في يوم التضامن مع فلسطين الجريحة ، مهد السيد المسيح ومسرى الرسول العربي الكريم ، تواصل الحركة الصهيونية العنصرية ، وسط تواطؤ دولي – إقليمي – عربي ، ضم الأراضي الفلسطينية وتشريد أهلها وتهديم منازلها وبناء المستعمرات المسلحة عليها ، كما تمضي في عملية تهويد القدس وطمس معالمها التاريخية وتزوير هويتها العربية وطعن مقدساتها الإسلامية المسيحية ، فضلاً عن محاولاتها المحمومة لاختراق المسجد الأقصى المبارك وتطويع سدنته استكمالا لمخططها الجهنمي في احراقه وتهديمه واحلال هيكل سليمان محله.
وعلى الرغم من تمادي الحركة الصهيونية في إجرامها بحق الشعب الفلسطيني المحاصر واعتداءاتها التي فاقت كل حد وتجاوزت كل حق وتحدّت كل قانون فإن المجتمع الدولي المذعور من تهمة ” العنصرية ” لا زال يساير ” إسرائيل ” ويقف عند خاطرها ، وأحياناً يغطي على جرائمها ضد الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وشعوب المنطقة وكأنه كُتب علينا في هذه البقعة من العالم أن نكون في حالة حرب دائمة تفرضها تل ابيب وبدعم هائل من واشنطن التي تتحدث عن حقوق الانسان وتدوس هذه الحقوق كل يوم من خلال دعم الديكتاتوريات وحماية الكيان الغاصب في مجلس الأمن كما في كل الميادين العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية ، حتى وصل الأمر بالرئيس الأميركي الحالي الى الضغط المستمر على العواصم العربية للاقتراب من ” إسرائيل “.. اسرائيل العدوان والقهر والاحتلال، والنأي عن فلسطين.. فلسطين الحق والقداسة والعروبة.
ولم يكتف الرئيس الأميركي المهزوم – دونالد ترامب – بكل ذلك بل قطع نهر الروبيكون أيضاً ناقلاً معه السفارة الأميركية الى القدس متجاهلاً حقيقتها وتاريخها ومركزيتها بالنسبة للديانات السماوية ، محتقراً كل القرارات والمواقف الدولية التي ترفض تهويد القدس او تزوير حقيقتها .
واليوم إذ يحاول الرئيس الأميركي المهزوم إنهاء عهده بالإمعان في قهر فلسطين والعرب مكلفاً وزير خارجيته وصهره تكريس شرعية الاحتلال الصهيوني للقدس والجولان والمستوطنات ، مستغلاً الأنقسام الفلسطيني والتفكك العربي والتردد الدولي ، فإن الأمة العربية وفي قلبها الشعب الفلسطيني تجد نفسها أمام مهام تاريخية لا بد من التصدي لها حفاظا على عروبة فلسطين والأرض العربية بأسرها. فالمعركة التي يواجهنا بها العدو الصهيوني مدعوماً من واشنطن ليست معركة افتراضية أو جانبية إنما هي معركة وجود يتحدد في خضمها مصير المنطقة كلها.