قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير في تقريره الأسبوعي، إن محافظات الضفة الغربية شهدت مؤخرا عربدة غير مسبوقة واعتداءات واسعة من قبل المستوطنين، فيما يخطط الاحتلال لزيادة أعدادهم إلى المليون.
وأشار التقرير الذي يغطي الفترة من (19-25 كانون الأول الجاري) بهذا الخصوص، إلى أن جل هذه الاعتداءات تركزت في إغلاق مفارق الطرق بين المدن والمحافظات، واعتداءات جسدية وتخريب ممتلكات ورشق مركبات الفلسطينيين بالحجارة، بدءا بالشيخ جراح في مدينة القدس، مرورا بمدينة الخليل، وعدد من مدن وبلدات وقرى المحافظة، خاصة في مسافر يطا، ومحافظة بيت لحم، خاصة على الشوارع الالتفافية في المحافظة، وبلدات وقرى محافظة رام الله في برقه والمغير وكفر مالك.
وتابع: هذا إلى جانب عربدة مجموعات من المستوطنين المتطرفين و"شبيبة التلال" في محافظة نابلس ضد المواطنين على الطرق الالتفافية القريبة من مستوطنة "يتسهار"، التي تعتبر معقلا لمنظمات الإرهاب اليهودي في المنطقة، هذا إلى جانب اعتداءاتهم على ممتلكات وأراضي المواطنين في محافظات سلفيت والأغوار.
وفي الشأن "الإسرائيلي"، تطرّق التقرير إلى حل الكنيست، قائلا: بعد الفشل في التوصل إلى تسوية الخلافات حول الموازنة العامة في "إسرائيل"، تم حل الكنيست وأصبحت دولة الاحتلال إمام استحقاق انتخابات برلمانية جديدة في آذار من العام المقبل، هي الرابعة خلال عامين. وقد جرت الانتخابات السابقة في أجواء من التنافس بين كتل اليمين واليمين المتطرف على أصوات المستوطنين، الذين باتوا يلعبون دورا مؤثرا في هذه الانتخابات.
وأوضح أن الحديث عن انتخابات جديدة للكنيست يأتي في خضم أزمة صحية تتزامن مع بدء حملة التطعيم ضد (كوفيد- 19) في دولة الاحتلال، في الوقت الذي يواجه فيه نتنياهو المتهم بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا، وانشقاق شخصيات من حزبه يقوده جدعون ساعر، زعيم حزب جديد أطلق على نفسه اسم (أمل جديد– وحدة إسرائيل)، ويقدم نفسه منافسا في المعركة على كسب أصوات اليمين المتطرف وأصوات المستوطنين، الذين يشكلون نواته الصلبة. ويبقى التنافس على أصوات اليمين واليمين المتطرف ونواته الصلبة من المستوطنين سيد الموقف، وهو ما يفسر ادعاء وزير الاستيطان الإسرائيلي تساحي هنغبي إن حكومته ستمضي قدمًا في تنفيذ الرؤية القائمة على جلب أكثر من مليون يهودي للمستوطنات في الضفة الغربية، خلال مشاركته في افتتاح مبنى جديد لمجلس المنطقة الصناعية في "شاعر بنيامين"، داخل مستوطنة "بساغوت".
وأضاف التقرير: تطبيقا لهذه الرؤية بجلب مليون مستوطن صادقت وزيرة المواصلات في حكومة الاحتلال ميري ريغيف على مشروع شق شارع التفافي استيطاني ضخم شمال الضفة الغربية، يلتهم آلاف الدونمات الزراعية، ورصدت لذلك 76 مليون شيقل لتغطية نفقات المشروع، وأطلق عليه اسم "التفافي اللبن" والذي يمر بالقرب من قرية اللبن الغربي. وتأتي المصادقة على هذا المشروع ضمن المصادقة على البدء بشق شوارع التفافية ضخمة شمال وجنوب الضفة، فيما وافقت حكومة الاحتلال على تحويل منحة مالية أمنية لصالح مستوطنات الضفة بتخصيص 34.5 مليون شيقل لذلك، في حين تم تخصيص 5.5 مليون شيقل لتدعيم السلطات المحلية في تلك المستوطنات.
وفي مخططات الاستيطان أيضا، نشرت سلطات الاحتلال مناقصة لبناء 290 وحدة استيطانية في مستوطنة "غيلو"، جنوب مدينة القدس الشرقية المحتلة، بعد المصادقة على مخطط البناء في تشرين الثاني 2019.
وسوف يتم إقامة الوحدات الاستيطانية الجديدة في منطقة ملاصقة على طول المسار المخطط للقطار الخفيف في القدس قيد الإنشاء حالياً، ما يسهل بشكل كبير الوصل بين غيلو والقدس الغربية، هذا إلى جانب مخطط لبناء 253 وحدة استيطانية أخرى في المستوطنة ذاتها، ستتم مناقشتها هي الأخرى في لجنة التخطيط اللوائية بهدف توسيع مستوطنة غيلو جنوباً باتجاه بيت جالا، هذا في الوقت الذي شرع فيه مستوطنو "كوخاف يعقوب" بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة دير جرير شرق رام الله بالقرب من مستوطنتي "كوخاف هشاحر" و"رومنيم" المقامتين على أراضي الفلسطينيين في المنطقة، حيث نصبوا خيمة وبركسات كمقدمة لإقامة بؤرة استيطانية فيها، تحت حماية قوات الاحتلال.
وفي القدس، أقدمت جرافات بلدية الاحتلال وللأسبوع الثاني على التوالي على أعمال حفر وتجريف في مقبرة الشهداء في الجهة الشرقية من المقبرة اليوسفية، التي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني تمهيدا لتنفيذ "مسار للحديقة التوراتية" في محيط أسوار القدس القديمة، وهدمت سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط، وأزالت درجها الأثري، تنفيذا لمجموعة مخططات تهويدية أعدت منذ فترة طويلة.
فيما أصدرت محكمة الاحتلال نهاية الأسبوع أمرا احترازيا يلزم بلدية الاحتلال بالقدس بوقف جميع أعمال الهدم والاقتحام لأرض مقبرة اليوسفية وضريح الشهداء في باب الأسباط في القدس، بعد التماس قدمه المحاميان مهند جبارة وحمزه قطينة، حيث يدور الحديث عن أعمال غير قانونية تقوم بها بلدية القدس الغربية تشمل أعمال هدم للدرج والسور المؤديين إلى مقبرة اليوسفية وإلى باب الأسباط والمسجد الأقصى، بعد أن ثبت بشكل قاطع أنّ قطعة الأرض هي أرض وقف مقبرة إسلامية والمسؤول عنها لجنة المقابر التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية، وأنّ بلدية الاحتلال تعمل في المكان دون أي وجه حق ودون أي مخطط أو أي ترخيص مصادق عليه.
على صعيد آخر، وفي سياق الدعم الأميركي المتواصل لحكومة الاحتلال واستغلال للفترة المتبقية في ولاية ترمب، أعلنت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية عن دخول الأمر الذي يُلزم بوضع علامات "صُنع في إسرائيل" على المنتجات المصنعة في المناطق التي تسيطر عليها "إسرائيل" في الضفة الغربية حيز التنفيذ، بعد أن كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أعلن عن التحول في السياسة الأميركية في نوفمبر بعد زيارة غير مسبوقة قام بها إلى مستوطنة "بساغوت" في الضفة الغربية، حيث زار مصنعا للنبيذ.
وفي يلي مجمل الانتهاكات الأسبوعية التي جرى توثيقها:
القدس
هاجم مستوطنون متطرفون منازل ومركبات المواطنين المقدسيين في حي الشيخ جراح شمال القدس المحتلة، وأجبرت بلدية الاحتلال في القدس عائلة الفلسطينية سهير غيث على هدم منزلها الصغير، في حي وادي قدوم بسلوان.
وبعد وقت قصير من تسليمها إخطارا بالهدم، بدعوى البناء دون ترخيص، وهددت عائلة غيث بدفع غرامة مالية تصل إلى عشرات آلاف الشواقل، في حال نفذت جرافات الاحتلال الهدم. كما هدمت منزل الشاب كاظم أبو شافع في حي البستان في بلدة سلوان وبركسات ومنشآت تجارية وكراجات في بلدات السواحرة، وجبل المكبر، والعيزرية شرق القدس المحتلة بحجة عدم الترخيص، وواصلت أعمال التجريف في أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان بهدف بناء حي استيطاني مخصص لليهود الفرنسيين في أعلى حي وادي الربابة.
فيما تقدّمت جمعيّة "عير عميم" بالتماس إلى المحكمة المركزيّة في القدس، ضدّ مناقصة إنشاء مركز زوّارٍ يهوديّ في حيّ "بطن الهوى"، في قلب سلوان وطالبت في التماسها بوقف المناقصة التي نشرتها شركة "پامي" الحكوميّة الإسرائيليّة.
الخليل
هاجم مستوطنون مسلحون منازل المواطنين في حي تل الرميدة وشارع الشهداء وسط مدينة الخليل تحت حماية جنود الاحتلال ووجهوا الشتائم العنصرية والمسيئة للسكان وهددوهم بترحيلهم والاستيلاء على منازلهم وبارتكاب مزيد من الاعتداءات اليومية عليهم، كما هاجم عدد من مستوطني "متسبي يائير، وسوسيا" واعتدوا بالضرب على رعاة الماشية ومزارعين عزّل من عائلات الجبارين والنجار والهريني قرب خربة شعب البطم وقرية سوسيا، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
واعتقلت قوات الاحتلال المواطن سليمان البطاط، خلال عمله في حفر بئر لجمع مياه الأمطار في خربة زانوتا شرق الظاهرية، والقريبة من مستوطنة "عتنائيل" والمنطقة الصناعية للمستوطنات، واستولت على معدات الحفر، بحجة ان المنطقة مصنفة (ج).
وأصيب الطفل محمود آيات الله طميزي (13 عاما) ومحمد زياد الطميزي (33 عاما) من بلدة إذنا غرب الخليل، بجروح ورضوض نقلا إثرها إلى المستشفى، بعد أن هاجمت مجموعة من مستوطني "كريات أربع"، مركبات المواطنين ورشقتها بالحجارة شرق مدينة الخليل.
وقام عدد من المستوطنين بالاعتداء على مركبات المواطنين عند الطريق الالتفافي في بيت عنون شرق الخليل، وذلك بحماية جيش الاحتلال.
وهدمت قوات الاحتلال منزل المواطن شحدة رزق أبو القيعان الذي تبلغ مساحته 200 متر مربع تقريبا، ومنزلا آخر للمواطنين احمد سليمان أبو القيعان، وحماد رزق سليم أبو القيعان، وتبلغ مساحته 90 مترا مربعا، إضافة لبئر مياه وبركس يعود لهما في خربة السيميا شمال غرب بلدة السموع جنوبا. واقتلع مستوطنون عشرات أشجار الزيتون في منطقة تواني، شرق يطا بالقرب من مستوطنة "ماعون"، وتعود ملكية الأشجار لعائلة العريني.
بيت لحم
رشق مستوطنون وتحت حماية قوات الاحتلال مركبات المواطنين على الشارع الرئيس في بلدة تقوع شرق بيت لحم بالحجارة، ما أدى إلى إلحاق أضرار بها.
وهاجم مستوطنون منازل المواطنين في منطقة بيت اسكاريا "خلة بلوطة"، المحاطة بمجمع مستوطنات "غوش عتصيون" المقامة على أراضي جنوب محافظة بيت لحم.
كما ألقى مستوطنون الحجارة باتجاه مركبات فلسطينيين على طريق الجبعة ونحالين بالقرب من دوار "عتصيون".
رام الله
هاجم مستوطنون عددا من القرى شرق محافظة رام الله والبيرة، واعتدوا على ممتلكات المواطنين وهاجموا منازل المواطنين الواقعة على أطراف قرية بيتين شرق رام الله، فيما هاجمت مجموعات أخرى أطراف قرية برقة بالمحافظة واعتدت على منازل المواطنين ومركباتهم.
كما اعتدى مستوطنون على منازل المواطنين في قرية المغير شمال مدينة رام الله، وهاجموا عددا من المنازل في قرية كفر مالك القريبة، فيما اعتدى آخرون على مركبات المواطنين على طريق رام الله- نابلس.
وأصيب مواطن بجروح نتيجة دهسه من قبل مستوطن على مدخل بلدة نعلين غرب مدينة رام الله، فيما نظم مستوطنون مسيرة قرب بلدة مخماس شمال شرق القدس، وتعمدوا رشق المركبات الفلسطينية المارة بالحجارة، وحاولوا إغلاق الشارع المحاذي لمخماس.
نابلس
شرعت جرافات المستوطنين بتجريف مساحات من أراضي بلدة عورتا جنوب نابلس بهدف أعمال توسعة لمستوطنة "ايتمار" المقامة على أراضي المواطنين. ومنعت قوات الاحتلال المواطنين من زراعة أشجار زيتون في أراضي قرية جالود جنوب نابلس على بعد 200 متر من مدرسة جالود الثانوية، بذريعة أنها "أراضي دولة" رغم أنها أراضي خاصة.
فيما أصيب المواطن ناصر محمد سمارة (ناصر الشيخ) برضوض وجروح مختلفة، جراء الاعتداء عليه من قبل مستوطني "يتسهار"، وتم نقله إلى طوارئ حوارة لتلقي العلاج. كما وسرق مستوطنو بؤرة "أحياه" 50 شتلة زيتون تمّت زراعتها في أراضي قرية جالود جنوب نابلس.
وتجمع عدد من المستوطنين بالقرب من مفرق الطنيب على الطريق الواصل بين نابلس وطولكرم ومدخل مستوطنة "شافي شمرون"، وهاجموا المركبات بالحجارة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين وتضرر عدد من المركبات.
ونظم عشرات المستوطنين مسيرة على الشارع الرئيسي في بلدة حوارة جنوب نابلس وهاجموا ممتلكات ومركبات المواطنين، وأغلقت قوات الاحتلال الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، تمهيدًا لاقتحام المستوطنين حيث يطلق المستوطنون دعوات لاقتحام الموقع بشكل أسبوعي، بحماية جيش الاحتلال، في إطار السعي للاستيلاء عليه.
وهاجم مستوطنو "معالي ليڤونة" مركبات المواطنين بالحجارة في منطقة واد علي القريبة من قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، حيث تعرضت المركبات لأضرار مادية، نتيجة استهدافها من قبل المستوطنين.
سلفيت
اقتلع مستوطنو "رفافا" عددا من أشتال الزيتون في منطقة خلة أبو العلا غرب قرية حارس تعود ملكيتها للمواطن أمجد سلطان، وهو الاعتداء الثاني خلال هذا الشهر، إذ قام المستوطنون سابقا بتكسير وقلع 10 أشتال زيتون وتين في نفس المنطقة.
فيما اقتحم مستوطنون بلدة كفل حارس بحماية جيش الاحتلال وأدوا طقوسا تلمودية، ورددوا هتافات وشعارات عنصرية، واعتدوا على منزل المواطن جلال فريد بوزيه، وقاموا برشقه بالحجارة، ما أدى إلى إصابة طفلتين واحدة في الظهر (11 عاما)، والأخرى (13 عاما) بحالة إغماء نتيجة الهلع.
جنين
هددت سلطات الاحتلال والد الشهيد محمود عمر صادق كميل (17 عاما)، بهدم منزله في بلدة قباطية جنوب جنين.
وأخذت قوات الاحتلال قياسات منزل الأسير محمد مروح قبها (36 عاما) في قرية طورة في منطقة يعبد غرب جنين. وأصيب الشاب جهاد خالد أبو مراد (21 عاما) بقنبلة غاز في وجهه أطلقها جنود الاحتلال أثناء تواجده على الشارع الالتفافي شمال شرق جنين، ونقل إلى مستشفى جنين الحكومي، لتلقي العلاج.
الأغوار
أصيب المواطن هلال عادل دراغمة في رأسه في اعتداء للمستوطنين بمنطقة عين الحلوة في الأغوار الشمالية، وسيج مستوطنون أراضي في منطقة عين الساكوت بالأغوار، ونصبوا بوابتين حديديتين على مدخل نبع الساكوت بالرغم أن هناك قرارا من محكمة الاحتلال العليا بعودة الأراضي إلى أصحابها الأصليين"، بعد معركة قانونية امتدت لنحو ثلاثة أعوام.
وبلغت مساحة الأراضي المسترجعة نحو 3500 دونم من أصل عشرة آلاف دونم، كانت مصنفة على أنها مناطق عسكرية مغلقة.
كما استولت قوات الاحتلال على جرار زراعي أثناء حراثة أرض في خربة الحمة بالأغوار الشمالية، تعود ملكيته للمواطن مأمون فقهاء.