خالد صادق|
اولئك النفر الذين يسيئون الى سيد البشر وخير البرية محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويقف على رأسهم اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هم انفسهم الذين ينحازون الى هذا الكيان الصهيوني المجرم المسمى "اسرائيل" وهم انفسهم الذين يحاولون الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني, ويمررون ما تسمى بصفقة القرن, ويقومون بدفع خطوات التطبيع والتحالف مع هذا الكيان الصهيوني المجرم, المطبعون العرب لا يجدوا غضاضة في الدفاع عن ماكرون ومن يسيؤون لرسول الله صلى الله عليه وسلم صحف عربية افردت مساحات واسعة للدفاع عن ماكرون وبررت تصريحاته بانها لا تستهدف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم انما تعزز الخيار الديمقراطي وحرية الرأي والتعبير في فرنسا, وانقسم البرلمان التونسي بين مؤيد ومعارض لتصريحات ماكرون ووقع نحو اربعين نائبا في البرلمان التونسي ومثقفا على عريضة تطالب بمحاكمة نائب برلماني تونسي انتقد تصريحات ماكرون المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم, وكالة "واس" الحكومية السعودية، نشرت في 25 أكتوبر، خبر استقبال أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل السفير الفرنسي لدى السعودية لودفيك بوي، وقالت إنهما تبادلا أحاديث "ودية" وأشارت الوكالة إلى أنهما ناقشا خلال الاجتماع "الموضوعات ذات الاهتمام المشترك"، دون التطرق الى التصريحات المسيئة للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم, واثرت بعض الدول العربية التزام الصمت لأنها تخشى ردات الفعل الغاضبة ضدها, وترى انها لا تملك حرية ادانة تصريحات ماكرون, نماما كما صمتت امام سياسة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني, وامام صفقة القرن, وامام مخطط الضم الاستعماري للأغوار وشمال البحر الميت, وامام اعتبار القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني, لقد استمرأوا الخذلان واصبح سمة تلازمهم حتى وان تعلق الامر بعقيدة المسلم وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم, فما يعنيهم سلامة عروشهم واستمرار حكمهم الاستبدادي الجبري باي طريقة كانت حتى وان كان ذلك على حساب الاساءة للإسلام, والتحالف مع قوة الشر "اسرائيل".
انظر الى وجوه هؤلاء الذيم يدافعون عن ماكرون تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير, ستجد انهم هم انفسهم الذين يدافعون عن "اسرائيل" وحقها في الاراضي الفلسطينية, ويدعون الى التحالف والتطبيع معها, والاستفادة من تكنولوجيتها واقتصادها وحداثتها, فالإمارات والبحرين والسودان وقعت اتفاقيات تطبيع مع اسرائيل بحجج التكنولوجيا والاستثمار والحماية والحداثة, وكأن اسرائيل ستمنحهم خبراتها التكنولوجية وستحميهم من اعدائهم "الوهميين" اسرائيل التي فشلت في حماية نفسها لا تستطيع ان تحمي احدا, وهى تستقوي بالإدارة الامريكية على الفلسطينيين والعرب والمسلمين, ولولا حماية امريكا لإسرائيل لانتهى هذا الكيان الصهيوني منذ امد بعيد, فلماذا كل هذا العداء للامة, ولماذا يجبن العرب والمسلمون عن الدفاع عن فلسطين والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويقبلون بالإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسومات المسيئة, هل الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبح تطرفا, وهل اصبحت صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية هي المعيار لحرية الرأي والتعبير بإساءتها للرسول صلى الله عليه وسلم, وهل حرية الرأي والتعبير هي حرية مطلقة للصحف والاشخاص, وهل يمكن ان يصمت الحكام العرب على صحيفة "شارلي ايبدو" لو اساءت الصحيفة لشخصهم, اعتقد انعم سيجندون كل وسائل الاعلام لتجريم الصحيفة ومهاجمة القائمين عليها, وتقديم الشكاوى ضدها في المحافل الدولية وربما يصل الحال الى طرد السفراء وقطع العلاقات, واعلان النفير العام, لكن عندما يتعلق الامر بالإسلام وفلسطين فيصبح هذا من باب حرية الرأي والتعبير ويجب ان نحترم ذلك, هذا هو المنطق الرسمي العربي في مواجهة الحملة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم والتنكر لحقوق الفلسطينيين, وغض الطرف عما يرتكبه بعض الطغاة من جرم بحق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وبحق القضية الفلسطينية التي تتعرض لخطر التصفية على يد امريكا و"اسرائيل" وبدعم رسمي عربي كبير, يدل على حالة الهوان والذل التي وصل اليها الرسميون العرب بفضل سياستهم الخرقاء.
الاسلام وفلسطين مرتبطان ارتباطا وثيقا, فالقدس عاصمة فلسطين ومسجدها الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه الى السماء, القدس بوابة السماء ومعيار نهضة الامة وسيادتها, فان كانت القدس بيد المسلمين فاعلم بانك تعيش عهد النهضة الاسلامية, وان كانت القدس في يد اعداء الامة فاعلم انك تعيش عهد الانحطاط والتبعية والذل, والواجب على الامة ان تحمي رسولها وتدافع عنه, وان تحمي فلسطين وتدافع عنها من الاحتلال الصهيوني الذي ينتهك حرمة الارض والمقدسات.