطرف، وهناك إجماع بينها كما أشرت في البداية.

وبدوره، قال المختص بالشأن "الإسرائيلي"، الصحفي عصمت منصور، أن تتميز هذه الانتخابات أن تجري بالأساس بين 3 أقطاب رئيسية وكلها من اليمين، وأصبحت (يمين- يمين متطرف- يمين متطرف جدا) ومن الطبيعي أن تكون القدس والضفة من القضايا التي تحتل حيز في دعايتها، وخصوصا دعاية حزب ساعر الجديد، الذي سيثير قضية الضم وعدول نتنياهو عنها، وخصوصا أنها هذه المسألة ستعيب نتنياهو، ويتصدر ساعر على أنه اليمين القوي والقادر على توحيد أراضي "إسرائيل".

وأضاف منصور، أنه أيضا ستغيب القضية الفلسطينية وسيغيب موضوع الاحتلال، ويحضر الاستيطان وكيفية دعمه وتعزيزه، وكيفية شطب القضية الفلسطينية أكثر وأكثر، وكيفية حشر الفلسطيني في الزاوية.