Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

تضحيات شعب وجوع ماهر.. نصر لا محالة

فضائية فلسطين اليوم

بقلم: أحمد المدلل
مائةٌ وثلاثةُ أعوام تمر على وعد بلفور المشؤوم الذى كان الأساس والسبب الرئيسى فى معاناة وعذابات الشعب الفلسطينى ، عندما أصدر وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور وعده بإقامة وطن قومى لليهود على أرض فلسطين بالإدعاء أنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، وكان السقوط الدينى والأخلاقى والقيمى لبعض الحكام العرب حينذاك وعلى رأسهم الملك السعودى المؤسس عبدالعزيز آل سعود دور كبير فى تنفيذ هذا الوعد  باظهارهم الاستعطاف والحنو على الشعب اليهودى الذى نبذته أمم الأرض جميعا على مدار التاريخ منذ وجودهم  وانحرافهم عن دين موسى عليه السلام ، لتكون بريطانيا الامبراطورية التى لا تغيب عن مستعمراتها الشمس والتى احتلت فلسطين بزعم انتدابها من عصبة الأمم حينذاك على فلسطين هى المنقذة للشعب اليهودى الذى يحمل فى ثناياه وفى كل مراحل تاريخه بذور الفساد والشر والرذيلة ولم ينجُ نبىٌّ او أمةٌ من إيذاءهم ومكرهم وخداعهم وهم الذين تجرأوا على الله سبحانه وتعالى فى مواقف كثيرة ذكرها القرآن الكريم فى مواطن كثيرة حتى كتب الله عليهم التشتت فى كل بقاع الأرض والذلة والمسكنة " وإذ تأذنّ ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " صدق الله العظيم، ومنذ مجئ العصابات الصهيونية والتى سمحت لهم بريطانيا بالقدوم الى أرض فلسطين حتى بدأت أطماع الاحتلال الشريرة تتوسع على أرض فلسطين وقد بلغت أوجها فى نكبة عام ال٤٨ عندما بدأت العصابات الصهيونة بالتقتيل والذبح والحرق والتدمير للديار الآمنة وتهجير أصحابها عنوة بمساندة بريطانيا وعمالة الأنظمة العربية الحاكمة حينذاك ... ولم تمر هذه المؤامرة على الشعب الفلسطينى الذى خذلته الأنظمة والزعامات المهترئة التى ارتبطت مصالحها بمصالح بريطانيا والاحتلال الصهيونى الوليد، واستمر الشعب الفلسطينى فى القتال رغم قلة الامكانيات وحصار بريطانيا له وخداع الأنظمة ، واستمرت الانتفاضات المظاهرات فى كل مدن وقرى ونجوع فلسطين رفضا للاحتلال البريطانى وللعصابات الصهيونية على أرض فلسطين وأبدع الشيخ عز الدين القسام وهو يجند الشباب والنخب الفلسطينية فى ثورته وجهاده ويمضى إخوانه وتلامذته من بعده على طريق الثورة والجهاد  ، ولكن المؤامرة تعاظمت اكثر واكثر وحصلت النكبة عام ١٩٤٨ وبالرغم من التضحيات الكبيرة لم تتوقف نضالات الشعب الفلسطينى لنيل حقوقه والعودة الى أراضيه التى هُجّر منها ، وعندما صدّق شعبنا عنترية بعض الانظمة الهوجاء باحتضان القضية الفلسطينية وركن اليها حلّت النكبة الثانية عام ١٩٦٧ لتضيع القدس وكل فلسطين واجزاء من الدول العربية المجاورة تحتلها اسرائيل ، ولم يتراجع الشعب الفلسطينى ولم تنكسر ارادته وقد أخذت مراحل القتال منذ وعد بلفور والى الآن أشكالاً  وأدوات مختلفة ، وهاهى المقاومة تُبدع فى ميادين القتال والمواجهة وتطور امكاناتها وتؤكد للعدو الصهيوني أن المعركة مستمرة لا يمكن أن تتوقف حتى ينال شعبنا حقوقه كاملة واستطاعت المقاومة  بإخلاص أبناءها وكدحهم وتفانيهم وخبراتهم القتالية وتضحيات الشعب واحتضانه لها وتطور امكاناتها  أن تصنع هاجسا وجوديا للكيان الصهيونى الذى أرادت بريطانيا بوعد بلفور وامريكا بوعد ترامب وجريمة القرن وانظمة التطبيع الخائنة بالدوس على كرامتها والتنازل عن فلسطين من أجل أن تثبّت أركان الكيان وتصنع له دولة آمنة ومستقرة وطبيعية على أرض فلسطين قلب العالم العربى ، لكنّ النضال الفلسطينى يحطّم أحلامهم ويودى باحلامهم الى الوهم والسراب ... ومائةٌ وثلاثة اعوام فى حياة الشعب الفلسطينى من التضحيات والنضال يقابلها مائةٌ وثلاثة أيام من الجوع والعطش والأوجاع والأمراض التى تنهش جسد الأسير ماهر الأخرس المنهك ، نموذج النضال الفلسطينى الحقيقى الذى لم يُقهر فى معركة الكرامة والمواجهة من خلال سلاح الأمعاء الخاوية والاضراب عن الطعام والإصرار على المضى فى المعركة حتى ينال حقه بالحرية والانعتاق وكسر سيف الاعتقال الادارى الذى يستخدمه دائما العدو الصهيونى لتدمير همة القتال لدى أبناء الشعب الفلسطينى، وهكذا تذهب أدراج الرياح كل محاولات العدو الصهيونى بالالتفاف على ماهر الاخرس لينهى إضرابه  إلا أن الاسير البطل يؤكد ان معركته مستمرة ولن يفكَّ إضرابه إلا بإحدى الحسنيين إما النصر والحرية أو الشهادة ، وكما تعلم ماهر فى مدرسة الجهاد والمقاومة أن الثبات طريق النصر ، وكان الشعب الفلسطينى يعد الاعوام التى مضت على وعد بلفور المشؤوم وفى المقابل يعد أيام الجوع ومعركة الكرامة التى يخوضها ماهر الأخرس لتكون مئة وثلاثة أيام فى حياة ماهر كفيلة لأن ينتصر ويلتزم العدو الصهيونى بعدم تجديد الاعتقال الادارى بحق ماهر ليمكث فى المستشفى حتى يتعافى  ويتحرر يوم 26/11/2020 ، ومئة وثلاثة أعوام تمر فى حياة الشعب الفلسطينى منذ وعد بلفور المشؤوم تزيده إصرارا وثباتاً وصبراً وتشبثاً بحقوقه والمضى فى طريق النضال والمواجهة المستمرة حتى دحر الإحتلال ...  فإنَّ النصرَ صبرُ ساعة وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال " وإنَّ النصر مع الصبر"