يُسابق الرئيس الأميركي المهزوم دونالد ترامب الوقت، لتحقيق المزيد من النجاحات بين أصدقائه العرب ودولة الاغتصاب لفلسطين، وآخرها إعلان التطبيع بين المغرب و»إسرائيل»، والتبشير بانضمام السعودية الى قائمة المطبّعين.
وكما قلنا ونقول انّ الإعلان عن التطبيع هو آخر محطة من التطبيع، اذ سبق أن أقامت المملكة المغربية و»إسرائيل» علاقات اقتصادية وسياحية وثقافية من خلال مكاتب التنسيق في المغرب وفلسطين المحتلة لرعاية المصالح بين البلدين منذ العام 1990.
ويقول الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» شلومو غازيت انّ المغرب مكّنها (أيّ الاستخبارات) من تسجيلات القمة العربية التي استضافتها الرباط 1965، وهو ادّعاء لم يستبعده المؤرّخ المغربي المعطي منجب.
وكانت تلك القمة مهمة جداً لـ «إسرائيل» قبل سنتين من حرب 1967، إذ شهدت حضور وزراء الدفاع العرب وقادة جيوشهم وأجهزتهم الأمنية، وجرى خلالها تقديم معلومات تفصيلية حول القدرات الدفاعية لكلّ دولة.
ونقل شلومو أيضاً انّ فريقاً من الاستخبارات الإسرائيلية زار المغرب قبل القمة بالتنسيق مع النظام المغربي وتسلّم بنهايتها مباشرة كلّ التسجيلات لما دار في القمة، وهذه واحدة من أكبر إنجازات الاستخبارات «الإسرائيلية» وخاصة تلك التي تتعلق بالجيوش العربية.
وجاء على لسان المؤرّخ المغربي المعطي منجب انّ المغرب كان لديه علاقات قوية مع «إسرائيل» في الستينات، وانّ وثائق رُفعت عنها السرية اعتمدت عليها «إسرائيل»، واجتمع السفير المغربي في واشنطن برئيس الولايات المتحدة وطلب الاخير مساندة المغرب لـ «إسرائيل». وعندما حضر الملوك والرؤساء العرب الى الرباط لحضور القمة العربية في العام 1965، لم يعلموا انّ الموساد «الإسرائيلي» سبقهم وأقام فرعا له في المغرب بموافقة الملك .
وبعد مرور ستين عاماً سمحت الرقابة «الإسرائيلية» بنشر التفاصيل الكاملة عن العلاقات السرية بين الموساد والمغرب.
وكان العاهل المغربي أمر بتخصيص جناح كامل للموساد «الإسرائيلي» في الفندق الذي عُقدت فيه القمة العربية.
وكانت فوائد الاطلاع على مثل هذه التفاصيل ان اتخذت «إسرائيل» قرار شنّ الحرب على الدول العربية في حزيران 1967.
الا انّ الجديد في هذا التطبيع كانت له ترضية لا بل رشوة للمملكة المغربية بإعطائها السيادة على الصحراء الغربية المتنازع عليها بين جبهة بوليساريو والمغرب واعتراف الإدارة الاميركية بالسيادة للمغرب، بغض النظر عن أحقية السيادة على هذه الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو، وما أشبه هذه المنحة ممن لا يملك الصحراء الغربية فيعطيها للمغرب، كما منح بلفور فلسطين للصهاينة وكما جرى ضمّ الجولان السوري الى كيان الاحتلال بتشجيع أميركي.
ومما لا نقاش فيه انّ الرئيس الاميركي المهزوم هو في طليعة الرؤساء الأميركيين الذين اشتغلوا لـ «إسرائيل» ولضمان قوتها وشرعنة توسعها حتى في الأيام الأخيرة لوجوده في البيت الأبيض.
وليس بدعاً ان تقيم «إسرائيل» نصبا لـ دونالد ترامب في ارض لا تملكها تمجيداً لرئيس بالغ في خدمة دولة الصهاينة حتى الساعات الأخيرة من ولايته!
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي